تارودانت .. جماعة الكدية البيضاء تحتضن مهرجان العنب

تحتضن جماعة الكدية البيضاء بإقليم تارودانت، للفترة الممتدة من 28 إلى 30 شتنبر 2018، فعاليات المهرجان الدولي للعنب في نسخته الثانية تحت شعار “مستقبلنا في تنمية فلاحتنا”.

وفي هذا الإطار، انعقدت مساء الخميس 27 شتنبر الجاري، بقاعة رياض الأفراح بمدينة أولاد تايمة، ندوة صحفية لتسليط الضوء على مضمون وجديد نسخة هذه السنة من المهرجان الدولي للعنب وأهدافه ومراميه، والتي ستنظم من قبل الجماعة الترابية الكدية البيضاء بشراكة مع جمعية الكدية للثقافة والفنون وبدعم من الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة وعمالة إقليم تارودانت ووزارة الداخلية وعدد من التعاونيات الفلاحية والمؤسسات الاقتصادية بالمنطقة.

الندوة التي أطرها كل من رئيس المجلس الجماعي للكدية البيضاء السيد صلاح المتوكل ونائبه الأول السيد طه تويل ومدير المهرجان السيد إبراهيم أمهلال والمدير الفني السيد خالد مراك، عرفت حضور عدد من ممثلي المنابر الإعلامية السمعية والبصرية والمكتوبة، المحلية والجهوية والوطنية، كما حضرها رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة الحاج علي قيوح، وعدد من الفعاليات المنتخبة والجمعوية والاقتصادية بجماعة الكدية البيضاء.

وشكل اللقاء مناسبة لصلاح المتوكل وفريقه لتوضيح أهداف التظاهرة المتمثلة أساسا في العمل على التعريف بمؤهلات المنطقة البشرية والطبيعية وإبراز المقومات الاقتصادية والفرص الاستثمارية التي تزخر بها على المستوى المحلي والوطني والدولي، مشيرين أن الاحتفاء بفاكهة “العنب” لم يأتي عن عبث، بل تمتد جذوره إلى بدايات الخمسينيات من القرن الماضي، حيت كانت منطقة “الحفايا” مرتبطة دائما بغرس وإنتاج فاكهة “العنب”، مؤكدين أن خبراء إسبان أتبثوا علميا أن تربة منطقة الكدية البيضاء تعد من بين أخصب البقع لمزاولة هذا النوع من الفلاحة بالجهة. كما أبرز المتحدثون أن المهرجان يعد تظاهرة ثقافية وترفيهية محلية لساكنة جماعة الكدية والمناطق المجاورة لها لاسيما بعد النجاح المتميز الذي حققته الدورة الأولى، كما يعد مناسبة لتشجيع عديد من الطاقات المحلية على مواصلة الإبداع والتألق من خلال منح الفرصة لمجموعة من المواهب الشبابية الفنية والفرق الاستعراضية المحلية للظهور والبروز، و تحفيز عدد من تلاميذ المنطقة المتفوقين دراسيا لمواصلة الجد والاجتهاد للوصول إلى المراتب العليا والمكانة الفضلى، والتفاتة تكريمية لفعاليات أعطت وتعطي الكثير خدمة للجماعة ودواويرها وساكنتها، بالإضافة إلى البرمجة المتنوعة التي خصصت لدورة هذه السنة من المهرجان، والتي تضم ندوات فكرية وعروض في فن التبوريدة التقليدية، ومعرض للمنتوجات المحلية، كما تم تزيين المهرجان بسهرات غنائية تحيها فرق ونجوم فنية وطنية من طينة (الفرقة الأمازيغية أودادن وولاد بن عكيدة وتوفيق شكران ويونس البولماني) لإضفاء لمسة إشعاعية أوسع للمهرجان وطنيا ودوليا.

مهرجان العنب الدولي بالكدية البيضاء لم يسلم هو الأخر من حملة الانتقادات والاستنكارات، سواء الموضوعية منها أو ذات الحمولة السياسية أو الشخصية الضيقة ، حيت تعالت العديد من الأصوات المنددة بتنظيم هذه التظاهرة الاجتماعية وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبرزين أن المنطقة تعاني التهميش والفقر والعطش، وتحتاج أولويات أهم من مهرجان ( “أش خاصك أ العطشان مهرجان أ مولاي” حسب تعبيرهم)، سيلتهم مبلغا كبيرا من المال دون فائدة تعود على التنمية المجالية لجماعة الكدية البيضاء ولا لساكنتها، في حين أن من باب أولى توجيه الدعم المرصود للمهرجان نحو مشاريع هيكلية وتنموية تلبي مطالب الساكنة المحلية سواء فيما يخص الربط الطرقي أو تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب أو توفير الخدمات العمومية الضرورية من صحة وتعليم … وغيرها.

وبين تفاؤل المنظمين وتشاؤم المعارضين، يبقى الفيصل هو الحضور الجماهري الذي ستعرف النسخة الثانية من مهرجان العنب الدولي بالكدية البيضاء، ومدى مردوديته التنموية وتحقيقه لأهدافه الجوهرية الرامية إلى خلق الثروة بالمنطقة وضمان العيش الكريم والعدالة الاجتماعية لساكنتها.

هذا ومن المرتقب أن يترأس عامل إقليم تارودانت فعاليات اليوم الافتتاحي لمهرجان العنب الدولي بالكدية البيضاء، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات المرموقة والوازنة على الصعيدين المحلي والوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى