“رحلة العذاب” بين طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء…من المسؤول وماهي الجزاءات !!!

لا شك ان تداعيات فضيحة عملية العبور لهذه السنة لن تمر مرور الكرام على بعض الرؤوس التي يرتبط اشتغالها بنفس الموضوع ،خاصة وأنها دخلت يومها الخامس وسط سخط عارم لأبناء الجالية وذويهم الذين قضوا الليالي يتابعون تطورات الأوضاع في ميناء طنجة المتوسط عبر صفحات العالم الأزرق أحيانا وعبر المنابر الإعلامية أحيانا أخرى، في غياب تام للقنوات الرسمية التي إكتفت بتغطية عملية العودة إلى المهجر كمادة إخبارية خصصت لها ثوان معدودات فقط.
واقع الحال يحكي معاناة كبيرة لهؤلاء الذين قطعوا آلاف الكيلوميترات وكلهم أمل أن يعانقوا أرض وطن طالما تغنينا به ونحن في المدارس صغار، تغنينا به ونحن كبار، هرمنا لأجله ولا زلنا نردد   منبت الأحرار ، مشرق الأنوار ، كيف لا وهو ذاك التاج الذي وضعناه فوق رؤوسنا وصرنا نجوب به أقطار العالم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه دون أن نفرط فيه، معاناة المهاجرين هذه السنة يستحيل أن يصفها القلم مهما كان بليغا ويعجز أي لسان عن وصف إنعكاساتها على الصغار والحوامل والمسنين، فقد ضربت رقما قياسيا في الإستهتار بحياتهم ومصالحهم وصارت وصمة عار على جبين المسؤولين دون إستثناء لأنها بكل بساطة كشفت المستور وأظهرت للعالم بأسره عورات عباد المناصب الذين لا يهمهم سوى الإستوزار و”تاموديريت”.
“رحلة العذاب” هذا هو الوصف الحقيقي لعملية “مرحبا” التي يسترسل في التغني بها على شاشات التلفاز وخلال ملصقات إشهارية من الحجم الكبير نصبت في مختلف موانئ المملكة ومطاراتها ، بل تجاوزت الحدود وأخذت مكانها جانب نظيراتها الأوروبية دون حياء ولا خجل، في تحد صارخ لا يراعي أخلاقيات المنافسة وهي ترى بأم أعينها أن ميناء الجزيرة الخضراء فقط خصص خمس سيارات إسعاف وشاحنتين تابعتين للصليب الأحمر إضافة إلى طاقم طبي متميز يسهر على رعاية المسافرين، كل هذا لأجل المهاجرين المغاربة العابرين التراب الإسباني،زد على ذلك موانئ “موتريل” “ألميرية” وغيرهما واللذان لا تختلف الإستعدادات فيهما عن ميناء الجزيرة الخضراء،لكن في المقابل إذا قارننا إستعدادات مؤسسة محمد الخامس للتضامن سنجدها أقل بكثير من دولة الجوار إذ لا تتوفر سوى على سيارة واحدة رباعية الدفع ، أما الجانب البشري فحدث ولا حرج فهو لا يجيد سوى إستعمال مواد التجميل والظهور على شكل “دمى” لتكتمل الصورة الحقيقية لعملية العبور.
والغريب في الأمر ان تصريحات كانت قد صدرت عن مسؤول المؤسسة الذي”خرج عينيه” وأكد أستفاذة المسافرين من وجبات غذائية وقنينات ماء باردة في وقت يشهد فيه الجميع أن الأخيرة توارت وإختفت عن الأنظار تاركة وراءها آلاف العائلات دون طعام ولا شراب،وإن تحركت حقا فتحركاتها كانت جد محدودة ومجاورة لمقرها في الميناء.
“عبقري” آخر ليس له من الإبتكار سوى الإسم، دخل موسوعة “غينيس” من بابها الواسع حتى صارت جميع القنوات العالمية تتحدث عن “براءاته في الإهمال” وما آل إليه ميناء طنجة المتوسط من تسيب وفوضى في هذه المرحلة التي يشرف سيادته شخصيا على كشف أعداد المسافرين منه وإليه، فكيف لمسؤول بهذا الحجم ( مدير ميناء طنجة المتوسط) أن يسقط في فضيحة كهذه  وهو يعلم جيدا أن الأعداد التي دخلت التراب الوطني نفسها التي ستغادره في نهاية شهر غشت كي تلتحق بمدارسها ومقرات عملها، حيث أن الأمر لا يتعلق بكارثة طبيعية مفاجئة بل مناسبة سنوية تتطلب الإستباقية والتوقع لإثبات حسن النية ومطابقتها لبروپاگاندا عملية “مرحبا” التي ترصد لها مبالغ مالية مهمة.
ولا تفوتنا الفرصة كذلك لنذكر بعض الجهات وعلى رأسها شركة “طيمسا” التي يعلم الله وحده عن خبايا دفتر تحملاتها في هذه الصفقة المشبوهة التي تحصد بموجبها ملايين الدراهم وهي في واقع الأمر لا قيمة مضافة لها في هذا الميناء سوى منع المواطنين من توثيق هذه اللحظات العصيبة بكاميرا هاتفهم النقال ( تتوفر هبة بريس على فيديو مشاداة كلامية  بين مهاجر مغربي وأحد حراس الأمن الخاص لطيمسا) ، فعوض العمل على تنظيم العملية وضمان حماية المسافرين الذين تكدسوا داخل سياراتهم ليلا، صرح بملئ فمه أنه ينفذ التعليمات بمنع التصوير دون أن يعطي مبررات أخرى.
إن ما جرى في ميناء طنجة المتوسط ومحيطه ليس إلا جزءا يسيرا من الإختلالات التي يشهدها المغرب، ففي كل مرة تتفجر فضيحة جديدة وإن إختلفت ظروف زمكانها فهي لا تعبر إلا عن الوجه الحقيقي لبعض المسؤولين الذين بدأوا يتقاذفون الكرة المستعرة بينهم على خلفية هذه الفضيحة علها تجد كبش فداء “صغير” لتقدمه قربانا بعد هدوء العاصفة، ومما يؤكد هذا الإدعاء هو الزج بعناصر الدرك الملكي يوم أمس ومحاولة وضعهم في الواجهة وكأنهم السبب وراء هذه الكارثة ، في وقت رصدت فيه (هبة بريس) من عين المكان التعزيزات الكبيرة لهذا الجهاز العسكري الذي جيئ بها خصيصا لتنظيم العملية على مستوى مداخل ومخارج الميناء دون كلل ولا ملل.
فلا مجال إذن لتضليل الرأي العام ومحاولة تصدير الأزمة إلى خارج الميناء،فالدرك والجمارك والأمن بريئون من كل هذا براءة الذئب من دم يوسف، وكل ما يجري من مصائب الميناء المتوسطي هو نتاج مخططاتكم الفاشلة البعيدة كل البعد عن التسيير المعقلن لمرفق كبير إسمه “الصراط الغير المستقيم”

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. مزيان لكم، لماذا لا تقاطعون المغرب حتى يهتم المخزن بكم وليس فقط باموالكم التى هي على شكل عملة صعبة.

  2. في النشرة الإخبارية لدوزيم لمنتصف يوم الأحد لم يظهروا حالة الانتظار وطوابير السيارات بالميناء، بل اقتصروا على روبورطاج باحة لاستراحة تبعد خمسين كيلومتر عن الميناء، وفي الأخير قدمو تصريح لإحدى العاملات بالزي العسكري وهي تقول وتردد ان كل شُيء جيد وقالت بالحرف الحالة جيدة جدا. لماذا هاذا التضليل والكذب على المواطننين، فعملية العبور هاته السنة كارثية بامتياز وضحاياها عمالنا المغاربة بالخارج.

  3. قبل كل شيئ أود ان أشكر جريدتكم المحترمة على إهتمامها بهذا المشكل وخاصة كاتب المقال الذي أتابع جميع مقالاتة الذي يدافع فيها عن مشاكل الجالية وخاصة في إسبانيا عكس بعض الجرائد التي شبهتنا بالقطيع .
    أتكلم بصفتي أحد العابرين للميناء المتوسطي يوم الجمعة المنصرمة من حيث الجانب الأمني أقسم بالله لم يكن هناك أي تقصير فالدرك الملكي بين الفنيدق والميناء كان حاظرا بمعنى الكلمة مع بعض القواة المساعدة أما داخل الميناء فقد أثار إنتباهي كثرة الأمن الخاص وتفوههم بكلمات نابية و فاحشة أمام المسافرين لطرد بعض المتسلقين من الشبابيك أما في ختم جوازات السفر فلم يكن هناك اي تقصير أو تأخير فقد ختمت الجواز دون الترجل من السيارة وفي سرعة البرق أما الجمارك فلم أتأخر ولو دقيقة المشكل في الميناء لم يكن أمنيا والله على ما أقول شهيدا وحتى لاأنسى فكان هناك توزيع لقروراة المياه والخبز أما بخصوص مؤسسة محمد الخامس فقد لاحظت كثرة المساحيق في وجوه بعض العاملات وضعف التسيير أتمنى إيجاد حلول لهذا الأكتظاظ وشكرا أرجو النشر.

  4. ماذا تنتظرون من قنوات الصرف الصحي التي نؤذي نحن المواطنين ضريبتها ؟ فقد إكتفت بنقل الخبر وتصريحات العام زين كل مرة.
    اما الحقيقة المرة فكانت خارج تغطية العديد من الصحف والجرائد باستثناء بعضها التي لها غيرة على هذا البلد وأولها هبة بريس .
    أتمنى لكم مزيدا من التوفيق والعمل لنقل الصورة الحقيقية وتوعية المهاجرين بحقوقهم وواجباتهم تستحقون التقدير والمتابعة.

  5. يجب فتح تحقيق عاجل في هذه المهزلة التي عيرتنا بها السلطات الإسبانية في ميناء الجزيرة، وقالوا لنا هذا هو بلدكم ومسؤوليكم فنحن نقوم بما يلزم دائما ونتحداكم أن تقولو أن ساعات الإنتظار هنا تتجاوز أربع ساعات في فترة الدروة.
    وفعلا عندهم الحق عمرنا ما وقع لينا هذ الشي تما .
    يجب فتح تحقيق وإعفاء كل المسؤوليم من ميناء المتوسط كي يكونو عبرة للآخرين ممن سيخلفونهم.

  6. إذا قامت كل الأجهزة بدورها كما يجب ما عدا طيمسا و مؤسسة التضامن فيجب محاسبة مسؤولي هذين الجهازين الذين كان عليهم إنجاح عملية مرحبا بدل تكريس السخط و الغضب لدى الجالية

  7. يجب محاسبة المسؤولين الكبار عن هذه الفضيحة وعدم تقديم أكباش فداء قربانا .لا يعقل لدولة تسعى إلى تنظيم المونديال لا تستطيع تنظيم عملية العبور لأبنائها المهاجرين، فكيف لها بتنظيم ملايين الجماهير التي تحج لمشاهدة المونديال. كونوا تحشموا شويا قبح الله سعيكم.

  8. المخزن لايعتبركم بشرا ولا يعير تهديداتكم , لانه يعلم إنكم تغضبون وترغدون وتزبدون، وعدا ستنسون. وبعد غد ستصيبكم نفس المشاكل ، وستقولون: الله أدير تأويل….
    بعد الإخوة يوقعون مداخلاتهم ب مهاجر. يا اخي انت لست مهاجرا، انت مهجر، وشكرا

  9. قبطانية الميناء والأخ العبقري لم يقوموا بواجبهم الشغل كبير عليهم عطيوهم شي مرصى صغيرة مارينا اما الميناء المتوسطي خصو الأذكياء لي ماكاينعسوشي.

  10. أما الجانب البشري فحدث ولا حرج فهو لا يجيد سوى إستعمال مواد التجميل والظهور على شكل “دمى” لتكتمل الصورة الحقيقية لعملية العبور.
    والله صدقت ‘ باربي’ مسكينه ضحكوا عليها، لبسي المسخوطة راكي غادية لجهنم الى ماتبت، لا دين لا دنيا كولو لينا غير اش عندكوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى