قراءة في خطاب جلالة الملك امام البرلمان في افتتاحه للسنة التشريعية الجديدة

ذ/الحسين بكار السباعي
ممثل المنظمة العالمية IOVالتابعة لليونسكو بالصحراء المغربية.

تتعدد القراءات وتحاليل الخطاب لخطاب صاحب الجلالة في افتتاحه للدورة التشريعية 2018/2019، ولعل ما يجدر بنا ان نبدأ قراءتنا بالآية الكريمة التي تمت تلاوتها قبل الخطاب، فلم يكن اختيار الآية الكريمة اعتباطيا، بل كانت رسالة قوية وعلاقة ربانية تؤطر المجتمع السليم في علاقته بمن أوكلت له امور التسيير، الرسالة هي خطة عمل لا شك ان صاحب الجلالة نصره الله يتمنى ان يعمل بها البرلمانيون بكل صدق.
الآية الكريمة فرقت بين صنفين الصنف الثاني من الصابرين وسيجزون خيرا أما الصنف الأول فما عندهم ينفذ وما عند الله باق.

جلالة الملك خاطب البرلمانيين بتعريفهم الدستوري، ممثلي الأمة، وذكرهم بالخطابات السابقة والتعبئة العامة التي تفرضها الظروف والتحديات، فالواجب الوطني واجب على كل مواطن دون استثناء ورحم الله عبدا عرف قدره.

معشر البرلمانيين جاءت جامعة ولم يقل جلالته ايها البرلمانيون، والعشيرة تقتضي تحملها للمسؤولية كيفما كان موقع افرادها، فهاته هي الحياة إما أن ننضبط للقواعد جميعا أو نترك للفوضى تقتلنا.

ولعل اللباس المغربي الموحد كما اعتبره جلالته هو رمز على التوحد الوطني على اختلاف التوجهات والمجالات، والتدبير المسؤول هو نتيجة العمل الصادق. ويضيف العاهل المغربي ان المواكبة المستمرة للهيئات السياسية يؤكد أن خللا اصاب هاته الهيئات ولن تقوى على المسايرة والصمود دون تجديد اساليب عملها، فهل ياترى تلتقط الهيئات السياسية الإشارة وتعمل على ادخال تغييرات في هيكلتها واستراتيجتها أم أن مسلسل الإعفاءات و بلاغات القصر الملكي سيستمر لسنوات اخرى؟؟؟؟

نقط جد هامة لا يجب الإغفال عنها، وقد تكون في المرحلة الإنتخابية المقبلة محط نقاش شعبي هو رفع الدعم العمومي للأحزاب وأضاف وهنا مربط الفرس تخصيص جزء من هذا الدعم للكفاءات المفكرة والمنظرة القادرة على اعادة احياء الهيئات السياسية والرقي بعملها الحزبي.

التضامن بين افراد المجتمع حقيقة أكد عليها الخطاب الملكي من خلال امثلة عن الهندسة المعمارية للمدينة القديمة في فاس وفي كل المدن المغربية القديمة، فكل الأحياء متشابهة ولا نستطيع التمييز بين طبقات نفس الحي إلا بالدخول إليه.

كما توجه جلالته إلى القطاع الخاص بضرورة المساهمة في العمل الإجتماعي والدفع بقيم رد الجميل عبر التضامن والمساهمة في تحسين وضعية الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

اعادة جلالته توضيح الخدمة العسكرية التي قال أن المغاربة جميعا معنيون بها دون استثناء بغض النظر عن الفئات والطبقات والمستويات التعليمية. كما تطرق صاحب الجلالة الى اهمية التكوين المهني داعيا إلى الربط بينهما في اطار منظومة متكاملة بين التعلم والتدريب، لم يغفل جلالته عن اهمية القطاع الفلاحي، لجعله رافعا للتنمية وبالتالي دعا الخطاب الى تطوير هذا القطاع ومساعدة الشباب على التوجه لهذا القطاع دون ان يتم تغيير طبيعة الارض الفلاحية، وواصل جلالته دعوته الى حماية الفلاحين الصغار وذوي الحقوق.

اما قطاع الصحة فقد دعا جلالته الى فتح الباب امام الآجانب واشترط في ذلك نقل الخبرة حتى يستفيد منها المواطن المغربي، وبالتالي فقد نشهد في السنوات القليلة المقبلة تغيرا جذريا في المستشفيات المغربية، ويمكن ان نستشف من الأمر أن المملكة المغربية سائرة في الإستثمار من رأس المال البشري.

ذكر جلالته بمطالبته السنة الفارطة للحكومة على اعادة التفكير في النموذج التنموي للحد من الفوارق المجتمعية، وأضاف أن بعضا من الغيورين عملوا على انجاز دراسات في هذا الصدد وأثنى عليهم جلالته.

التربية والتكوين، التشغيل، قضايا الشباب، الحماية الإجتماعيةهي قطاعات ستدخل في اوراش وطنية كلفت به لجنة، حدد عملها في ثلاثة اشهر لإنجاز دراسة نموذج تنموي جديد.

المغرب بلد التحديات والفرص يحتاج منا كمواطنين تحمل المسؤولية كل من موقعه، واعادة توحيد الصفوف عن تفرقتها، واختتم جلالته بالآية الكريمة ان الله يعلم ما في الصدور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى