الصراع على أذان الصلاة وراء قتل مؤذن لمؤذن مسجد بإقليم سيدي بنور

جريمة قتل غير اعتيادية ارتكبها، أمس الاثنين، مؤذن مسجد في حق مؤذن آخر، كانا يقيمان آذان الصلاة في المسجد ذاته، بدوار “اأولاد لحسن”، بإقليم سيدي بنور. وقد أفضت الأبحاث والتحريات التحريات التي قام بها المتدخلون من مختلف الوحدات لدى سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، من إيقاف الجاني، في أقل من 24 ساعة، صبيحة اليوم (اليوم الثلاثاء)، الموالي لجريمة الدم التي اهتز على وقعها الرأي العام، بالنظر إلى طبيعتها، والمركز الديني والاعتباري للجاني والمجني عليه.

هذا، وحسب مصدر مطلع، فإن مؤذنين من إقليم سيدي بنور، أحدهما يتحدر من جماعة “امطل”، والثاني من جماعة “الجابرية”، وهما ربا أسرتين، ويبلغان من العمر حوالي 44 سنة، كانا في خلاف حول من يؤمن آذان الصلاة في مسجد دوار “أولا لحسن”، بجماعة “الجابرية”، الذي تم تشييده حديثا، سيما أن أحدهما (الجاني)، كان يطمح إلى أن يكون المؤذن الرئيسي.. الشيء الذي لم يتأت له، بعد أن عينت مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية زميله (الضحية) في هذا المنصب. الأمر الذي لم يتقبله المؤذن الآخر.

وقد تطور الخلاف بين المؤذنين، أمس الاثنين، عقب صلاة الفجر، إلى صراع عنيف. حيث اعتدى أحدهما على الآخر بالضرب، إلى أن أسقطه على الأرض جثة هامدة.

وفور إشعارها، استنفرت سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، وحداتها الدركية، وانتقلت على وجه السرعة إلى الدوار المستهدف بالتدخل، حيث باشرت المعاينات والتحريات، لتحديد أسباب وملابسات جريمة القتل. كما شنت حملات تمشيطية واسعة النطاق، بالاستعانة بفرقة الكلاب المدربة. لكن الجاني كان تبخر في الطبيعة، وكأن الأرض ابتلعته.

هذا، ووضع المسؤولون الدركيون لدى سرية سيدي بنور، والقيادة الجهوية بالجديدة، خطة محكمة للإيقاع بالقاتل، وذلك بنشر وانتشار أفراد من الدرك بالزي المدني، في الحقول وعلى المسالك والأراضي الخلاء، والنقاط الترابية التي قد يسلكها في رحلة فراره. ولم تستثن من ذلك حتى مدينة سيدي بنور، التي من المحتمل جدا أن يلجأ إليها الجاني، سيما أن المدينة يقام بمدارها الحضري، يوم الثلاثاء من كل أسبوع، السوق القروي الأسبوعي، المعروف ب”سوق التلات”.

وقد أخذ رجال الدرك بالزي غير المميز، أمكنتهم ليلا، عند المدخل الجنوبي لسيدي بنور، في محيط “سوق التلات. وفي حدود الساعة الرابعة من صبيحة اليوم الثلاثاء، أثار انتباه الدركيين الذين كانوا في عملية مراقبة وترصد، رجلا ب”جلابة”، كان كثير الحركة وفي حيرة في أمره، وكانت سلوكاته تثير الانتباه. ما حدا بالمتدخلين الدركيين إلى استفساره.. والتحقق من هويته. حيث اقتادوه إلى مقر سرية الدرك الملكي بسيدي بنور. وهناك تم التأكد من هويته، بتنقيطه على الناظمة الإلكترونية، وكانت هويته مطابقة للشخص المبحوث عنه، مرتكب جريمة الدم.

وكان القاتل غادر مسرح الجريمة، فور ارتكابها، والتحق بمنزل أسرته، حيث قام بخلع ملابسه، وارتداء “جلابة”. وبعدها، كان يهم بالفرار إلى خارج جماعة “الجابرية”، لكنه ارتأى، درءا للخطر الذي كان يتهدده بالسقوط في قبضة متعقبيه من رجال الدرك، أن يقضي المبيت في بناية مهجورةـ على مشارف التجمع السكني بدوار “أولاد لحسن”.. إلى أن يحل الليل، ويغادر من ثمة المكان بأمن وسلام تحت جنح الظلام.

وهذا ما فعله، في الساعات الأولى من صبيحة اليوم الثلاثاء، وكانت وجهته “سوق التلات”، بسيدي بنور، وكان ينوي، قبل الاشتباه فيه وإيقافه، الحصول على بعض المال، لمواصلة رحلة الفرار خارج إقليم سيدي بنور. لكن المتدخلين الدركيين كان لهم رأي آخر..!

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. الامر ينذر بالخلل لاننا اصبحنا نعيش اشياء واحذاث غير عادية ، لكنها ليست غريبة على مجتمعنا، ولمن لا يعلم ، فمن المعروف ان العلاقة بين المؤذن والفقيه في مساجدنا هي كالعلاقة بين طوم ودجيري ، وكان الله معنا في ما يخفيه القادم من حياتنا

  2. ف قهاء ام انتهازيون يلعبون بعواطف المغاربة باسم الدين.؟انهم من اسباب التراجع والتخلف والفوضى .

  3. السلام عليكم, و دابا هذا مقالا زوين أو كامل أهبة بريس, ماشي بحال شحال هاذي, ما كنعرفوا تا علاش تقاتلوا, كذكروا الخبر بدون تفاصيل, الله إبارك ليكم.

  4. أولاً أشكر هبة بريس على نقاء القصة والأسلوب الرائع وإن كان المدح لا يناسب المقام لأن المقام محزن ومؤلم
    والله ما كنا نظن أن مثل هذه الجرائم تقترف في بيت الله
    هذا فإن دل فإنما يدل على أن عدم الوعي والمعرفة تسلل إلى أناس هم في الحقيقة أولى بهما أعني المعرفة والوعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى