“سوناكوس” في قفص الاتهام.. شركة تدار بالملايير و وضع “الزريعة” بالأكياس لم يتغير منذ السبعينيات

هبة بريس – الدار البيضاء

تم إنشاء الشركة الوطنية لتسويق البذور المعروفة بتسمية “سوناكوس” سنة 1975، وتعتبر شركة مجهولة الإسم ذات إدارة جماعية ومجلس مراقبة، وتخضع لوصاية وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه و الغابات بالمغرب.

ويبلغ رأسمال “سوناكوس” 160 مليون درهم، كما تجاوزت برسم الموسم الفلاحي قبل الماضي ميزانية التسيير لهذه الشركة 1 مليار و80 مليون درهم، بينما تجاوزت ميزانية الاستثمار 89 مليون درهم برسم نفس الموسم.

وتتلخص مهمة “سوناكوس” الرئيسية، حسب تقرير للمجلس الأعلى للحسابات، كما تحددها أنظمتها الأساسية، في اقتناء واستيراد واستغلال وتوضيب وبيع البذور و الشتائل والأشجار، أو أي جزء نباتي يستعمل لإعادة الإنتاج، كما يمكنها القيام بإكثارها.

وتجدر الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن أربع شركات خاصة تقوم إلى جانب شركة “سوناكوس” بتسويق البذور المعتمدة للحبوب الخريفية، إلأا أن هذه الشركة الأخيرة تستأثر بحصة 85 % من نشاط هذا التسويق.

تقرير قضاة جطو أكد أن مراكز شركة “سوناكوس” تستمر في العمل بمسار توضيب البذور يرجع للسبعينات من القرن الماضي دون أي تحسين في نموذج التشغيل، حيث أن بوادر نمو الشركة مع بداية مخطط المغرب الأخضر والاستثمار في مراكز جديدة، لم يتبعها تحديث عملياتها وإدخال تقنيات مبتكرة للرقي بمركز الإنتاج إلى مرتبة محطة بذور حديثة.

وفي الواقع، فقد صممت المراكز الجديدة على نحو المراكز القديمة، مع الإبقاء على المفهوم القائم على تسليم شبه كلي للإنتاج في أكياس، واللجوء المكثف لليد العاملة الموسمية لحملها وتفريغها.

كما تجدر الإشارة إلى أن التكاليف المتعلقة بالأكياس وباليد العاملة حسب الخدمة، وباليد العاملة اليومية، عرفت زيادة ملحوظة كبيرة خلال الفترة التي شملتها مراقبة المجلس الأعلى للحسابات، حيث بلغ قدرها الإجمالي حوالي 207 ملايين درهم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة الأكياس المستخدمة قد تسبب مشكلا، لذلك، فمراقبتها قبل الاستلام هو أمر بالغ الأهمية، خصوصا أن الأكياس تعتبر عاملا أساسيا في سلسلة الإنتاج، إلا أن استلام الأكياس المقتناة يتم على مستوى المراكز الجهوية التي لا يتوفر ممثلوها على الوسائل اللازمة لضمان احترام المواصفات التقنية المنصوص عليها في دفاتر التحملات التي يتم إعدادها أساسا على المستوى المركزي.

وفضلا عن ذلك، يستند هذا النظام على يد عاملة قادرة على حمل أكياس من فئة 100 كلغ، وذلك نظرا لغياب استخدام وسائل لوجستية ملائمة لهذا النشاط.

وفي هذا الصدد، لوحظت أوجه قصور من طرف قضاة المجلس الاعلى للحسابات فيما يتعلق بجانب سلامة العمل، حيث إن العمال يعملون بدون أدوات الوقاية(أقنعة، ونظارات، وأحذية، الخ)، وهم بذلك يكونون عرضة لمخاطر استنشاق منتجات تبخير ومعالجة البذور والضوضاء والغبار المنبعث من سلسلة آليات التوضيب غير المندمجة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحقيق غير مقنع، فقط من أجل كتابة شيء ما. لا يوجد أي إشارة للدور الفعال الذي تلعبه سوناكوس. أنتم تبحثون عن شراء لقمة العيش التي هي الخبز اليومي للمغربي بثمن لا يقل عن 12 درهم. اذهبوا و قوموا بعمل أجود و أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى