بعد أن نهشها المرض 17 سنة بسطات.. الطفلة “حنان” تغادر في صمت ” فيديو”

في لقاء سابق مع هبة بريس، ناشدت الطفلة “حنان زيودي” جميع القلوب الرحيمة أن تبادر لتقديم يد العون لها جراء اصابتها بمرض غريب ظل ينهش جسمها النحيف 17 سنة….هاهي اليوم تغادر الدنيا في صمت دون التفاتة مسؤولة لا من قبل الوزارة الوصية على قطاع التضامن، ولا من المسؤولين المحليين والاقليميين.

هاهي اليوم تسلم روحها الطاهرة لخالقها اليوم الجمعة، ليورى جثمانها الثرى بمسقط رأسها بدوار بداوة قيادة أولاد بوزيري جماعة مشرع بن عبو اقليم سطات.

ذات يوم، تلقت هبة بريس اتصالا هاتفيا من أحد الفاعلين الجمعويين بمنطقة اخميس سيدي محمد بن رحال، أكد من خلاله أن هناك طفلة صغيرة رفقة أسرتها الفقيرة تعاني الويلات جراء مرض غريب ظل ينهش وجهها البريء لما يقارب 17 سنة، دون شفقة ولارحمة، بعد أن أضحت شبه جثة متهالكة بالكاد تتحرك.

لبينا حينها النداء تقربا من الله عز وجل، قادنا المسير نحو بيت منزلها البسيط، عبر مسالك قروية تدمي القلب… بصعوبة بالغة حاولنا مجالستها والتقرب منها للبوح ما بداخلها من معاناة وألم، بجانبها جلس الأب المكلوم المغلوب عن أمره فقرا وقلة ذات الحاجة، يحكي بمرارة بأنه أصبح عاجزا عن توفير مستلزمات الدواء والغذاء، وحتى مصاريف النقل المدرسي لأحد أبنائه، مناشدا كافة القلوب الرحيمة لتقديم يد العون والتخفيف من آلامه…فهو في حاجة ماسة حتى لكرسي متحرك يساعده على حمل ابنته.

دموع الأم بدورها لم تكد تجف، وهي تروي وجنتيها سيولا منهمرة، تختزل في طياتها قصة من نوع آخر، قصة نسجت خيوطها الأولى مع أول ظهور علامات احمرار على وجه “حنان” منذ ان كانت رضيعة، بعدها دخلت الأسرة الفقيرة في متاهة البحث عن العلاج، دون جدوى لما يقارب 17 سنة.

من بين ثنايا هذه المشاهد المؤلمة، همست حنان بصوت خفي قائلة: ” أوصيك يا أمي بأن لا تبكي عن فراقي ذات يوم، فيكفيك أنك عشت معي الويلات لسنوات طويلة فهذا أكبر عزاء..”.

وكأنها تعلم علم اليقين أن موعد لقاء ربها قد اقترب…جاء اليوم الموعود، وطويت صفحة الطفلة حنان بلا رجعة لتغادر الدنيا الفانية، دون أن تجد رعاية طبية ولا التفاتة مسؤولة تمسح دموع الفقر والقهر وقلة ذات اليد.

أثناء تصوير الحلقة معها في وقت سابق، أكدت حينها ” حنان”، أنها تعشق “أكل الكبد شواء، والمشروبات الغازية، وتتوسل لإخوانها المغاربة بأن لا يتركوها وحيدة وأهلها تصارع هذا المرض الفتاك الذي قضى على مستقبلها، مقدمة شكرها الجزيل لقائد المنطقة التي يتكفل دائما بشراء الدواء لها… رحم الله البريئة حنان، وأسكنها فسيح الجنان، وألهم أسرتها الصبر والسلوان…ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي القدير…

الفيديو التالي يوثق للزيارة التي قامت بها هبة بريس في وقت سابق لنقل معاناتها..

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. لله ما أعطى ولله ما اخذ وكل شيء عنده بقدر. إن لله وإن إليه راجعون. تعازينا الحارة إلى أسرة المرحومة. فاعتبروا يا أولي الابصار . وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .و المسؤولية تبقى على عاثق أصحابها إلى يوم القيامة.

  2. إن لله وإنا إليه راجعون البقاء لله، لله ماأعطى ولله ماأخد، الله يرحمها ويجعلها من أصحاب الجنة يارب ويصبر أهلها

  3. إنا لله وإنا إليه راجعون. الى وزارتنا التي تهتم بصحتنا بالاصرار على تلقيحنا رغما عن أنفنا!!لماذا لم اهتموا بامثال هذه الطفلة؟؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى