بعد فضيحة الحج.. وزارة ساجد تتحمل مصاريف وفد ضخم في زيارة للهند من المال العام

هبة بريس – ياسين الضميري

قبل أيام ، كان عدد كبير من المغاربة الغاضبين من الوزير ساجد يطالبون بإقالة رئيس بعثة الحج المغربية بسبب الفضائح الكبيرة التي رافقت حج المغاربة بالمملكة العربية السعودية.

أيام انقضت و ظل الرجل الذي يجلس على كرسي وزارة السياحة و النقل الجوي و الصناعة التقليدية و الاقتصاد الاجتماعي في مكانه دون أن يطاله حساب و لا حتى مجرد استفسار ، و كأن كل تلك الأصوات الغاضبة و الدموع المنهمرة ليست لمواطنين مغاربة عانوا الأمرين و “تبهدلو” أمام العالم أثناء أدائهم المناسك المقدسة.

و بعد أن خفتت حدة العاصفة التي لم تعصف لا بساجد و لا بزميله التوفيق ، اختار الاثنان معا أن يختفيا فترة عن الأنظار و عن وسائل الإعلام و الأنشطة الرسمية قبل أن يظهر الوزير ساجد و هاته المرة من نيودلهي الهندية.

الوزير محمد ساجد و الذي قاد معه جيشا عرمرم من المسؤولين و الإعلاميين المغاربة لدولة الهند و كل هذا على نفقة الوزارة من المال العام الذي يدفعه المغاربة و ذلك بحجة تعزيز العلاقات السياحية و توطيدها بين المغرب و الهند.

الوزير ساجد و الذي منذ تعيينه على رأس هاته الوزارة حطم رقما قياسيا في السفريات خارج أرض الوطن لدرجة بات يلقبه بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالوزير المقيم خارج أرض الوطن.

و الغريب في الأمر أن سفريات الوزير ساجد و خرجاته التي لا تعد و لا تحصى و أكيد كل سفرية لسعادته إلا و يرافقها وفد ضخم لا ندري بالضبط ما هي مهمته الأساسية ، الغريب في ذلك أن عدد سفريات ساجد لا يعكس تطور القطاع و لا تستفيد منه السياحة المغربية و هو ما تؤكده معطيات تقرير المجلس الأعلى للحسابات و كذا الأرقام و المؤشرات الصادرة عن مؤسسات “غير حكومية” تعنى بالقطاع السياحي.

و كان قضاة جطو و بعد افتحاص شامل لعمل وزارة السياحة سلفا قد أكدوا أن هناك خلالا كبيرا في إعداد الاستراتيجيات السياحية الوطنية و كذا ضعف حصيلة تنفيذها و كذا عدم تنفيذ الوزارة للمهام الموكلة إليها بمقتضى عقد برنامج رؤية 2020 ، فضلا على فضائح منح معاهد تكوين سياحي علامة الامتياز رغم أنها لا تتوفر على الشروط و المعايير الدنيا المطلوبة.

و بالإضافة لذلك ، فجر تقرير المجلس الأعلى للحسابات بخصوص وزارة السياحة و الذي سنعود لنشر معطياته بالتفصيل فضائح بالجملة فيما يخص التدبير المالي للوزارة خاصة فيما يتعلق بإسناد الصفقات العمومية.

ساجد و الذي ظهر في بعض الصور أثناء زيارته للهند و هو يوزع “ضحكته” الشهيرة هنا و هناك، أكد أن هدفه من زيارة الهند هو الترويج للمغرب كوجهة سياحية غير أن الوزير الذي هو في نفس الوقت أمين عام لحزب الاتحاد الدستوري تناسى أن الترويج الحقيقي للسياحة يأتي بالاعتناء بالمنتوج السياحي المقدم باعتبار أن السياح الذين يغادرون بلاده هم أفضل مروج تسويقي للمنتوج ، فمهما صرفت من أموال على السفريات الرسمية و حتى “غير الرسمية” فلن تخفي الواقع المرير الذي تتخبط فيه السياحة ببلادنا خاصة في السنتين الأخيرتين.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. يجب فحص ميزانيات غرف الصناعغة التقليدية ايضا لكون المسؤولين يتصرفون فيها بطرق ملتوية خارجة عن نطاق القانون خصوصا الميزانيات المخصصة لتنظيم المعا رض.

  2. هكذا تتصرف الأحزاب الإدارية الفساد ونهب المال العام. هذا الشخص فشل في تسيير مدينة الدار البيضاء, فكافأته الدولة، عن طريق ولي نعمته، اخناتوش لتولي حقيبة السياحة. وها هو يحقق المعجزات، بالامس فضيحة الحج، واليوم فضيحة السفر الى الهند. خسئتم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى