خبراء إسبان يستثمرون تجربة 60 سنة في زراعة ” عنب المائدة” بهوارة

يعتبر العنب من أهم الفواكه الصيفية ذات قيمة غذائية عالية، وهو ما دفع بعدد من المزارعين المغاربة يقبلون على تفليحها بطريقة عصرية على الصعيد الوطني .

وخلال عقد من الزمن أصبحت زراعة فاكهة العنب تتزايد مساحاتها بإنتاج بات يفوق 350 الف طن ، يمثل عنب المائدة منها ثمانون في المائة ، بالحوز دكالة بنسليمان صخيرات الخميسات الصويرة .

الى جانب هذه المناطق المغربية المشهورة بزراعة العنب، دخلت مناطق بسوس التجربة، فبعد عقود من الزمن من زراعة أحواض الليمون حتى أصبحت الجهة في المراتب الاولى في انتاج وتصدير الحوامض، ونظرا لما واكب هذه العملية من استنزاف لثروات المائية الجوفية والسطحية، بات الفلاحون منشغلون بتغيير الوجهة الى منتوج اخر، يكون أقل تكلفة في الماء، وقيمته المضافة مرتفعة.

بمنطقة هوارة المشهورة وطنيا بالفلاحة، استثمرت شركة ” غرين بلوس المغرب” بشراكة مع فرعها الاوروبي ” غرين بلوس إسبانيا” تجربتها في المجال، وربطت علاقات مع عدد من الفلاحين بالمنطقة، من أجل نقل تجربة ” زراعة العنب” خصوصا بعد توالي اشكاليات نقص مياه السقي بتلك المناطق، بسبب انواع من المغروسات ذات استهلاك كبير للماء.

– خبراء إسبان يلتقون بفلاحي هوارة

في النسخة الثانية لمهرجان العنب الدولي الذي احتضنته منطقة الكوديا البيضاء باقليم تارودانت اواخر شهر شتنبر ، بتعاون مع ” غرين بلوس المغرب”، كان فرصة لعدد من المزارعين للالتقاء بخبراء أجانب لهم تجربة كبيرة في المجال، اللقاء كذلك كان فرصة أمام المزارعين لتغيير قناعاتهم بخصوص أهمية زراعة العنب بالمغرب ونموها الملحوض بعدد من جهات المملكة .

ومن ضمن الخبراء الدوليين في المجال الذي كانت الفرصة كبيرة أمام فلاحي هوارة الالتقاء معه على هامش مهرجان العنب بهوارة، السيد باسيال ثيرول ميراليس” عن شركة غرين بلوس فرع اسبانيا ، وهو أفضل المهنيين في زراعة العنب في إسبانيا، مالك شركة عائلية تقع في مقاطعة أليكانتي ذات خبرة تفوق 60 عامًا في المجال، الى جانب السيد ” اغسيمو سواري غارسيا ” أحد أعرق المهندسين الزراعيين في إسبانيا.

هؤلاء الاسبانيين، وبعد عدة أشهر من الزيارات المكثفة واللقاءات مع عدد من الفلاحين خصوصا بجماعة الكوديا، قاموا خلالها بتحليل التربة والمياه من أجل مطابقتها لأنواع فاكهة العنب التي تناسب المنطقة.

وكانت الغاية طبعا بحسب ممثلي ” greenplus “هو إنشاء مساحة 250 هكتار اضافية بالمنطقة السنة المقبلة، من اجل تطوير الانتاج، وجعل منطقة هوارة مستقبلا تدخل غمار المناطق المغربية الاكثر زراعة للعنب خصوصا ان مخطط المغرب الاخضر أصبح مساهما للفلاحين ومشع اساسي لهم في الاستثمار في المجال.

وبحسب الخبيرين الاسبانيين، فالعوامل المناخية بمنطقة هوارة خصوصا بجماعة الكدية التي تشهد حرارة للجو طيلة السنة، يعتبر عامل أساسي في نمو شجرة العنب ، إذ تحتاج هذه الاخيرة لجو بارد – رطب شتاءا وحار – جاف صيفا .

أما بخصوص العوامل المرتبطة بالتربة، فقد كشف الخبيرين في تصريح ل ” هبة بريس” أن تربة منطقة هوارة جيدة وهو وضع مشجع للفلاحين ويمكن أن يعطيهم مردودية كبيرة وأرباح مالية، مضيفين أن فاكهة العنب ممكن أن تنمو بعدد من مناطق هوارة بدون مشاكل شريطة أحترام المعايير الاساسية، معتبرين أن الاحوال الجوية بإقليم متميزة ولا وجود للرطوبة المفرطة للتربة التي تؤدي الى إختناق الجذور وموتها كما تؤدي الملوحة المفرطة وارتفاع نسبة الجير في التربة الى انخفاض الانتاج .

وتأمل ” غرين بلوس المغرب” أن يستثمر الفلاحون في مجال ” عنب المائدة” لانه مجال واعد في الاقتصاد الوطني من أجل تعزيز تنافسية عالمية افضب في المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى