دفن “عادل مبشر “..لكنه لم يمت !!!

عبد الله عياش ـ هبة بريس

خلدت للنوم النهائي ..باغتتك المنية فتركت صبيب الصمت بداخل المعارف مرتفعا يا مبتسما في وجه الفقراء ..حزن تأصل في العروق …فلربما قد مات عادل مبشر . !!

 عادل مبشر ..مؤكد انه دفن ..لكن لايقين لي انه مات ..صوتك في كل زوايا “الحفرة ” ساري المفعول والحديث عنك مسترسلا رغم الرحيل ..لسان فصيح لا يحب الاختصار ونكهة في الاطلالة رغم التعب ..

ايها الراحل عنا في صمت ..تلك الصعاب التي كنت تدللها امام الفقراء لم نجد لها حلا ..وصفتك في الحياة كانت املا تعطيه لذوي الحاجة بينما انت تكبر امام المحن رغم الالم .

ايها الراحل ..كنت عادلا ومبشرا ..وكنت الانسانية النابعة من الاعماق دون ماكياج ..كلما حللت بـ ” الحفرة ”  فلا حاجة لك الى اللف و الدوران ..تعيش الاوقات مطروحا امام الجميع دون هالة ..لك الثقل الاكبر في الانسانية ..يقيني انا عادل مبشر دفن ..لكن لايقين لي انه مات !

بكل اختصار كنت تملك قلباً يرفض جرح الآخرين..و تتودد ان يسعد الجميع على يدك ..من يستطيع ان يثبت ان عادل طلب منه طلب فرفض ولو على حساب ماله الخاص ..متقدم في الخير وأصيل في المواقف ..عشت طبيبا لا يسود ولا يساد ..في الصف الاول كلما طلب منك طلب.

 

يرن هاتف عادل مبشر ..كنت اعتقد في العديد من المرات ان شيئا ما حدث بـ ” الحفرة ” يستدعي اطلالة صحفية ..لاأبدا .. كان حريصا عن السر المهني ..يسأل عنك لوجه الله ..يترك بداخلك الانطباع  انك انسان ..يوليك الاهتمام عملا بالمقولة ” أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ” ..

قبل الرحيل بايام ..ولأول مرة في تاريخ عادل ..يرن هاتفه طالبا ..كان غاضبا من مستحقات عمال ” البرونكارداج ” ..قال بنبرة حزينة ..” ياأخي ايعقل في هذا الزمن ان يكون اجرعامل لا يتجاوز 800 درهم ..هن نساء متزوجات ومطلقات ..فهل طبيعي ان يسكت على هذا الحيف ..ويضيف ..اجرك عند الله كبير اذا وقفت على هذا الظلم ..ماتغبرش ابا عبدالله وجي خلص شي لاكلاص ..بان علك الامان ..ويضحك “

طبيب فوق الثلة يفكر في الضعفاء عملا بالقول الماثور ” لا فقر أشد من الجهل، ولا وحشة اشد من العجب ” ..كيف رحلت ..يقيني ان عادل دفن ..لكن لا يقين لي انه مات .

اطلالة عادل ـ رحمه الله ـ  فيها كل الخير .. صبيب حنان يتدفق ..منبع للرأفة والمودة ..جسر لجمع الشتات ..وعنوان كبير للعطاء فمن يعوض عادل يالله .

هناك في الدار الاخرة عادل ..وهنا في الدار الباقية مجلد من الكلام عنه ..طبيب صابر فضله كبير ..منفق نجح من الامتحان وكان سببًا لراحة الانسان..كان دائم القول ” مقام الانفاق هو أعظم المقامات كما جاء في القران الكريم “لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبّون”

رحمك الله اخي عادل ..ونحن في الطريق لتشييعك الى مثواك الاخير ..دعني اقول لك انك كنت حيا بين الاصدقاء والاهل والاحباب ..دعني اقول لك ان كل مفردات الثناء وجدت طريقها للعلن ..دعني اقول لك انك كنت البطل الذي فارق الحياة مخلفا وراءه الدروس للغير ..دعني اخبرك ان ” الفايسبوك ” زخ بافضالك وروحك الطيبة ..

ونحن في الطريق الى دفنك ..قال عزيز قديوي متحسرا  ..نحن نمارس مهنة تدخل الجنة ..فاللهم ابدله دارا خيرا من داره . واهلا خيرا من اهله . وذرية خيرا من ذريته وزوجا خيرا من زوجه وادخله الجنة بغير حساب . برحمتك يا ارحم الراحمين

 

 

 

تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق