التلفزيون المغربي هل هو وعاء توعوي أم أداة لتصريف الميوعة؟

لقد صار التلفار يمرر من التفاهة ويعيد تكرارها لدرجة أصبح معها وعي المتلقي الذي يعوزه الحس النقذي منمّطاً مُقَوْلباً لا يرى فيما يعرض إلا الحقيقة الكائنة والتي يجب أن تكون.ولا يحس بما يندس وراء سحر الصورة… ولا بما يستدخله فكره ،فلا يكون منه إلا أن يبني رؤيته للحياة والواقع من حوله وفقا لتلك الخلفيات المستدمجة في مخيلته فيأبى بعد أن استبطن قيم الاستهزاء بالآخر والتفنن في إحراجه من تلك البرامج السفيهة إلا أن يموضعها في الواقع ثم يبدأ مسلسل التطبيق على الأقرب فالأقرب وبذلك تستولي القيم الدخيلة التي تزرعها الشاشة في محل القيم الحقيقية التي لا يتحقق الإنسان إلا بها ..فيحدث أن تحتضر الأخلاق وينقرض الحياء وتنمو نوازع الاستهزاء والتغامز والتهكم والسخرية على الآخر ..فيفقد الإنسان بذلك وجوده وقيمته بفقده لمحدادته ومعاييره التي يختلف بها عن غيره.

الأفلام السينمائية على حساب الأفلام التلفزيونية

كثيرة هي الأعمال السينمائية التي أصبحت تصدر للجمهرر عبر التلفزيون المغربي وذلك على حساب الأعمال التلفزيونية التي تنتصر للفرجة العائلية والدراما الاجتماعية المتنورة. هذا الصلف الفني له من التبعات ما يثير الرأي العام وذلك باعتبار أن للسينما جمهور خاص يقبل عليها اختيارا وينسجم مع ابعادها في تناولها النصي والصوري المستفز لتيمة المقدسات في كثير من الأحيان، عكس التلفزيون الذي هو أداة تربوية وتوعوية في المقام الأول وبالتالي جميع روافده الإنتاجية يجب أن تصب في إطاره العام الأول.

هناك من يعتبر الرداءة في التلفزيون خيارا استراتيجيا

بكل تأكيد هذه حقيقة، فما نشاهده اليوم في التلفزيون المغربي، يثبت أن هناك رهانا على تكريس الرداءة والإسفاف، من خلال التركيز على الأشياء التي ليس لها أي معنى ولا تؤدي أية رسالة وكل ذلك بحجة أن الشعب غير واعٍ و يريد هذا، و هو نفس الشعار الذي كانت تطرحه السينما المصرية و المسرح المصري ويلخصه في شعار الجمهور “عايز كذا” فالمفروض في التلفيزيون أن يعتمد على ثقافات متعددة، تربوية جمالية إبداعية تحسيسية، بحيث لا يمكن أن يختزل كل هذا في كلمة واحدة و يقال بأن “الجمهور يريد الرداءة.

تأثير المسلسلات التركية المدبلجة على منظومة الاخلاق

كثير من الدارسين يرون أن المسلسلات التركية المدبلجة بالدارجة المغربية تمجد ثقافة الجسد، وتنشر الاجرام، وتتميز بعنف المشاهد ، و تهدد الترابط الاسري، وليس فيها ضوابط شرعية في التعامل بين الجنسين، وفيها ميوعة واباحية.

والاتراك الجادين من مفكرين وسياسيين يقولون أن هؤلاء الممثلين يجسدون واقعا على هامش المجتمع التركي وليس الواقع الفعلي، رغم أن الدراما التركية المدبلجة لها فاعلية كبيرة في ايصال رسائلها، وتمريرها بطريقة سهلة وهي تؤثر على قيمنا، وهويتنا الثقافية والدينية.
كما أن هؤلاء الممثلين مستلبين حضاريا، ومنبهرين بالحضارة الغربية، ومسلسلاتهم تضهر غزو الغرب لهم من خلال الاشياء، وتشجيع ثقافة الاستهلاك، ومتأثرين بالعولمة الثقافية، وغير سعداء لفقرهم الروحي ومبالغتهم في تصوير مشاهد مخلة بالحياء العام ، ولا يجب جعل الدنيا هدفا وغاية وهذا ما يريدون تصويره من خلال عدة مشاهد.

ويبدو أن قنواتنا التلفزية المغربية تصر على عرضها على المشاهدين، متحدين دفاتر التحملات، وتحذير الهيئة العليا للسمعي البصري غير ما مرة.

لكن ورغم ما يتم تمريره من قيم رديئة للجيل الناشء والبالغ على السواء، فالتلفزة تخلق عن طريق تلك البرامج مجالا للإنفصال عن تناقضات الواقع والهروب من دواماته المتقلبة على الدوام وتدس حقن المتعة ولو كانت زائفة .فخلق المتعة ولو كان بتلك الطريقة التافهة من شأنه أن يفتح للجمهور بابا للخروج منه من إكراهات اليومي والارتحال به من أزمة التفكير ونزعة التأهب لنوائب الغد.

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. نحن نطالب برفع الدعم الذي يؤخذ من جيوب المسلمين المغاربة عنوة عن هذه القنوات الخبيثة، والله ظلم ان تؤخذ امولنا وتصرف على تدمير اخلاق ابناءنا، حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم

  2. نعم أن المسلسلات التركية المدبلجة بالدارجة المغربية تمجد ثقافة الجسد، وتنشر الاجرام، وتتميز بعنف المشاهد ، و تهدد الترابط الاسري، وليس فيها ضوابط شرعية في التعامل بين الجنسين، وفيها ميوعة واباحية.

  3. التلفزيون المغربي قناة الصرف الصحي لا تصلح لشيء. برامجها لا هي ثقافية ولا تاريخية ولا اجتماعية. التلفزيون المغربي = استحمار الشعب .

  4. هل حقا فعلا المغرب لديه قنوات تلفزية,من تلاثين سنة لم اشاهدها وهل مازالت كماهى لان عهدى بها سابقاانها قنوات لمن اراد ان يقلق ويتنرفز ويسب ويشتم ويلعن بسبب التناقض الصارخ للبرامج,والواقع المزيف للحقائق المعاشة,وتكريس التكلاخ الممنهج,واجزم ان لاشى طرا او تغير على سلوكها ومنهجها,لان الواقع من يدحض دلك,والاعلام هو مراة المجتمعات ,الامم اعلامها يوثق وينشر سيرها خطوة خطوة الى الامام نحو بلوغ الهدف المنشود واعلام بلدنا يوثق وينشر سيرنا خطوة خطوة الى الامام وهى اصلا للوراء فى شتى المجالات ويوهمنا بدلك وبانها خطوات الى الامام والطامة الكبرى ان الجميع مدرك الى اين يتوجه المسيربدون التفاتة للوراء وماهو تقييم حصيلة التراجع فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى