سطــات وأجواء العيد.. الشّناقة وأصحاب الصّنك والفوضى العارمة


إنها عاصمة الشاوية القلب النابض اقتصاديا وفلاحيا بإقليم سطات، بحكم طابع المنطقة الفلاحي واعتماد أصحابها على تربية المواشي والزراعة البورية باعتبارها مطمورة الشاوية، يبقى عشق “التّسوُّق ورحبة البهائم” من مميزات ساكنتها الكرماء الذين يشدون الرحال نحو الأسواق الأسبوعية قاطعين المسالك الوعرة لقضاء مآربهم.

النموذج هنا من قلب المدينة وبالضبط من سوق “السبت للمواشي” هذا المرفق العمومي الذي يعتبر من الموارد الهامة التي تضخ مداخيلها في صناديق ميزانية الجماعة الحضرية، إلا أنه يعاني الويلات تجعل الولوج إليها صعبا، حيث يكثر الغبار المتطاير والروائح النثنة صيفا، والبرك المائية والأوحال شتاء، مما يتسبب في صعوبة بالغة في عرض البضائع والسلع، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية ضرورة تخصيص جزء من مداخيل هذا السوق لتجهيز فضاءاته، وتزويده بكل الحاجيات الأساسية، وتنظيمه وتأمينه، وذلك من أجل توفير الظروف المناسبة لعملية البيع والشراء وحفاظا على صحة المستهلكين، إذ أنه وبعد الانتهاء من التسوق يتحول هذا الفضاء إلى مزبلة تتقاذف الرياح بكل المخلفات من أكياس بلاستيكية وأزبال أخرى.

أصحاب الصّـــــــنك يفرضون حظر التنقل تزامن وأجواء عيد الأضحى

بمجرد مرورك من الشارع المقابل للسوق الأسبوعي الذي يتواجد بالقرب من المجمع الصناعي وبعض المؤسسات التعليمية، حتى يستوقفك حاجز حديدي يترأسه مجموعة من الشباب لا يتركون للسائقين فرصة للحديث ماعدى ارغامهم وبأسلوب سلطوي على أداء واجبات المرور وكأنهم يفرضون حالة من التجوال، مع العلم أن الكثير من أصحاب السيارات لم يلجوا باب السوق أصلا ولم يقوموا بالتسوق داخل أروقته ذنبهم الوحيد هو مرورهم من هذا الشارع.

وتساءل العديد من المواطنين المتضررين الذين تم توقيفهم مرات عدة من أجل مطالبتهم بأداء واجبات “الصنك”، تساءلوا عن سبب غياب مراقبة صارمة من لدن الجهات المعنية التي سمحت لهؤلاء الأشخاص بعرقلة حركة السير ومضايقة المواطنين وإخضاعهم وإذلالهم لأداء واجبات لجبايات هم في غنى عنها.
فإذا كان دفتر التحملات يلزم مكتري مرافق السوق الأسبوعي بأن يتقيد به، ولا يتعدى الاستخلاص بهذا الأخير، فإن معظم المواطنين من ساكنة الأحياء القريبة من مكان انعقاد الأسواق تتفاجأ بأناس يقيمون حواجز بالقرب من منازلهم لاستخلاص”الصنك” الشيء الذي يعد خرقا سافرا للقانون، وآخرون يستخلصون الجبايات على أراض تابعة للخواص، دون تسليم أي وصل. ليبقى السؤال مطروحا حول مصير هذه المداخيل المالية الهامة ومن الجهات المستفيدة منها، وما هي مبررات ذلك، مادام الاستخلاص في هذه الأماكن، لم يكن مدرجا بدفتر التحملات الخاص بكراء مرافق السوق الأسبوعي؟

الشّــــــناقة.. بيع بالــــمزاد وسيطرة على مجريات السوق

“عنداك الشّناقة..” عبارات تصادف المرء وهو في طريقه لولوج هذا المرفق العمومي من أجل اقتناء أضحية العيد، عبارات تحمل في طياتها إشارات تحذيرية من سقوط المرء في قبضة هؤلاء المحترفين.

فحسب شهادات بعض الفلاحين فإن هذا الفضاء تحول إلى مكان تسوده الفوضى بسبب كثرة الشناقين الذين يمارسون ابتزازات و مساومات على العارضين لإجبارهم على بيع معروضاتهم تحت طائلة البيع بالمزاد العلني مساهمين في الرفع من لهيب الأسعار بطرقهم الاحتيالية، إذ ينطلقون في تبادل المعلومات المتعلقة بالأسعار فيما بينهم هاتفيا، وبعدها يلجؤون إلى شراء أعداد كثيرة من الأكباش في الساعات الأولى من الصباح ليعيدوا بيعها إلى المواطنين، وقد تباع الأضحية لأكثر من مرة واحدة، و يسلك بعضهم أسلوب الشنق الاحتيالي في بعض الأحيان حيث يعمد إلى إضفاء نوع من الجودة المزيفة على خرفانهم.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. في مثل هذه الفترة من كل سنة ,للأسف تصير شوارعنا كمطرح للأزبال وهذا سببه العشوائية وعدم التنظيم

  2. يجب توفير حاويات القمامة بوفرة في جميع المدن تفاديا للفوضى التي تعم شوارعنا بعد ذبح الأضاحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى