بدر الطاهري: من يسيرون مكناس يفكرون في الانتخابات أكثر من تنمية المدينة

هبة بريس
 
احتضنت مدينة مكناس، مساء السبت، المحطة الـ 66 من القافلة التواصلية “100 يوم 100” التي أطلقها حزب “التجمع الوطني للأحرار” مطلع شهر نونبر من السنة المنصرمة بغرض الاستماع لساكنة 100 مدينة صغيرة ومتوسطة، لتحديد مشاكل التنمية بها و الاستماع لأولويات ساكنتها ومقترحاتهم، لصياغة ما يشبه نموذجا تنمويا مصغرا لكل مدينة للدفاع عنه في مختلف الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

ووجه في هذا اللقاء المنسق الاقليمي لحزب “التجمع الوطني للأحرار” بمكناس، بدر الطاهري، انتقادات كبيرة للساهرين على تسيير مدينة مكناس، مؤكدا أن كل اهتماماتهم الحالية تصب في التفكير في الحفاظ على مقاعدهم لولاية اضافية مما يجعلهم يفكرون في الانتخابات بشكل مستمر.

وقال: “… المشرفون على تسيير المدينة لهم قصور في التفكير و غياب بعد النظر، فهم يركزون فقط على تزفيت الطرقات، لكن لا نجدهم ينظمون مثلا تظاهرات كبيرة باستثناء المعرض الدولي للفلاحة، فهو التظاهرة الوحيدة التي تستفيد منها المدينة”.

و تابع: “… مكناس اليوم هي عبارة عن خراب كبير، فحتى الاصلاحات تتم بشكل عشوائي، و المشاركون في اللقاء يعبرون عن استيائهم بخصوص تدبير المدينة، فقبل سنوات كان رئيس المجلس الجماعي يتحدث عن المسرح الكبير للمدينة و عن ملعب رياضي كبير، وعن تشجيع الاستثمار و يتحدث عن إنشاء مناطق صناعية، و هذه الأمور لم نرى منها أي شيء”.

واسترسل في مداخلته المطولة: “في ظل هذه الجائحة التي نعيشها اليوم، كان يجب أن نكون قد أعددنا الكثير من الأشياء لصالح المدينة، فمثلا في مجال السياحة الداخلية لا يمكن أن ننافس مراكش، و هذا سببه أن المجلس الجماعي لم يقم بإعداد أي شيء لتشجيع السياحة بالمدينة، فلا المدينة العتيقة تم تأهيلها ولا مكناس تتوفر على واجهة بحرية تساعدها على استقبال المصطافين، فالمدينة لم يتحقق فيها أي شيء باستثناء البرنامج الذي أطلقه الملك محمد السادس لتأهيل المدينة العتيقة، فيبقى هذا هو المشروع الوحيد الذي يمكن أن نعتز ونفتخر به، بالإضافة إلى مخطط المغرب الأخضر الذي استقطب استثمارات كبيرة للمدينة وخلق عددا كبيرا من فرص الشغل، فلولا ذلك لحصلت أزمة اجتماعية بالمدينة و استفحلت البطالة بشكل كبير”.

مدينة مكناس لم تستفد من إمكانياتها كما لم تستفد من الفرص التي أتيحت لها، يقول بدر الطاهري، فالمدينة منحتها الدولة مليار درهم لتهيلها، لكن عندما ننظر إلى واقع حالها وكأننا نجد أنها لم تحصل على أي سنتيم.

يبقى السؤال الكبير، بحسب ذات المتحدث، هو ماذا أنجزت الجماعة لما بعد الجائحة ؟ ويجب: “طلب منهم بصفتي نائبا برلمانيا و رئيس غرفة للصناعة و التجارة و الخدمات أن يعفوا التجار و المهنيين من الضرائب المحلية، فلم نجد أي مجيب، و نفس الأمر طرحناه على رئيس الحكومة، و لم يستجب بدوره، فالجماعة يجب أن تكون أول داعم لاقتصاد مكناس”.

وختم كلامه بالقول: “… نحن نحتاج إلى مسيرين لهم رؤية و تصور واستراتيجية قابلة للتنفيذ، فالوعود غير مقبولة و ساكنة المدينة أصبحوا أكثر وعيا و يعرفون من يكذب عليهم، و يعرفون من يتحدث بواقعية موضوعية، و يعرفون من وعدوهم بإنشاء مسرح كبير و بناء ملعب كبير لكرة القدم و من وعدهم بإنشاء مناطق صناعية لكنه لم يفعل، فالمواطن يمكن أن يثق في الشخص مرة واحدة لكن لا يمكن أن يثق مرة أخرى مع من لم يفي بالعهد”.

واستدرك ذات المتحدث قبل أن يختم: “… لكن هناك بعض الاستراتيجيات القطاعية هي التي تدعم اليوم مكناس، وهي من ستساعدها على اجتياز الأزمة الحالية، و أخض بالذكر مخطط المغرب الأخضر و مخطط التسريع الصناعي، فهما القطاعان اللذان يسمحان لمكناس بتوظيف الشباب و أن يبقى بعض الرواج في المدينة”.

هذا و عرف اللقاء كذلك كلمة ألقاها منسق الحزب بجهة فاس مكناس محمد شوكي، الذي تأسف لعدم تنظيم هذا اللقاء على الميدان، وقال: “كورونا لم تتركنا نلتئم في الجلسات الحضورية، غير أننا اجتمعنا في تجربة تفاعلية فريدة من نوعها، كما أن حزبنا كان سباقا قبل ذلك لإنشاء المنصة التفاعلية ‘ما بعد كورونا’، و هذا يبين على أن حزبنا قادر على المواكبة و التكيف من خلال الأفكار و الابتكار للخروج من أي أزمة كيفما كانت طبيعتها”.

و تحدث محمد الشوكي بإسهاب كبير عن الدور الكبير الذي يجب أن تلعبه الجهات في التنمية الاقتصادية، مؤكدا أن الملك محمد السادس سبق و أن قال في إحدى خطاباته الموجهة أن “الجهد الاستثماري العمومي ليس كافيا لوحده، لكن يجب الانفتاح على القطاع الخاص”، مذكرا بأن “جهة فاس مكناس هي رابع جهة على المستوى الوطني في المساهمة في خلق الناتج القومي بنسبة 9 في المائة”.

و أضاف ذات المتحدث في معرض كلامه عن غياب المساواة بين الأقاليم في التنمية و الدعم العمومي، مشددا على ضرورة انصاف مدينة مكناس في هذا الجانب، مشيرا أن القطاعات التي أنقذت البلاد في زمن الجائحة هي القطاعات التي يسيرها حزب “التجمع الوطني للأحرار”، و يقصد بذلك قطاع الفلاحة و الصيد البحري و قطاع الصناعة.

هذا ووصف محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي للحزب، في ذات اللقاء، مكناس بـ “المدينة التي تمثل هويتنا”، مؤكدا أنه “يجب أن تكون لها مقاربة لاستشراف المستقبل”.

وختم مداخلته المقتضبة مخاطبا الحاضرين في أشغال اللقاء: “… ما ناقشتموه سيكون ورقة سنناقشها معكم و حزبنا سيدافع عنها”.
رشيد الطالبي العلمي، الوزير السابق و عضو المكتب السياسي كان حاضرا بدوره في هذا اللقاء التفاعلي، الذي شدد في مداخلته على أن تحديث المدن لا يعني بالضرورة تزفيتها، بل وضع الانسان كمحور أساسي للمشروع.

وخاطب المشاركين في اللقاء بالقول: “… من خلال المداخلات التي سمعتها في أشغال الورشات يتضح أن المواطنين يتألمون للوضع الذي آلت إليه مدينة مكناس، غير أن الكلام و المقترحات لا تكفي فالحل هو أن تربحوا الانتخابات، و البكاء ليس هو الحل، و حزبنا لن تجدوا منه سوى المساندة لتعود مكناس من المدن الامبريالية على غرار طنجة و الرباط و الدار البيضاء”.

و عرف اللقاء كذلك حضور النائب البرلماني و عضو المكتب السياسي للحزب، سعيد شباعتو، الذي أكد على ضرورة التفكير في نمط جديد في ما يتعلق بتنمية المدن، مؤكدا أن “القطاع الخاص يجب أن يساهم في هذه التنمية شريطة أن تمنح له تحفيزات”.

و استرسل: “… هناك حيف بخصوص مدينة مكناس، و هذه المدينة يجب أن يتم إنصافها في الانفاق العمومي”، و تابع: “… يجب أن يكون لنا تصور بخصوص المدن، التي يجب أن تكون مدنا منسجمة مع إنتاجها، فكل مدينة يجب أن يكون لها إنتاج قار يتماشى مع خصوصياتها”.

هذا و عرف اللقاء كذلك مداخلة مقتضبة لعضو المكتب السياسي للحزب، سعد برادة، الذي تحدث عن بعض مبادئ و فلسفة برنامج “100 يوم 100 مدينة” باعتبارها سياسة تشاركية بين الحزب و ساكنة مختلف المدن المغربية، و خاطب الحاضرين في أشغال الورشات التفاعلية قائلا: “… هذا البرنامج يمكننا من الاستماع لكم، ومقترحاتكم سنقوم بتجميعها و سنعود إليكم من جديد… و الحلول التي اقترحتموها لتنمية مدينتكم هي نفسها التي سيدافع عنها مرشحونا في الانتخابات”.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. نتمنى ان ثزيح بعض البركسات للازبال من بعض الاماكن السياحية يمر بجانبها السائح.عيب ان توضع هذه البركسات في الشارع العام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى