قصة شقيقي تارودانت اللذان قتلهما الجوع والاهمال

ع اللطيف بركة : هبة بريس 

شهدت مدينة تارودانت يوم أمس الاربعاء 12 شتنبر الجاري، أكبر مأساة إنسانية يشهدها المغرب في الالفية الثالثة، بعد العثور على جثتين لشقيقين بداخل منزلهما الطيني بحي ” فرق الحباب” الاخت وجدت هيكلا عظميا في حين أن أخوها الاصغر وجدت جثته في مرحلة متقدمة من التحلل، بعد أن مكثا بدون أكل وشرب حتى تمكن منهما الموت ببطئ .

واقعة أثارث فايسبوكيا موجة اشفاق ثارة اعتبارا أن الجوع تمكن من الضحيتين، واستنكار لأن الجيران او السلطات المحلية لم يتمكنا من التدخل في الوقت المناسب لانقاذ أرواح قتلهما الجوع في قلب منزلهما.

الاخت الكبيرة المعيلة لأخيها المعاق 

يحكي بعض الجيران ل ” هبة بريس” ان الضحيتان كانتا يلازمان منزلهما، ليس كمن به عوز، يخرج يوما يمد أكفه في دروب المدينة، يستجدي محسنا، بل أن الضحيتان خصوصا الاخت كانت لا تفراق المنزل خوفا على أخيها الاصغر وهو من دوي الاحتياجات الخاصة، والذي كانت تعتني به بمجهوداتها وسط فقر مدقع ، استمرت السنوات على هذا الحال حتى تراجعت قواها خصوصا انها في الاربعينيات من عمرها لا يفصلها سوى سنوات عن عمر أخيها المعاق، عاشا حياة العوز مند الصغر بعد ان غادراهما والديهما قبل سنين.

– تدهور صحة الاخت ساهم في وفاتها

كانت الاخت الكبيرة، تعاني من وعكات صحية متثالية، ازدات تأثيرتها بسبب غياب العلاج وزيارة الطببب، وبقيت على تلك الحال، لكن مهما ذلك كانت تعيل شقيقها الاصغر وتسهر على راحته، حتى وافتها المنية أمام أنظار الاخ الاصغر، الذي منعه وضعه الصحي الحرج من تقديم المساعدة لمن خدمته مند الصغر.

الاخ الاصغر قتلته رائحة الجثة أكثر من الجوع

عثرت عناصر فرقة الشرطة العلمية، بمنزل الشقيقين، على جثة الاخت الكبرى عبارة عن هيكل عظمي بعد خمسة أشهر عن وفاتها، تلك الفترة من تحلل جسمها كانت كافية لاصابة أخيها بجراثيم قاتلة ملأت المنزل، زاد من حدتها عدم قدرته على التحرك وعدم استيعابه ما يحصل من حوله بسبب اعاقته الدهنية، وكان للجوع والعطش دور في وفاته بعد أخته لاشهر قليلة، وذلك بعد العثور على جتثه في وضعية تحلل.

الجيران غائبون واغلب الانتقاذات وجهت لهم 

بعد نشر ” هبة بريس” لخبر العثور على جثتين وانهما لشقيقين قتلهما الجوع والاهمال، انكبت جل التعليقات الى الادانة بشدة عدم تدخل جيران الضحيتين وتقديم المساعدة لهما خصوصا أنهما معوزين، بل هناك من شدد على معاقبة هؤلاء اعتبارا ان القانون الجنائي المغربي يعاقب من لم يقدم مساعدة لشخص في خطر، لكن إسم الحي يشفع لذلك ” فرق الحباب” حيت وقعت المأساة ولم ينع الجيران او الاحباب من وقفها وانقاذ الضريرين.

 قصة شقيقي تارودانت لا تشبه قصة الغني ” رود تشلد” 

تختلف قصة شقيقي تارودانت الذي قتلهما الجوع بسبب العوز والاهمال، عن قصة الثري اليهودي البريطاني ” رود تشلد” الذي كان يتوفر على غرفة كبيرة مليئة بالاموال، وكان حينها يقترض الحكومة البريطانية كلما احتاجت الى أموال، هذا الاخير دخل يوم الى غرفته وعن طريق الخطأ اغلق الباب عليه، وبقي يصيح و يصيح وبعد أسبوع توفي وسط أمواله، لكن قصة مأساة تارودانت غير ذلك كان باب المنزل في متناول أي من المحسنين او الجيران، يدقه فتخرج الفتاة تتسلم ما تسد بها رمقها  و يمكن لأي جمعية تعنى بالشخص المعاق ان تفعل المثل وتقدم العلاج والعناية الكافية للشقيق الاصغر، بل يمكن لمسؤولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ان يباشرو بناء منزل يليق بالشقيقين لشدة عوزهما، لكن لا شيء وقع من هذا مع الأسف .

– شيخ الحومة في قفص الاتهام

تحاول سلطات تارودانت، ان لا تتحول قضية الشقيقين الذان قتلهما الجوع الى فضية رأي عام وطني، لأنها ستنتهي بتحديد المسؤوليات وتوجيه أصابع الاتهام الى من كانوا وراء وقوع المأساة.

من المعلوم أن شيخ الحومة، له دور كبير في مراقبة أحوال المواطنين بشكل يومي، من أجل ايصال أشدها الى مسؤوليه للتدخل، وهي مسؤولية يتقاصمها مع قائد المقاطعة.

لكن هؤلاء الاعوان، لم يعد شغلهم الشاغل تفقد احوال العباد الصغيرة منها او الكبيرة، بل انهم يمتلكون دراجات نارية يراقبون البناء العشوائي والمشاغبين، متناسين دورهم الاساسي في الابلاغ عن الحالات الشادة من مواطنين يعيشون الجوع والعطش، المأساة تحيلنا الى سؤال عريض : من قتل شقيقي تارودانت هل الجوع أم الاهمال؟؟؟.

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. اللهم ٱرحمهم و ٱغفر لنا و لهم،أيقعُ هذا في زمن الإنترنيت و المهرجانات و الحفلات و التوشيحات و في بلد المسلمين؟إنا لله و إنا إليه راجعون

  2. انا لله و انا اليه راجعون.
    كم انت رحيم يا عمر ابن الخطاب، رضي الله عليك،ما تركت معوزا الا وقمت بواجبك اتجاهه.اما امتنا هذه و بلدنا هذه،و المسؤولين هؤلاء،شغلهم عُمر، ليس ليقتادوا بك بك،بل عمر اللامع،ليملأوا جيوبهم،
    فلك الله يا فقير هذه البلاد،اما العباد فلا حياء لما تنادي.

  3. اللهواكبر ادا دهبت اخلاقهم ذهبوا قاليك التنمية تبنيليهم سكن يليق بهم لاحولا ولاقوة الا بالله العلي العظيم .لاش الجيران حتهما في امس الحاجة الى يد العون المقدم الشيخ والمخبريين اولى عليهم المسؤولية والقاءد رءيس جماعة الله يرحمهما وجعلهم مع الصادقين والشهداء امين .وصلوا صلاة الجنازة على كل مسؤول منعدم الاخلاق الامان والظمير … السلام؟؟؟!.

  4. تصور لو وقع الأمر لمجرم معتقل بسبب عملياته الإجرامية ضد البشرية
    بل هل كان سيقع له ما وقع للهالكين في ظل العناية التي يلقاها من طرف مديرية السجون والجمعيات ….

  5. هل توجع قلبكم أيها الحكام إن يسألكم الخالق عنهم وعن غيرهم ماذا ستقولون ؟ نحن في المغرب نريد تقديم كل من كان له دور إلى العدالة ولم يفعل شيئ . وإن لم نحاسبكم لن تفلتوا من الحساب أمام الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى