المغرب واسبانيا يتفقان على عودة القاصرين إلى المغرب

هبة بريس _ نجلاء مزيان

في خضم موجة الهجرة الغير مسبوقة التي باتت تشهدها سواحل المغرب وحدوده البرية نحو الضفة الأخرى، إتفق الجانب المغربي ونظيره الإسباني في الرباط الأسبوع المنصرم على قرار إرجاع القاصرين المغاربة إلى البلد الأم في رسالة واضحة إلى أولائك الذين يرغبون في معانقة الأمواج او الإختباء داخل مقطورات شاحنات النقل الدولي للوصول إلى أوروبا .

كاتبة الدولة الاسبانية المكلفة بشؤون الهجرة السيدة “كونصويلو رومي” أجابت بعد سؤالها حول ما يتداوله الشارع المغربي عن إمكانية شروع إسبانيا في تسوية أوضاع المهاجرين الغير النظاميين حيث قالت:”سيعاد إلى المغرب كل مهاجر يصل بدون وثائق طبقا للإتفاقيات القائمة بين البلدين ،ولن تكون هناك عملية تسوية جديدة”، والغريب في الأمر أن المشاورات الأخيرة بين الجانبين لم تستثني القاصرين ولم تراعي حتى الظروف النفسية لهذه الفئة العمرية التي تلقى في إسبانيا رعاية خاصة على مستوى التطبيب والتعليم إلى ما هنالك من أنشطة موازية كتلقين الحرف وممارسة الرياضات وقواعدها.

ولكي نغوص أكثر في هذا الموضوع الذي كان بالأمس القريب يعتبر من المسكوت عنه داخل دهاليز الحكومة كونه يطرح عدة علامات إستفهام إبتداءا من الأسباب الأساسية وراء هجرة مستقبل الأمم (القاصرين) وإنتهاءا بالحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة التي أغرقت أوروبا بالأطفال الغير مرفوقين،حيث يتم إستقبالهم داخل مراكز إيواء خاصة بقصر السن تمولها الدولة عبر برامج تستفيذ منها الجمعيات المهتمة بحماية الطفل وحقوقه.

قرار إرجاع القاصرين إلى الوطن الأم لقي عدة إنتقاذات سيما وأن كل واحد منهم له قصة مؤلمة عاشها وهو يتحين فرصة”الحريك” من المناطق الحدودية كمعبر باب سبتة أو ميناء طنجة المتوسط، ولعل شوارع طنجة وإشاراتها الضوئية خير مثال على هذه المعاناة وقسوة الظروف التي يعيشها فلذات أكبدانا طمعا للوصول إلى ما يصفونه ب”الفردوس الأوربي” بسبب تردي الأوضاع المعيشية سيما وان غالبيتهم ينحذرون من أسر هشة تعاني مشاكل عائلية إذ لم نقل أنهم متخلى عنهم من طرف الأباء.

وبما أن قرار الحكومة المغربية “المتسرع” سيفتح الباب على مصراعيه أمام إسبانيا لشن حملات واسعة النطاق داخل مراكز الطفولة التي تأوي المئات من القاصرين المغاربة داخل التراب الإسباني، فمن باب التوقع ان تستبق حكومة السيد العثماني الأحداث وتفتح مراكز إيواء لهؤلاء القاصرين على غرار الجوار وتشكل لجنة تتبع متكونة من أخصائيين وأطباء نفسانيين إضافة إلى أطر تربوية يعهد إليها معالجة العقد النفسية ومواكبة الحالات الشاذة لغالبية القاصرين العائدين.

إلى جانب هذه الفئة هناك أطفال آخرين يقبعون داخل السجون الإسبانية بسبب تهم السرقة تحت العنف والإتجار في المخدرات حيث من المتوقع أن تشملهم هذه الإتفاقية رغم عدم إنتهاء محكومياتهم،
فهل ستدرج الحكومة هذه المعطيات الدقيقة في جدول أعمالها قبل الشروع في إستقبال القاصرين العائدين إلى حضن وطن فروا منه لأسباب تتعلق بالخبز والعيش الكريم؟.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لن يفلتوا من العقاب سجن والغرامة حيت لا يحق لهم المغادرة بدوة المسطرة مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى