“داهية” في الابتزاز يلتقط “فيديوهات” لأزيد من 70 رجل في وضعيات إباحية‎

وقع داهية في ابتزاز ضحاياه من الرجال، بعد توريطهم، دون علمهم، في تسجيلات خليعة ب”الفيديو”، في قبضة الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمفوضية الزمامرة، التابعة للمنطقة الأمنية الإقليمية لسيدي بنور.

وقد زاد عدد الضحايا من مختلف مناطق ومدن المغرب، عن ال70 ضحية، استسلم جميعهم، منذ سنة 2015، لابتزاز، دون أن يجرأ أحد منهم عن الخروج عن صمته، وتقديم شكاية إلى السلطات الأمنية المختصة، خوفا من الفضيحة والعار، سيما أن منهم متزوجون، ومن يحظون بمكانة واعتبار ذاتي واعتبار معنوي.
هذا، ومثل الفاعل الموقوف، اليوم الثلاثاء، أمام وكيل الملك لدى ابتدائية سيدي بنور، على خلفية التقاط “فيديوات” إباحية، دون علم الضحايا، والابتزاز عن طريق الأنترنيت، أو ما يعرف بالجريمة المعلوماتية (la cybercriminalité).

هذا، وحسب وقائع النازلة الأخلاقية المزلزلة، فإن شابا عاطلا عن العمل (23 سنة)، ينحدر من مدينة واد زام بإقليم خريبكة، خلق حسابا وهميا على “الفايسبوك”، زضع له اسما نسائيا، وأرفقه بصورة فتاة فاتنة. وأخذ يصطاد ضحاياه في العالم الأزرق، بعد أن كان يربط الاتصال بهم، عبر تقنية ال”ويبكام”، ويدخل معهم في حوارات ساخنة، مقدما نفسه على كونه فتاة متعطشة للجنس، وذلك بخداعهم بصوته الذي كان يحوله، باستعمال تطبيق ملعوماتي خاص (لوجسييل)، إلى صوت نسوي.

وبعد أن كانت أجسادهم تزداد حرارة، ويضيق مجال تفكيرهم، ولا يقون على التحكم في أنفسهم وفي غريزتهم البهيمية، كان يطلب منهم، وكأنه يمارس عليهم التنويم المغناطسي (l’hypnose)، خلع سراويلهم، وممارسة العادة السرية. الشيء الذي لم يكونوا يترددون في القيام به، وهم يظهرون بالمكشوف وجوههم. وهكذا، كانوا يسقطون في شراكه. إذ كان يعمد إلى تسجيل هذه اللقطات الحية “الحميمية”، وتخزينها في ذاكرة ناظمته الإلكترونية.

وعلى إثر ذلك، كان يعاود ربط الاتصال بهم على حساباتهم الفايسبوكية، أو على هواتفهم النقالة، باستعمال تطبيق “الوتساب”، ويطلعهم على الحقيقة المرة التي تورطهم. وكان يطلب منهم مده بمبالغ مالية قد تزيد عن 5000 درهم، وبتحويلها إليه عبر وكالات مالية خاصة، مهددا إياهم، في حال الرفض، بنشر التسجيلات الإباحية على الفايسبوك، وتعميم الولوج والاطلاع عليها على نشطاء العالم الافتراضي. وخوفا من الفضيحة والعار، كان الضحايا يستسلمون للابتزاز.

وبالمناسبة، فإن الفاعل كان صقل تجربته في مجال الابتزاز، في إطار ال(سيبيركريميناليتي)، مع زملاء له في مدينة وادي زم، وهو من ذوي السوابق (récidiviste)، وكان قضى عقوبة حبسية على خلفية تورطه في جرائم معلوماتية لاأخلاقية مماثلة.

إلى ذلك، فقد كانت نهاية الداهية في الابتزاز على يد شاب (26 سنة)، ينحدر من جماعة الزمامرة، بتراب إقليم سيدي بنور. حيث حاول أن يبتزه بالطريقة ذاتها، وطلب منه أن يحوله إليه مبلغا ماليا محددا، عبر وكالة مالية.. غير أنه طرق على العنوان الخطأ، وأساء التقدير، بالنظر إلى كون هذا الشاب، عازبا وعاطلا عن العمل، وليس عنده ما يخسره. حيث التحق للتبليغ، بمفوضية الشرطة بالزمامرة، ووضع الضابطة القضائية في الصورة.

المحققون اطلعوا تفصيليا على الوقائع، وولجوا إلى الحساب الفايسبوكي، الخاص بالمشتكي. كما حصلوا من عنده على رقم هاتف نقال، كان الفاعل اتصل به، عبر تطبيق “الواتساب”.

وقد مكن انتداب شركة متخصصة في الاتصالات، بتعليمات نيابية، من تحديد هوية الشخص الذي انصل بالشاب المبلغ، ولم يكن سوى الفاعل ذاته، ناهيك عن تحديد الأرقام التي اتصل الأخير مع أصحابها، وكان ضمنهم رجل يتحدر من مدينة أكادير، استدعته الضابطة القضائية للحضور إلى مفوضية الشرطة بالزمامرة. وعند البحث معه، تبين أنه كان بدوره ضحية، وأنه كان استسلم، لتفادي الفضيحة، للابتزاز، ودفع مبلغا ماليا، حوله عبر وكالة مالية.

وقد مكنت الإجرءات، استنادا إلى انتداب للدى المؤسسة المالية، بتعليمات نيابية، من معرفة المراجع الخاصة بتلك الحوالة، وتحديد الوكالة المالية التي سحب منها المبلغ المالي، والكائنة بمدينة وادي زم، ومن ثمة، الوصول والحصول على البيانات الشخصية، التي تخص الفاعل، الداهية في الابتزاز، وكذا، العشرات من ضحاياه الذين قاموا بدورهم بتحويل المبالغ المالية المطلوبة، إلى تلك الوكالة.

هذا، وانتقل فريق أمني من الفرقة المحلية للشرطة القضائية بالزمامرة، إلى وادي زم، وعمل على إيقاف الفاعل، وإجراء عملية تفتيش في منزل أسرته، أسفرت عن ضبط وحجز ناظمة إلكترونية، وتحويلات مالية، ووثائق تتضمن قائمة بأسماء ضحاياه، الذين يزيد عددهم عن ال70، يتحدرون من مناطق ومدن مختلفة (الرباط – فاس – مكناس – تطوان – العيون – أكادير – تازة – الدارالبيضاء – الجديدة..).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أسفت لسقوط هذا المرتزق في السجن لقد إختار طريقة للكسب غيرقانونية، أما أولائك السبعون مراهق مهووس جنسي فإنهم يستحقون ما جرى لهم وقد أدوا ثمن بليتهم والله يعفو على الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى