محلل سياسي : الخطاب الملكي وثيقة مرجعية للفاعلين المؤسساتيين والسياسيين

ترأس الملك محمد السادس، عشية اليوم الجمعة بالرباط، افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة.

والقى الملك خطابا ساميا كان شاملا ودقيقا  تطرف فيه  الى اهتمامات الشعب المغربي الذي سجل بارتياح كبير تكليفه لجنة اوكل لها مهمة إعداد النموذج التنموي وأمهلها ثلاثة أشهر، ودعا الحكومة إلى مراجعة عدد من المساطر والقوانين بما ييسر ظروف حياة المواطنين الأكثر حاجة في المغرب، ويسمح بتعزيز البلاد كقبلة للاستثمارات الأجنبية.

وفي هذا الاطار ، فصل المحلل السياسي  محمد بودن في الخطاب و اعتبر ان جلالة الملك عود الشعب المغربي على ” الواقعية بحيث جاء الخطاب الملكي مترابطا مع خطابي عيد العرش وذكرى ثورة الملك والشعب، قدم فيه جلالة الملك  منظورا شاملا لمواجهة التحديات و استثمار الفرص،وانطلاقا من شعار المرحلة الذي يرتكز على قاعدتي المسؤولية والعمل الجاد يتبين أن المغرب مقبل على مرحلة الخيارات الحاسمة وفقا لثلاث محددات أساسية :

المحدد الأول : المصلحة العامة كفكرة محورية في الحياة السياسية لن تتحقق الا بتقليص التجاذبات والحسابات الضيقة بين الفرقاء وتخفيف الضغط الناشئ عن بعض الحالات الصراعية وقدم جلالة الملك في هذا الصدد عاملا مشتركا وجامعا للطيف السياسي والبرلماني يتمثل في اللباس الوطني وهي إشارة تحمل في ثناباها الكثير من الرقي والرمزية.

المحدد الثاني : خطة عملية لتقوية نسيج المنظومة التنموية وبناء نموذج تنموي يستجيب للظرفية الراهنة وما بعدها،وذلك باستحضار خلاصات القديم الثابت والمستجد الفاعل،فضلا عن توسيع نطاق بيئة إجتماعية توفر الفرص و تضمن العيش والكرامة للشباب القروي والحضري من جهة وفتح المجال امام المبادرات النوعية والكفاءات العالمية من جهة أخرى وفي تقديري يمثل هذا المحدد تطبيقا ذكيا لحماية المواطنين وتحسين نوعية الحياة وجودتها ومستواها.

المحدد الثالث : التسلح بالقيم الوطنية كالمسؤولية،العمل الجاد ،الصدق ،الالتزام،الموضوعية ،التعبئة الوطنية ،احترام القناعات والاختلافات ،العمل الجماعي والتضامن.

واضاف بودن في تحليله للخطاب الملكي أنه ” يجب البناء عليه والدفع نحو تنفيذ ما جاء به خدمة للمصالح الوطنية والمشروع الوطني،وهذا من صميم مسؤولية المؤسسات الوطنية وتحديدا  الحكومة والبرلمان بمجلسيه والتي يجب ان تبتكر أساليب جديدة مبنية على ثنائية القول والفعل”

وبخصوص الاحزاب السياسية اوضح بودن ان هذه الاخيرة ” أمام مسارين الأول يتمثل في بناء الثقة وإعادة الأمل للشباب والنخب ودعم الكفاءات في الابتكار والتحليل للمساهمة في الدينامية الوطنية والثاني قد يجعل منها فواعل تقليدية تكرر نفسها وتمر بجانب اللحظات الوطنية المهمة، وبالتالي يجب عليها ان تتحمل مسؤوليتها وتساهم في محاصرة التحديات ومواجهتها بالحجج المقنعة والممارسة الناجعة”

واعتبر بودن في تصريح لهبة بريس  ان ” الخطاب الملكي وثيقة مرجعية للفاعلين المؤسساتيين والسياسيين  تضمن تذكيرا بالتوجهات والأسس و تقديرا للمقترحات المتعلقة بالنموذج التنموي المنشود و جاء معبرا كذلك عن مطالب المرحلة ومقدما لطرح متميز فيما يتعلق بالبدائل المطلوب اعمالها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا”

المـحلل السياسـي مـحمد بــودن 

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. اذا كان الشعب قد قاطع الانتخابات والشارع المغربي كله يصرخ بصوت واحد الاحزاب شفارة فلماذا زيادة الاهتمام بالاحزاب والرفع من ميزانياتها. أنظروا الي التعاليق90% غير راضية عن الاحزاب، الرياح تسير بما لا تشتهي السفن والامور تزداد سوءا غير الاه إحد الباس أوصافي

  2. لاوجود لاحزاب تمثل مصالح الشعب الحقيقية. الأحزاب كلها فاسدة وانتهازية ومنبطح ومنافقة.

  3. ماقيمة الناس عامةالا فى مبادءهم,وخصوصا ساستهم,ان هى ارتقت عندهم وبهم خدمةلمصلحة اوطانهم وشعوبهم,بدلك يبقى ماقدموه بعمرهم خالدا فى داكرةاجيال شعوبهم,لانه باخر العمر,لاالمجد يبقى ولا الالقاب والرتب,فكل شىء هالك الا وجهه.

  4. والله العظيم هناك بعض المحللين أظنهم يعيشون وراء الشمس . الشبه دولة غارقة في التخلف والانحطاط وهذا الابله يقول خطاب مرجعي طز. طز. طز. الدول ترشي الأحزاب من أجل الاستمرار في التواطئ ضد الشعب المغفل. الشبه الدولة والاحزاب يمارسون الفساد فوق فراش واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى