الرماني: التشغيل والشباب هما الهم الأساسي الآن لبناء الدولة وتطورها

اعتبر الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، عبد العزيز الرماني، أن التشغيل والشباب هما الهم الاساسي الآن لبناء الدولة ببنيتها وديناميكيتها وتطورها.

الرماني، وفي قراءته لمضامين الخطاب الملكي الذي ألقاه عاهل البلاد، يوم أمس الجمعة، داخل قبة البرلمان، وصف الخطاب ب”خطاب التماسك الاجتماعي والتعبئة الوطنية واستنهاض القيم والهمم والفضائل”.

وعن التوصيات والتوجيهات التنموية الملكية، شدد الرماني، على أنه لا يمكن النجاح في تطبيق وتنفيذ المشاريع والاوراش التي فتحت في خطاب العرش وفي ذكرى ثورة الملك والشعب وفي خطاب افتتاح البرلمان ، ما لم تستحضر القيم، يعني “لا اصلاح بدون صلاح”، اذن، يسترسل ذات المتحدث، لكي نصلح لا بد من فضائل النزاهة والجدية والمسؤولية والعطاء والوطنية والمواطنة، ولا بد من مواجهة الانتهازية والوصولية كما جاء على لسان الملك.

وأشار الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، الى أن المشاريع التي أعلن الملك، تجمع وتربط بين التشغيل وتحسين الوضعية وظروف العيش للمواطن المغربي وادماج الشباب في الشغل، سواء في الصحة أو الخدمة العسكرية الاجبارية، أو التكوين المهني، أو المقاولات .

اذا استحضرنا الغضبات الملكية في الخطب الماضية، يضيف الرماني، سنجد أن الملك منزعج من تنفيذ وتطبيق هذه الأوراش والمشاريع على أرض الواقع، مشيرا الى أن الملك اتجه الى منظور جديد يتمثل في تحديد الاجال “سواء بالنسبة للتكوين المهني أو المناظرة الوطنية للتشغيل…”

وحول التوجه الجديد للنهوض بالقرية واصلاح اراضي الجموع أو الاراضي السلالية، أضاف ذات المتحدث قائلا:”لابد من هذا الاصلاح لان الاراضي السلالية هي موضوع خطاب ملكي سابق”، مشيرا الى الاحصائيات والدراسات والتوصيات من اجل ترسيم هذه التوجيهات وتحويلها لمشاريع قانونية”، لكن الان الملك اضاف لمسة جديدة هي لمسة للاستثمار ولتشغيل الشباب وللتنمية ولانصاف الفلاح الصغير من المضاربة والتنافسية الغير عادلة. وفق قوله

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. و بعد : فبعد الاستماع للخطاب الملكي السامي، انتابني شعور غريب وغربة ووحشة لا تظاهى، وبعد قراءة التحليلات اشعر بالضجر و الغضب من الجانب الاعلامي و السياسي في بلادنا، بسببين :
    • فقدان المحليلين حس التحليل الجوهري و الاعتماد على التحليل الظاهري و الهامشي
    • امتناع السياسين عن الغوص في دلالات الافكار الملكية و توجيهات الملك حفظه الله، وركوب سفينة الجهل و التعتيم بدل العلم بدل العلم
    بصراحة كل المبادرات الملكية هي في العمق و الجوهر، وهي اساسية وحقيقية، لكن وجود جسم غريب في طريق هذه المبادرات، يسير و يدبر الادارة العمومية يعرقل جل المبادرات السامية، بل يفرغها من محتواها في بعض الاحيان، مما نشر فقدان الثقة و البؤس والجشع و الاحتكار و الامبلاة في صفوف الغالبية العظمى، وهذا ما دفع الاطر العليا للتفكير في الهجرة مجددا مخلفين في افكارهم وذاكرتهم بلدا مخربا لا يمكن إصلاحه وهذا غير صحيح، و لا يمكن حتى ترميمه وهو أيضا غير صحيح…
    و ما اسطلحت عليه التمركش هو وباء وطني متفشي بشكل غير معقول، ولم يعد يلزم فقط المراكشيين، هو نموذج فساد مقنع بالبساطة و العفوية و الضحك و السهر و المجون… و قد يسألني السائل ما علاقة فساد الادراة بالتمركيش، وهل هناك ترابط بين الفكرتين، وبصراحة نعم، لقد تم نسخ هذا النموذج في الفن و التلفزة في بداية الامر ومنذ الستينات، و بعدها تمت دبلجته ودمجه في التعليم عبر شريحة من المراكشين الفارغين، و بعدها في التدبير العمومي، على مراحل و منذ سنوات، ربما عن قصد أو دون قصد، و هذا تحريف سافر لمراكش الاندلس و العلم، و مراكش المرابطين والموحدين، والجميع على علم أن مراكش كانت مدينة العلم و العلماء، مدينة مرجعية في العلم و نبراس في المعرفة، ثم تم تحويره عن طريق “الزرود” و السهر و الضحك الفاحش، و الايام الحمراء في الفناءات بالمدينة القديمة، حتى تمت تسميتها بالحمراء لاضفاء طابع الفساد عليها بالقوة، هي أجندة تمت برمجتها، لكن اليوم أصبح التمركش هو الاصل في جل المؤسسات والمشاريع، والادارات، تحت ما يسمى المستملحات المراكشية، و بعدها عبور نهر المعرفة في اتجاه نهر الجهل والفساد و الريع…
    إن النموذج الذي أناقشه يحتاج لدارسة إبيستيمولوجية عميقة، لمعرفة حيثياته و ظواهره، بعيدا عن الفينومينولوجيا و طريقة تحليلها، ولم يكن يوما في الادارة المغربية أن الاصل هو ما يسمى “الطنز” و “التقوليب” و الضحك وراء الذقون، و التكوليس و صنع “التفركات” كما يسميها المتمركشون، هي اسماء سماها اباؤهم وورثوها عنهم، ما انزل الله بها من سلطان، و هي تعتمد على :
    • عدم نشر ثقافة العدل و الديموقراطية و المساواة ومحاربة المخالفين و نشر الخوف و الرعب…
    • عدم نشر المعلومات و المعطيات و المعرفة الصحيحة، واستبدالها بالنكث و الضحك و الطنز و إضاعة الوقت و “التسهويك”…
    • تمرير الوقت مع أجل استنزاف الاطر وشغلها بالصراعات الجانبية
    • الخداع و صنع “القوالب” و “التفركات” و التسلل للمعطيات الشخصية بوزارة الداخلية عبر علاقات شخصية لا مؤسساتية، و التلاعب بها، و استعمالها من أجل التنقيص و التهميش
    • نشر الافكار المغلوطة و الخاظئة في ظل غياب البحث و التكوين المستمر…
    • نشر ثقافة التبعية للاشخاص وليس لمرجعيات الدولة و العلم…
    • العمل على شاكلة العصابات، مما يجعل المخالفين في موقف ضعف
    • استخدام كاميرات الهواتف و المكالمات لتسجيل بعض المواقف الصريحة للمخالفين
    • نشر الكذب عن الاشخاص المجددين الحقيقيين و الترصد بهم
    • نشر الرشوة و الفساد وعدم محاربته، و التهوين منه وجعله هو الاصل
    • نشر المحسوبية والزبونية تحت مسميات مختلفة، مما يجعل المرء و المرتفق في حيرة من أهداف الادارة…
    • التخلي عن برامج الدولة و التوجيهات الملكية وضربها عرض الحائط، لانها لا تخدم مصالحهم
    • التقرب من بعض الامنين و ليس الجهات الامنية، و استغلال فهم المقاربة الامنية لاضفاء الخوف على المعادين أو إيهامهم بوجود علاقة وطيدة
    • ….
    و الغريب في الامر، أن الناس إبان الا ستقلال كانوا يسيرون بشجاعة وصدق، وعن رغبة في تطوير بلدهم و جعله منارة على غرار التخطيط الملكي السامي لمحمد الخامس رحمه الله، لكن فوجئنا بهذا النموذج الخطير الذي اكتسح الادارة و مؤسسات الدولة، ولم ينتبه له جل المحللين، بحيث أصبحت بعض مشاريع الدولة، و بعض المناصب والمشاريع تعطى في الحانات و المقاهي وبعد منتصف الليل، وعن طريق الرشوة، في ظل إغفال المفتشيات الوزارية و الاجهزة المراقبة و التابعة لها عن مثل هذه الخروقات….و أقول بصراحة لقد ثم التراجع عن مكتسبات الاستقلال بالمرة، و جعل من الجهات الخارجية مرجعا في كل ما نقوم به و ما نأكله و ما نشربه، وما ندرسه، مما يشكل خطرا على المرجعيات الوطنية، و على صحة المواطن، وطريقة تفكيره، و نشر ثقافة المستعمر الخارجي مرة اخرى، بل حتى توطئة جديدة لاستعمار جديد….
    إن الملك نصره الله وحفظه، شدد على الفلاحة كضربة قاضية للاعداء الخارجيين، لانه يعي كل الوعى أن القوت اليومي للمغاربة لا يمكنه توريده من الخارج، بل شجع على استصلاح الاراضي و تمكين الفلاح من الدعم من أجل نقص الهجرة القروية، وقد وصل الاستصلاح إلى حوالي مليون هكتار من الاراضي السلالية و هو أمر يقام له و يسجل بماء من ذهب، و للعلم فالهجرة القروية لم تخلف سوى أجيال بدون هوية حقيقية وبدون مرجعيات، تهيم في البلاد وتعيش جلها على الفساد، فجل المتمركشين ليسوا مراكشيون ولا حتى أبناء المدن العتيقة، وقد يكون بعضهم أضاع بوصلة العقل و الثبات، فأبناء البوادي على اختلاف لهجاتهم واصلهم، دخلوا مدينة تسمى الحمراء أو البيضاء أو الزرقاء وغيرها، ووجدوا فيها مجون وخمر، وهكذا تم تقديم نموذج المدينة العصرية لديهم، وبعدها فهموا لعبة “الطنز” و “التركيل” و تحكموا فيها مما جعلهم مرجعا للفساد و المفسدين فيما بعد، وقد ساعد الاعلام في تحبيب لغة التمركيش ونشره على نطاق واسع، فجل الممثلين و الاعلامين الفاسدين ولا اقول كلهم، جلهم تمركشوا وفهوا لعبة الاعلام الفاسد، وأقولها مرة أخرى وبكل فخر فلست مراكشيا ولم أتمركش يوما لكن احب وطني وبلدي، و حقيبتي لم أجمعها بعد، ولو كان للتمركش مرجعية لتبعته، لكنه مجهول الهوية، مجهول المصادر، سقط من السماء على مدينة العلم و العلماء و انتشر في البلاد كلها كالنار في الهشيم، فصرنا نعيش على وقعه صباح مساء، في ظل غياب نموذج علمي حقيقي ذو مرجعية…
    وقد شدد الملك حفظه الله على التعليم، لما له من أهمية قصوى وهي من فلتات الملك و التي جاد بها الزمان، وللتذكير، فجل الخطب الملكية هي باللغة العربية الصرفة البليغة مع ايات قرائنية في جل الخطب، وليست مدرجة أو مدبلجة أو مفرنسة أو بالفرنسية، وهذه إشارة قوية للاهتمام بالعربية الفصحى و ليست الدارجة أو الدبلجة، و صراحة و نحن خريجوا المؤسسات التعليمية بالعربية في بدايتها ولم تكن معربة، و بالفرنسية في اوخرها ولم تكن فرنسية صرفة، و نعلم علم اليقين أن التعليم لم يكن يوما معربا ولا فرنسيا قط، بل كان مدبلجاعلى طريقة الافلام لاغير، مما أخرج أجيالا لا تحسن الكتابة بأي لغة و حتى بعد الاجازة في العلوم الانسانية، هي أمور خطيرة لا نحس بها ونتداولها بجهل، فالتعليم ليس فرنسيا وليس معربا كليا اليوم، بل هو خليط غير سائغ المضغ و الاكل، و اليوم نحن أمام خيارات لغوية خطيرة في التعليم، حتى أن هناك من يتحدث عن الامازيغية في التعليم و التفيناغ؟ فالعالم اليوم كله، يكتب بلغة واحدة وهي الانجليزية، فلا يعقل الاستمرار على هذا المنوال مع نفس الاشخاص و بنفس الاساليب وبنفس الافكار دون تفكير عميق من أجل النهوض بالتعليم ببلادنا، فالتعليم هو نواة الامر كله، وبدون تعليم حقيقي ومهني لن يكن هناك تنمية حقيقية، و بخصوص التعليم الجامعي، فجله يجب أن يكون مهنيا، وليس علوما انسانية صرفة، فعدد الطلبة المسجلين في المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح يجب تحويله للممهنن المفتوح والتقني، لما لا تحويل هذه المؤسسات لمعاهد مهنية، فالمغرب ورش مفتوح وواعد، ونحن بحاجة للمهن لا العلوم في مخرجات تعليمنا…
    ثم ليس التعليم مرحلة منتهية بل هو عملية مستمرة حتى بعد الوظيفة، فجل الموظفين يجهلون سبل التسيير و التدبير العمومي، والمعلوميات وحتى القانون الاداري، ومنهم من في منصب المسؤولية مع الاسف، فلا بد من فتح ورش التكوين المستمر و تعميمه…
    إن الملك حفظه الله في صبره و حنكته، كان كلما احس التمركش (الفساد و الطنز و التركيل)، في مسؤول غيره و بدله، وقد أرسل بعضهم للتقاعد رحمة باسرهم، و البعض تم توبيخه و عزله بالمرة، وقد لا يناقش احد في أن المدن كلها تشهد التغيير و التبديل كلما اتيحت الكرة، و هذا ما يجعل ثله من الشباب تثق في عزم الملك على مواصلة محاربة التمركيش الذي اجتاح الادارة و المؤسسات العمومية و الشبه عمومية في ظل غياب التكوين المستمر، ونشر المعرفة الحققية و العمل على زعزعة الفساد و التمركيش واجتياحه من جذوره…
    منذ ان اعتلى الملك حفظه الله العرش المغربي، و هو يحارب الفساد و المفسدين و يحارب التمركش و التهكم على قيم الدولة الحديثة النامية، و اهتمامه بالاحزاب السياسية هو من قبيل الطرشة أو الصفعة التى ستؤدي أكلها بعد حين، وليس العكس، فالايمان الحقيقي بالتغيير يأتي بعد الكرم وتحقيق سبل النجاح، وتوفير كل الامكانيات و السبل الكفيلة من أجل إنجاح العمل السياسي الذي لا يمكن الحيد عنه، في ظل وجود نظام عالمي قائم بذاته، و إن كان هناك تهاون بعد اليوم أو تقاعس فلا يلوم أي سياسي إلا نفسه، هكذا يجب فهم الاشارات الملكية، فتحليل المعطيات هو ما يعطي مثل هذه القرارت الحاسمة، واكبر مؤسسة تعمل بتحليل المعطيات و اتخاذ القرارات بالبرمجة المعلوماتية هي المؤسسة الملكية، فهي جد متطورة لمن لا يعرف هذا الامر، وهي قرارات مبنية على جرد معطيات و تدقيق في العملية السياسة و من باب وضع اليد على الداء، فأغلب الحملات الانتخابية تكون ذات تمويل شخصي مما يعطي للسياسي الفرصة في الفساد بعد توليه منصب المسؤولية، هذه هي الحكمة الملكية أيها الاعلاميون و السياسيون، فاليوم وغذا لا يلوم أي سياسي و أي مسؤول إلا نفسه في ظل القرارات الحكيمة التي سطرها الملك حفظه الله.
    لقد وصل التمركش أشده، وأصبح أهل العلم و المعرفة يعدون حقائبهم في ظل تفشي الفساد و المحسوبية و الزبونية، بعيدا عن القيم و المرجعيات و الاصول الحكيمة التي تربينا عليها…
    و اليوم بعد هذا الخطاب، أرى عهدا جديدا ورسالة قوية من صاحب الصولجان، من أجل إحكام القبضة ضد الفساد و المفسدين المتمركشين، ونزع أسلحتهم التي يحاربون بها هذا الشعب الصبور بمختلف مكوناته، تاركين ورائهم حملا ثقيلا يحتاج لعقود من التغيير مع الصبر و التفاني و نشر المعرفة الحقيقية و نشر قيم العدل و المساواة بدل الخوف و الترهيب والتحقير و استغلال العلاقات الامنية… فلا بد من محاربة الادارة العائلاتية الصرفة، و محاربة توزيع المسؤوليات على حسب مؤشر الفساد وليس المعرفة العلمية…

    ختاما ليس كل المراكشيون و المغاربة متمركشون، فالجو السائد هو التمركش وهي صيغة و عنوان جديد للفساد و المفسدين، وفي دول عربية مثل مصر يسميها بعضهم بورسعيدية، وفي تونس تسمى التونوسية نسبة لمدينة تونس، و في الجزائر الدزايرية… و في الولايات المتحدة تسمى “جوب” مع الاسف.
    ليس المقال ركوبا على ظرفية معينة، بل هو تشخيص لحالة صحية يعرفها المجتمع المغربي في ظل الاوراش المفتوحة و انتظارات البؤساء، دفاعا عن الاطر المهمشة، و دحر للتمركش، الظاهرة الخطيرة التي يجب القضاء عليها، ادام الله عزه و نصره للملك حفظه الله و بالله التوفيق

    المهندس فخرالضياء فريد
    جامعة القاضي عياض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى