بنشعبون .. “من العود للوزارة”

عين الملك محمد السادس، الاثنين المنصرم، مدير البنك الشعبي محمد بنشعبون، وزيرا للاقتصاد والمالية، خلفا للوزير المقال محمد بوسعيد.

بنشعبون الذي تخرج من المدرسة الوطنية للاتصالات في باريس في عام 1984 و شغل بعض المناصب، قبل أن يتم تعيينه سنة 2008 مديرا تنفيذيا بمجموعة البنك الشعبي، أبان عن ضعفه الكبير في المضي أماما بهذه المؤسسة البنكية، كما أكد على عدم أهليته بالمنصب الذي عين به.

خبر تعيين بنشعبون، أحدث مفاجأة أشد من مفاجأة إعفاء سابقه، على اعتبار أن الجميع كان ينتظر ترشيح رئيس الحكومة لاسم مناسب وكفاءة معروفة من حزب سياسي ينتمي للاغلبية، لشغل منصب الوزير المعفي بوسعيد.

تعيين شخصية تكنوقراطية للاستوزار بحكومة العثماني، وبالوزارة التي حارب حزب التجمع الوطني للاحرار في شخص رئيسه السابق صلاح الدين مزوار للحصول عليها، كشرط للانضمام الى حكومة بنكيران السابقة بعد انسحاب الاستقلال، طرح اليوم مجموعة من التساؤلات وفتح الباب لعدد من التأويلات، خصوصا بعد اعلان انضمام بنشعبون الى حزب أخنوش مباشرة بعد تعيينه.

وتحت شعار “الله ينعل اللي يخلي بلاصتو نقية”، غادر بنشعبون منصبه بإدارة البنك الشعبي، تاركا وراءه تاريخا أسودا مرتبطا باسم “البنك الشعبي” وسجلا حافلا بالاخفاقات والفضائح لدى عدد من المغاربة، الذين قاموا بنقل حساباتهم المالية منها نحو بنوك أخرى، بعدما جعل من الزبون “عبدا” وليس “ملكا”.

آخر فضائح البنك المذكور، تمثلت في فراع شبابيكها الآلية من النقوذ، قبيل عيد الأضحى، وذلك بعدما تعمد مسؤوليها عدم ضخ أموال كافية لفائدة المواطنين، الذين كان ينتظر أغلبهم ليلة العيد للتوصل برواتبهم الشهرية وشراء الاضاحي.

فراغ الشبابيك الآلية للبنك الشعبي من الأموال وغياب السيولة الكافية، ليس بالأمر الجديد أو بالحدث الطارئ الذي وقع بسبب الضغط الكبير على الابناك من قبل المواطنين، حيث أن زبناء بنك “الحصان” ألفوا واعتادوا فراغ الصرافات الآلية من أموالهم نهاية كل أسبوع أو خلال المناسبات الدينية و الوطنية.

حرمان الزبناء من نقوذهم، ينضاف الى فضيحة الاقتطاعات المستمرة للبنك، الذي أصبح يقتطع لعدد من زبنائه مبلغ 37 أو 39 درهما كل مدة، بدعوى التأمينات وغيرها.

يقال بالعامية المغربية “فلان من الحمارة للطيارة”، واليوم نقول “بنشعبون من العود للوزارة”، هذا الوزير الجديد الذي لم ينجح في قيادة حصان “البنك الشعبي” وجعل من هذه المؤسسة البنكية واحدة من أسوأ المؤسسات البنكية الوطنية، بسبب ضعف خدماتها، وكذا غياب العامل التواصلي لدى مسؤولي فروعها من أكبرهم إلى أصغرهم، تم تعيينه اليوم بمنصب من أهم المناصب بالحكومة.

بنشعبون الذي سقط من “حصان” البنك الشعبي واقفا، بعدما اعترضته أيادي أمينة مكنته من الاستوزار والحصول على واحدة من أهم الوزارات في الحكومة المغربية، في رمشة عين، -ودونما تدخل من الجهات التي كان يفترض فيها وينتظر منها استغلال سلطتها ومنصبها وفي مقدمتها رئيس الحكومة، لاقتراح اسم وزاري مناسب للمنصب-، سيفشل لا محالة في منصبه الجديد كما فشل في القديم.

بنشعبون الذي سقط من “حصان” البنك الشعبي وارتمى في أحضان “الحمامة”، يعي أن الفروسية ليست كالطيران، ومتأكد تمام التأكد أن السقطة القادمة ستكون أشد وأصعب، في حال أراد لعب دور القائد في الوزارة ولم يستعن ب”الطيار الأول” في الحزب وصاحب القرارات المصيرية والمهامات الصعبة بالحكومة في مهمته الجديدة. فهل ستشهد الوزارة زلزالا جديدا قبل متم السنة أم سيتوفق “قائد” الحكومة في الإبقاء على بنشعبون؟

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. اكبر بيروقراطية كاينة في البنك الشعبي و تعقيدات
    ادا كان هدا هو اللي غا يصلح الاقتصاد قراو الفاتحة على البلاد

  2. الوزير يجب ان يكون من الاغلبية البرلمانية اي انه برلماني صوت عليه الشعب واراده الشعب لانه في هذه الحالة سيدافع عن الشعب ولن يدافع عن مصالحه هو ومصالح اقربائه كما انه سيعلم انه لو اخفق في عمله فسيحاسبه حزبه حسابا عسيرا والشعب سيحاسب ذلك الحزب في الانتخابات القادمة وسيفقد ثقة الشعب ولهذا فالحزب سيختار البرلماني الصادق والكفا لكي يتحمل منصب وزير لان منصب وزير هو منصب كبير جدا وهو الذي يقرر في مستقبل الامة على المدى البعيد والقريب

  3. رئيس الحكومة ما جابوه غير باش يحكموه ويديرو به مابغاو .مهمته الاولى خلط زيت المصباح بالماء لكي ينطفئ وخلق الفتنة داخل الحزب لعزله عن محيطه وتفريقه شذر مذر واتخاذ قرارات لا اجتماعية ليسخط عليه كل المغاربة ليصل مفلسا مذموما مدحورا الى انتخابات سابقة لاوانها.
    اما اختيار بن شعبون اللا شعبي الفاقد لكل الصفات والمواصفات وبعد ان اعطوه اجنحة ليطير مع الحمام ليصبح وزيرا مسيسا !!!!لاحدى اهم الوزارات والتي كان فيها كما اكد بنعرفة مجرد ساعي يريد كعادته منصب بنشعبون في البنك الشعبي سيعوضه فيه احد المقربين والصدقة في المقربين اولى ليطير صاحبنا الى وزارة المالية والطيور على اشكالها تقع وقد جاء هذا متزامنا مع اعفاء كاتبة الدولة في الماء والزغاريت بدون علم حزبها فالهدف منه خلط الاوراق وخلق ازمة داخل الاغلبية الا للتعجيل باسقاط الحكومة بعد ان
    يقاطعها وينبذها كل المغاربة ويطالبون برحيلها ربما لاعلان حكومة التقنوقراط وهذا هو بيت القصيد.
    بالمناسبة سمعنا ان فصلا في الدستور يربط المسؤولية بالمحاسبة.اين هي محاسبة مساخيط الملك؟ واقالة بوسعيد كانت لنفس السبب . اين هو بوسعيد؟ لقد ذهب لاستثمار امواله وعلاقاته ليصبح اخنوش اخر لقد ادى دوره وانتهت مسؤوليته كما حدث مع مزوار ولتعويضه عن منصبه السياسي!!!والوزاري اصبح رئيسا للباطرونا .هذا هو المغرب الذي فقد فيه المغاربة كل امل في المستقبل. مغرب يزداد فيه الغني غنى والفقير فقرا. حذاري كاد الفقر ان يكون كفرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى