الفنان محمد السباعي ينتقد السلطة الاقليمية بتارودانت “بغينا غير الانصاف”

احتضن المركب الثقافي لأولاد تايمة بإقليم تارودانت، مساء الجمعة 19 أكتوبر 2018، ندوة صحفية لتسليط الضوء على مهرجان هوارة الدولي للمسرح في نسخته الخامسة، المنظم من طرف منتدى أنفاس بأولاد تايمة بشراكة مع المجلس الجماعي و بدعم من وزارة الثقافة و الاتصال – قطاع الثقافة و جهة سوس ماسة و مؤسسة الزاوية للتنمية والتعاون وعدد من المتدخلين، والذي ستستضيفه مدينة أولاد تايمة على مدى أربعة أيام من 31 أكتوبر الجاري الى غاية 3 نونبر2018.

الندوة الصحفية كانت مناسبة للفنان المسرحي محمد السباعي مدير مهرجان هوارة الدولي للمسرح، لبسط برنامج وتفاصيل الدورة الخامسة للمهرجان، والتي رصدت لها ميزانية مقدرة ب 152900 درهم، وستعرف مشاركة تسع دول موزعة بين فرق مسرحية وإعلاميين وفنانين، كما يتضمن البرنامج العام لهذه التظاهرة عروضا مباشرة ل 10 فرق مسرحية من بينها 6 فرق أجنبية من دول الجزائر وتونس وفلسطين وقطر وإسبانيا، والتي ستتنافس على ثمانية جوائز أهمها الجائزة الكبرى للمهرجان، كما ستعرف الدورة كذلك تنظيم مجموعة من الورشات الفنية والثقافية وتكريم عدد من الوجوه الفنية والمسرحية المغربية والأجنبية.

محمد السباعي ورغم تفاؤله بنجاح الدورة الخامسة لمهرجان هوارة الدولي للمسرح، إلا أن حسرته كانت كبيرة في معرض جوابه عن سؤال حول اعتراف السلطات الإقليمية بمجهودات الرجل وجمعيته في تثمين التراث الفني والثقافي وتحقيق التنمية الثقافية والفنية والاجتماعية بإقليم تارودانت، حيث كان جواب السباعي صريحا وواضحا “حنا بغينا الإنصاف”، مسترسلا كيف لجمعية لم يمضي على تأسيسها سنة واحدة ولم تقم بآي نشاط بالإقليم تحظى بدعم سخي وتشجيع أعلى سلطة في الإقليم والجهة؟؟؟؟، كلام السباعي ورغم بنائه للمجهول، إلا أن مراميه كانت واضحة “وضوح الشمس في نهار جميل” لمتتبعي الشأن المحلي بالإقليم، والتي تهدف بالأساس توجيه مدفعية النقد والاستنكار للدعم الجزيل الذي تجاوز 100 مليون سنيتم والحضور الوازن والمواكبة الفعلية لكل فعاليات السلطة الإقليمية بتارودانت، الذي حظي به المهرجان الدولي للسينما والتاريخ في نسخته الأولى شهر أبريل 2018، والمنظم من طرف جمعية الأطلسين للثقافة والفكر والفنون برئاسة الفنان محمد حمزة، والتي لم يتم تأسيسها إلا أواخر سنة 2016، فيما لا يحظى مهرجان هوارة الدولي للمسرح بمثل هكذا اهتمام رغم مراكمته لسنوات من الكفاح والتجربة والعمل الجاد.

مسألة الإقصاء والتهميش أثيرت مرة أخرى خلال الندوة الصحفية، إذ لم يتضمن برنامج مهرجان هوارة الدولي للمسرح آية مشاركة لفرق محلية لا سواء على مستوى منطقة هوارة ولا إقليم تارودانت ولا جهة سوس ماسة عموما، حيث اقتصرت المشاركات المغربية على فرقتين مسرحيتين من مدينة الدار البيضاء وفرقة من كل من خريبكة وبنسليمان، مما استدعى معه التساؤل حول هذا الغياب أو التغييب الذي يتناقض مع أهداف المهرجان، الآمر الذي نفاه محمد السباعي مدير المهرجان، مؤكدا أن باب المشاركة كان مفتوحا للجميع على قدم المساواة، إلا أن المنظمين لم يتلقوا أي طلب للمشاركة من الفرق المسرحية المحلية أو الجهوية، بينما ذهبت مصادر من الوسط الفني المحلي إلى توجيه الاتهام للسباعي بتبخيس الفرق المسرحية المحلية ومحاولة احتكار المشهد المسرحي بالمنطقة.

ليطرح التساؤل عريضا: هل يستطيع مهرجان هوارة الدولي للمسرح الذي تحمل نسخته لهذه السنة شعار “المسرح منصة للتعايش والتسامح” جمع شتات مبدعي الركح المحليين وتقدير مجهوداتهم، أم أن السياسة الثقافية في تارودانت مبنية على مبدأ مغني الحي لا يطرب؟ وخبز الدار ياكلو البراني؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى