جمعيات بفكيك تدين نهج الاستسلام وتصفه ب”الإذلال الجديد“

هبة بريس – الرباط

عقدت الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني الفجيجية بمدينة وجدة، يوم الثلاثاء 16 مارس 2021، اجتماعا بمقر جمعية الحمام الفوقاني بحثت فيه ما تعرفه المنطقة من أحداث متسارعة لمحاولة الجيش الجزائري، ضم منطقة العرجة لنفوذه الترابي ومنع الفلاحين والمواطنين من الدخول للمنطقة .

وقال البلاغ الختامي لهذا الإجتماع، بأن الأخير تطرق لما وصفه ب ”الأحداث المأساوية التي تعيشها فجيج في هذه الأيام من شهر مارس الجاري والآثار المدمرة التي ما زالت تلحقها اتفاقية تسطير الحدود على الساكنة بصفة عامة، وعلى مجهودات ومنجزات العائلات التي قدر لها الاستقرار بمحاذاة الحدود المسطرة الحدود المسطرة بصفة خاصة“.

وفي هذا الصدد أكد الحاضرون أن الاتفاق بين الدولة المغربية والدولة الجزائرية على تسطير الحدود أضاف في هذه الأيام من شهر مارس ضحايا جدد من منطقة العرجة إلى ملف ضحايا العقود السابقة في زوزفانة وأمغرور ،وتاسرا،والملياس و…و…( في المجموع أكثر من 26 واحة أو منطقة ).

كما أكدوا أيضا أن إتفاق تسطير الحدود كما ألحق عشرات الواحات بالتراب الجزائري، أصاب أيضا مئات العائلات الآمنة في كرامتها وعزتها وأرزاقها وأرغمها على إخلاء بساتينها. كما أن أهالي فجيج ما زالوا يذكرون ويتذكرون واحاتهم الغناء التي ضيعتها إتفاقية الحدود . ويستذكرون مع حدث العرجة الأجداد الذين تحملوا الكثير من الصعاب والأهوال في التنقل اليومي من والى القصر والواحات المفقودة ، ودفاعهم المستميت عن الأرض والعرض ودفاع ابائهم وأجدادهم عن وطنهم وبلدتهم التي كانوا يعتبرونها باب المغرب إذا أحتلت أحتل المغرب.

كما أكد ذات البيان، أن شهر مارس 2021 عبر حدث العرجة يشهد مرة أخرى على تنازلات جديدة في إمتداد المجال الحيوي للساكنة، وكما يكشف على حجم التفريط في الحقوق، ويكشف أيضا عن نهج الاستسلام الذي يتنافى مع سلامة الخط الوطني . وعليه يسترسل بالقول لا يمكن لأي وطني أو مواطن غيور إلا أن يشعر بالأسى والحزن إزاء هذه التنازلات المهينة التي لا تزيد الوضع في فجيج إلا تفاقما وتعقيدا ولا يمكن إلا أن تعمق مظاهر الهشاشة والضعف.

وأضاف أن حجم ما تم التفريط فيه لا يقدر بثمن، والمجهودات والإنجازات التي حققها أصحاب الضيعات في الأراضي المفقودة لا تحتاج إلى الكثير من الأدلة والبراهين لإثباتها . تكفي العودة إلى عدد وعمر النخلات للإحالة إلى ضخامة السنين ووزن الأموال التي أنفقت . والأكيد أنه لن يعوضها ما بقي من العمر ولا أموال قارون.

وزاد ذات البلاغ مشيراً إلى أن المسيرات والوقفات التي نظمت في فجيج و كذلك الاجتماعات المكثفة التي عقدتها الجالية الفجيجية خارج الوطن سواء في دول أوروبا أو أمريكا الشمالية أو داخل الوطن في المدن المغربية تؤكد بإستمرار مدى الطاقة التعبوية والوقوف البطولي ،الذي يختزنه الفجيجيون في أماكن تواجدهم، لرفض الإقتطاعات الترابية والتنازلات التي تجهز على ما تبقى من أملاكهم ومجالهم الحيوي .

وأضاف البيان أن الفجيجيين كما وقفوا في أحداث سابقة وكما أثبتوا وكرروا في كدهم اليومي وتضامنهم الأخوي يعون جيدا أنهم يخوضون معركة وجود على الحصار المعقد والمركب الذي يعانون منه ، ويدركون أنهم موجودون في مكان إما أن يكون بمجاله الحيوي أو لا يكون.

وخلص المجتمعون إلى انهم يدركون مبدئيا أن المطالب الترابية والمواقف الوطنية في مثل هكذا حدث لا تكتمل إلا إذا اقترنت بالتصميم على تحميل الدولة مسؤوليتها في الحماية ، لكن عمليا يستغربون إعفاء الدولة المغربية نفسها من المحاجة للإجابة عن الأسئلة الكثيرة التي يطرحها الساكنة حول هذا الترحيل المهين لفلاحي العرجة والمهلة التعجيزية ( 18 مارس) وحول التستر وراء هذا الصمت المطبق لكبار مسؤولي الدولة من جهة ومن وسائل الإعلام الخاصة والعمومية من جهة أخرى.

وفي الختام، حيى الحاضرون حراك الساكنة المحلية لدفاعهم عن حقهم في الوجود . داعيين إلى النضال بكل الطرق المشروعة وبالوسائل السلمية لمواجهة هذا الإذلال الجديد ، و رص الصفوف واتخاذ الخطوات السريعة الكفيلة بتنويع طرق الاحتجاج المشروع وإرساء الأسس السليمة وإقرار لجنة للحوار والمتابعة من بين أعضائها ممثلي الضحايا القدماء والجدد ورجال القانون للوصول إلى نتائج منصفة ،تكون في مستوى ما يبديه الحراك من تضحيات و ساكنة فجيج من استعدادهم للحفاظ على أرضهم واسترجاع حقهم في استغلال كل ممتلكاتهم الأصيلة .

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى