المغاربة … بين ثقافة التيئيس وزراعة الأمل

عاش المغاربة في السنوات الاخيرة محاولات مستميتة من بعض الاحزاب السياسية في بلادنا تنشر ثقافة التيئىس في المجتمع المغربي تجاه الكثير من الامور العامة، وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

وهذه الثقافة الخطيرة القائمة على اليأس في عقول ووجدان الناس هي من اخطر وسائل الفتك بالمجتمعات والتي يسعى الاعداء في كل الحروب والمعارك الفكرية والثقافية ان يزرعوها في البلدان المستهدفة، لأن الشعب اليائس من كل شيء شعب لا يعمل شيئا ولا يستطيع القيام بأي امر مفيد لنفسه ولمجتمعه ولأمته.

الشعوب اليائسة شعوب محطمة ترى الشمس هلالا، وترى النهار ليلا، وترى الخير شرا، وترى نور الصباح ظلمة حالكة.

والشعوب اليائسة ان سمعت عن عمل صالح شككت في اهدافه ودوافعه، وان رأت تقدما في مجال معين بحثت عن مجالات الخطأ فيه، وان لمست خيرا هنا أو هناك اغمضت عينها عنه وتجاهلته في مقابل الشر الذي تراه، لأن ثقافتها بنيت اساسا على التركيز على الشرور والمفاسد وعلى تجاهل الخيرات والمصالح.

ولن يجد الاعداء والحاقدون كما سبق لملك البلاد محمد السادس ان نبه اليه في عدد من خطبه ” نحن مستهدفون ” اعظم من الشعب المغربي من اجل تدمير معنوياته من اجل تخلفه وتبعيته، واجتذاب بعض الفاسدين والمحطمين ليكونوا في المسؤوليات لتحقيق أهداف هذا المشروع ” الجهنمي” وتوطين افكاره التي يريدون تسويقها في البلاد بحجة انه لايمكن للمغاربة ان يتقدموا ويأسسون الحضارة كما فعل أجدادهم.

واذا عرفنا هذا الامر الحيوي المهم، وهذه الخطورة البالغة من نشر هذه الثقافة التيئيسية الخطيرة، فاننا يحق لنا كمواطنين ان نستفسر عن السبب الذي يدفع بعض الاحزاب ومعها قوى أخرى ظاهرة وخفية يجعلها تحمل لواء التيئيس في اوساط مجتمعنا المغربي منذ سنوات، والذي جعل المغاربة يملون الاحزاب ويعيشون حالة مزرية من اليأس والهزيمة النفسية، والتي تصل في بعض الاحيان إلى كره البلد والوطن والحقد عليه.

اننا نفهم ان تلك القوى الهدامة للنظام السياسي في البلد، وان لها ملاحظات على كثير من الامور التي تسير بشكل غير صحيح في كثير من المجالات، ونتفهم ان لتلك الاحزاب برامجها المختلفة في كثير من المجالات، وهذه امور طبيعية ومقبولة، ولكن غير الطبيعي وغير المقبول هو ان تلجأ تلك الاحزاب لأسلوب غير مشروع في اعتماد ثقافة التيئيس اسلوبا لاجتذاب الجماهير والانصار والاصوات الانتخابية، وجعلها مرتكزاً رئيىسيا في الاجهزة الاعلامية والحلقات التنظيمية والخطب والمحاضرات والندوات وغيرها، ظانين انها اسلوب صحيح في تغيير الجوانب السلبية في البلد.

سنوات متعددة والجيش الالكتروني لتلك الاحزاب تعتمد هذا الاسلوب في التعامل والتعاطي مع الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلادنا، وقد نجحت للأسف الشديد في اجتذاب البعض من شرائح الطبقة الوسطى في مجتمعنا، والكثير من شرائح الطبقات الدنيا لهذا الوضع السلبي، ونشأ افراد كثيرون يحملون اليأس في اذهانهم وتفكيرهم وطريقة حياتهم، ولا ينتظرون اي تقدم أو فائدة أو خير، ويشككون في كل مصلحة ومنفعة، وينظرون بسوداوية لافتة للحياة.

ولكن هل يعلم اولئك المعارضون ان هذه الشرائح ستكون اول المنتقدين لهم ولاعمالهم ان وصلوا لمنصب ما، جميعنا يتذكر ماذا قال بنكيران لجيشه الالكتروني في مرحلة ما ( هادوك غير مداويخ) في اشارة انهم لا يؤثرون في المجتمع، بل تأكدت مجريات الاحداث المسترسلة ان المغاربة اصبحوا يواجهون بعضهم البعض، في حين ان العدو مختفي ويحرك اللعبة، ومن هؤلاء من إذا وصل الى منصب او منفعة، يغير موقفه بشكل كبير. وهل يفقه اولئك المعارضون ان هذه الثقافة التي يزرعونها سلاح ذو حدين، وسينقلب ضدهم في اي عمل يقومون به في المستقبل، حيث سيكون اول من ينتقده ويبحث عن اخطائه ومثالبه هم اولئك اليائسون انفسهم الذين ربتهم تلك الجيوش وراء الحواسب على هذا الاسلوب في التعامل مع الاحداث والامور؟.

ان الواجب المطلوب من كل القوى السياسية والاجتماعية في بلادنا نشر المفهوم الصحيح للعمل الحزبي البناء، والذي يقوم على اساس ( الشخص المناسب في المكان المناسب) وان تكون الكفاءة محددا في تقلد المسؤوليات والمناصب على اختلاف انواعها ، وان تسود الديموقراطية في تعاملاتنا اليومية، وان تفعل المحاسبة والمسؤوليات وعدم الافلات من العقاب، وأن تجدد الدماء في الاحزاب والادارات لشباب قادر على طرح البدائل الجيدة والسعي لفرضها واقامتها باسلوب حب الوطن ، وليس بأسلوب شخصي معارض حاقد وساعي إلى خلق الفتن لمصلحته الخاصة، وأن تسود ثقافة المعارضة التي تبرز لنا الجوانب السلبية لكن لا تتغافل على الجوانب الايجابية التي يقوم بها المسير للشأن العام وتشد على يديه فيها، وتشكره وتؤيده، في نفس الوقت تعزز قوتها الاقتراحية والمشاركة الفعالة وبذلك تكون محافظة على قاعدتها الانتخابية.

– ثقافة التيئيس لمصلحة من ؟؟

لا يختلف اثنان أن (اليأس) أصبح اليوم بين المغاربة خصوصا فئة الشباب ثقافة سائدة تسلل إلى التفكير والسلوك، وأصبح ظاهرة يراد منها خلخلة البنية الاجتماعية، وإضعاف أو تشويه البنية الفكرية، وعند ذاك، أي إذا تم التلاعب والتحكم بتفكير الفرد وعلاقاته الاجتماعية، فسوف يسهل التعامل معه وضمه إلى أدوات التخريب المتراكم كما وقع بعدد مناطق المغرب فيما سمي ب ” الحراك الاجتماعي” ، فكلما ازداد عدد اليائسين القانطين المستقرين على نمط ثابت من التفكير اليائس والعلاقات الاجتماعية المخترقة ، سوف تكون البنيتين الفكرية والاجتماعية تحت سطوة ذوي المآرب المعادية.

فيما مرّت به الأمم من صراعات ضد بعضها البعض، وحتى المجتمعات، تصدّرت الأفكار والثقافات حلبة هذا النوع من الصراع، وتأتي بعد ذلك حلقة تدمير الأواصر الاجتماعية، فيُصبح المجتمع مشوّه في تفكيره، ومخلخل في تماسكه الاجتماعي، فيكون التحكم به أكثر بكثير من المجتمعات والأمم المستقرة فكريا واجتماعيا، فالأولى هي ما يسهل التعامل معها والإطاحة بها، لأن المجتمع إذا خلا من التفكير ذي الخصوصية الجذرية، واختلت البنية الاجتماعية المكوَّنة عن دراية وتمرّس، فإن زرع ثقافة اليأس فيها يكون عاملا للتعجيل بمحوها وفنائها، وفي أفضل الحالات إضعافها بدرجة خطيرة.

وما يحصل اليوم من حالة تيئيس تصيب المغاربة حيال الانتخابات مثالا، واليأس من ساستهم، والاستسلام لما يفرزه الواقع من عوامل تجهض كل التوجهات نحو التصحيح، يمكن أن نتخذ منه دليلا على خطورة التيئيس كثقافة يتم نشرها بمنهجية بين مكونات وشرائح المجتمع المغربي، وفي نظرة متفحصة مدعومة باستبيانات واستطلاعات دقيقة، يمكن التوصّل إلى نتيجة مفادها أن المغاربة أو نسبة كبيرة منهم مصابون باليأس من التغيير، وعدم القدرة على محاسبة الفاسدين، والاستسلام للموجود في الواقع، والانصياع لحالة الخنوع والقبول بأقل ما يمكن الحصول عليه، من السياسات الترقيعية التي تباشرها الحكومات المتعاقبة والتي تسببت في فشل المشروع التنموي بالبلاد.

إن موجة التيئيس التي تنتشر كالوباء بين المغاربة لم تأت عبثا أو اعتباطا، ولا هي حدث طارئ أحدثته الظروف بصورة تلقائية، إنها ظاهرة تمت صناعتها بإتقان، تم التخطيط لها بخبرة ودراية، ولعلى ما يقع اليوم في البلدان المغاربية والعربية عموما في تصدع الانظمة واستمرار الاحتجاجات فيما اطلق عليه ب ” الربيع الديمقراطي العربي ” خير دليل على نجاح ثقافة التيئيس بين شعوب هذه البلدان .

لعلى المغاربة يتدكرون سنة 2011 والتي رفعت فيها شعارات الاصلاح، وكيف تزاحمت عدد من القوى بالبلاد منها من يحمل ايديولوجية ومنها يحمل هم تغيير أحواله الاجتماعية، فكان المغاربة مع الموعد، وتحققت بعض المطالب، ووصل ال ” بيجيدي” الى المراتب الاولى في المؤسسة التشريعية، وبعدها ” تسونامي” الانتخابات الجماعية، وكان الجميع يحلم ان الوافد الجديد سيغير حال المغاربة بحسب البرنامج الحزبي او الاشخاص الذي جاء اغلبهم من جماعات دعوية، لكن توالت الاحداث واصطدم المغاربة بواقع اخر، ولم يتغير الوضع بل زاد التصادم بين المتدخلين الحزبيين، ولم يعد أمامنا نمط معين بل أنماط يلتقي فيها اليميني والشيوعي وكانت النتائج سلبية والاحباط متواصل قبل الوصول الى محطة 2021.

– مواقع التواصل الاجتماعي فضاء لثقافة الاحباط

بالرغم من أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في تقليص الهوة بين الشعوب وتعارفها وتبادل الافكار والمعلومات، غير ان هذا الفضاء الازرق الشاسع وكيفية التعامل معه، يختلف من شعب الى اخر، ليس الشعب الفرنسي فايسبوكيا هو الشعب المغربي في المجال، بل اليوم اصبح الفايسبوك غربيا مجال خصب للافكار وتجميع الرأي حول رأي ما، لكن مقابل ذلك اصبح الفايس عندنا مجالا لنشر ” صور وفيديوهات” تمس أعراض الاخرين، بل تحمل افكار وممكن تدليس في المعلومات وخلق الفتن، وهذا طبعا يحدده نوعية ثقافة الناشط الفايسبوكي ومستواه التعليمي ووسطه الاجتماعي.

– المغاربة …..حان الوقت لزراعة الامل

يعيش المغاربة أحداثا متلاحقة بسرعة كبيرة على مدار كل يوم ، وتأتى الأخبار لتتصدر وسائل الإعلام، منها المبهج، وبجانبها المحزن، وأنت قد تتوقف عند بعضها، أو تمر عليها حتى لو كانت مثيرة بعد أن اعتدتها، كل حسب رؤيته واهتمامه.

ولكن الأكثر إثارة هى غير المعتادة، وأقف عند أحدها والذى لفت انتباهى لأكثر من سبب، أولها، ندرته وثانيها، أثره النفسى على جيل كامل، أما الخبر هو مقتل طالبة حقوق بتطوان، مؤخرا، بسبب عجزهما استكمال دراستها وتأثرها بالهجرة السرية ، وعن طريق الخطأ تلقت رصاصة من جنود البحرية، الحادث اثار موجه احتقان بمناطق الشمال.

نقف عند قصة الطالبة ” حياة ” التي كانت تأمل أن تحذو حذو عدد من شباب المدينة ، والأنباء المتواترة عنها تؤكد تفوقها دراسياً، فما الذى دفعها للهجرة في قارب للموت ؟ هل هو المجتمع الذى صنع من حياة انسانة تريد ” الهجرة ” وترك مستقبلها الجامعي وخلق ممر ضيق جدا أمامها للعبور الى الضفة الاخرى، دون أن يتسنى لها حتى الفوز بحصولها على شهادتها الجامعية و تحقق ذاتها وأمل أسرتها، أم الاسرة هي المسؤولة في زرع في حياة داخل حلم التفوق فى هذه السنة الدراسية الاخيرة في مشوارها الجامعي؟؟.

ماتت ” حياة ” ومات أخرون ، وتنامى تراث ثقيل وتجذر عبر سنوات كثيرة، أسهمت فيه الحكومات المتعاقبة ابدعوا فى لهو الناس وشغلهم بهموم عديدة أهمها مستقبل أولادهم، ومجتمع وقع فريسة لمكون تعليمى فاشل، أفرز قيما بالية جعلتنا ننظر للسراب على أنه حقيقة وبتنا نجرى وارءه محاولين الإمساك به رغم يقيننا أنه سراب!

والنتيجة أجيال تلهث خلف الصم، لقناعتها أنه الحل لعبور بر الشغل والاستقرار ، ومدرسون لم يتفوقوا فى قدرتهم على التلقين والحفظ، ومدرسة عمومية فقدت قدرتها على الإبهار حتى تحولت الى أماكن تعش بما يختزله المجتمع من أمراض نفسية .

مشروع اصلاح التعليم الذي لازال متعثرا ولم يجد بعد طريقه الى التقدم، يعد الاهم في تقدم البلد والخروج من هذه الدوامة القاتلة، التي سببتها السياسات الفاشلة في المجال، المغاربة يبحثون عن تعليم يحول التلميذ والطالب رويدا إلى إنسان ساع للبحث عن المعلومة عبر وسائل حديثة ومتطورة تمكنه من تسخيرها وفق إطار تعليمى راق ينمى عقله و يربطه بالفضاء المحيط به ليطوره، مشروع يعيد للمدرسة قامتها ورونقها بشكل يجعلها تستعيد مكانتها مرة أخرى، من خلال إذكاء النشاط الثقافى والرياضى، بل و يجعل التفوق فيهم متبوعاً بالحصول على درجات للنجاح!

مشروع ينهض بأمتنا ويضعها فى طريق يصل بها لمكانة اشتاقت كثيرا للحصول عليها، وأمسى لزاماً على المخلصين من المثقفين والإعلاميين وأولياء الأمور الدخول فى حوار مجتمعى بناء يوضح نقاط القوة لتعظيمها وكذا الضعف لتلافيها، سيما أننا خسرنا الكثير من الوقت أهدرنا فيه طاقات طلابنا، وحان وقت زراعة الأمل فى نفوسهم، ليتواكب ذلك مع ما تحققه المملكة من إنجازات لم تشهدها من قبل، قريبا يحين جنى ثمارها، إنجازات ستفقد قيمتها ما لم يعي الشباب أنها لهم، وستزدهر بفضل جهودهم، وأن المطلوب منهم الحفاظ عليها وتنميتها، وإذا أردنا النجاح فى تحقيق هذا الحلم، لابد من دعم هذا المشروع الذى يسعى لزراعة الامل.

على الاعلام باعتباره القوة الاولى في صناعة الرأي العام، أن ينقل نماذج النجاح، ان يعطي عبر مستشارين وخبراء حلول للمسيرين، على الاعلام تسليط الضوء على مواقع الخلل، ان يبحث عن الناجحين لكي يعمم تجاربهم.

على السياسيين ان يعتبروا ان السياسة أخلاق عوض ما يداولونه انها لعبة ” قدرة” عليهم ان يؤسسوا للاخلاق السياسية، وان يكون التنافس بين الاحزاب مبني على قدرتها في استقطاب الشباب في صفوفها وخلق الديمقراطية الداخلية، وان ينشروا ثقافة ربط المسؤولية بالمحاسبة، مثلا من فشل في مسؤولية ما يقدم ( استقالته) وان تخلق الدولة سجنا للسياسيين وجرائمهم، واصلاح القضاء، وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اليأس هو نتيجة طبيعية لعدم حصول تغيير في حياتنا اليومية و انعدام الامل في حصوله و المشاريع التنموية و الاجتماعية لم تاثر بشكل ملحوظ في فئة عريضة من مجتمع انهكه طول الانتظار بينما كل المجهودات يمتصها فئة من من منعدمي الضمير و حتى لو افترضنا ان هناك تقدم على المستوى العمراني و الاقتصادي والبنية التحتية كشكل من اشكال التحضر فانه يبقى تغيرا محدودا و سطحيا .مازال الوعي المغربي عاجز عن فك قيود رواسب الانحطاط والتخلف و رغم محاولة تاتيته بافكار اصلاحية مستوردة ما زاده دالك الا تشوها على طبيعته المتآكلة.فرغم الترواث الهائلة و العمران و نسب معدل النمو و غياب الفقر في دول خليجية فانه حضاريا مازالت تعتبر دولا متخلفة و لها عقلية بدوية لمادا فهي تستورد كل شيى من الغرب المتحضر اللذي رغم معاناته من حربين عالميتين دمرته مازال يبهر العالم بحضارته و يغرقها بمنتوجاته .بينما عالمنا البدوي القبلي يغني ويمجد لانجازات القائد و الزعيم .

  2. لا يوجد الا التيئيس في هذا البلد نظرا لإغراقها بالفساد، اما اذا تكلمت عن الأمل فهو نتيجة اغراق جيبك ببعض المال ليس الا ، او لان فهمك بعيد عن واقع الحال ، لأننا كمغاربة أصبحنا نعيش اقل من بعض الشعوب الافريقية التي كنّا نراها خارجة عن الركب الحضاري للانسانية، لأجل هذا أقول لك إتق الله في وطنك فهو يغرق وانت تركب على غرقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى