موقف إسبانيا من إغلاق معبر مليلية للتبضع إستعمار أم إستحمار !!!‎

في خطوة إعتبرها المغاربة ب”الجريئة” أقدمت السلطات المغربية على وضع حد نهائي لظاهرة التهريب المعيشي عبر المعبر الجمركي مليلية المحتلة الذي إفتتح في وجه البضائع والسلع المهربة منذ ستينيات القرن الماضي بطلب من الرباط.

إغلاق المعبر في خطوة أحادية الجانب من المغرب وصفته السلطات الإسبانية ب”العمل العدواني” نظرا لما يكتسيه من أهمية قصوى في إنعاش إقتصادها الوطني وتخريب إقتصاد الجار الذي خسرت شركاته الوطنية مليارات السنتيمات جراء مقاطعة بعض المنتوجات وإستبذالها بمنتوجات إسبانية أخرى خاصة بمدن الشمال كطنجة وتطوان إضافة إلى الحسيمة والناظور.

وبما أن هذا الإجراء المفاجئ ضرب في الصميم المصالح التجارية للجارة الشمالية ووضع ساستها في موقف محرج تجاه ساكنة المدينة والإدارة المركزية،فقد سارعت إلى إتخاذ موقف له تداعياته سياسيا ولا يستخدم إلا في حالات الإستفزازات بين الدول،متناسية بذلك أن للمغرب سيادته وله الحق في وقف نزيف التهريب الذي يضر إقتصاده وقتما شاء وبالطريقة التي يريد دون لزومية إخبار الطرف الآخر،وإلا فسنكون أمام “إستحمار”عفوا إستعمار جديد خرج من الأبواب ودخل عبر النوافذ.

علاقة بالموضوع ذاته ووصف خطوة حماية الإقتصاد الوطني فقط ب”العمل العدواني” كيف سيكون موقف إسبانيا إذا ما تم إدراج ملف إسترجاع سبتة ومليلية والجزر الجعفرية إلى حظيرة الأم في الإجتماعات الدورية التي يعقدها الجانبين؟ فحتما ستكون ردة الفعل أكثر عدوانية من سابقتها، فقد تصل إلى دق طبول الحرب كما وقع في جزيرة “ليلى” المتاخمة للحدود بمنطقة “بنيونس” ضواحي مدينة الفنيدق،حيث الألطاف الإلهية حالت دون أي تصعيد عسكري بعدما هاجمت القوات الإسبانية عناصر قواتنا المسلحة الملكية في جنح الظلام واعتقلتهم في مشهد اقل ما يمكن أن نقول عنه ب”المهين” بل واقتادتهم نحو الحدود المغربية وسلمتهم للسلطات على أساس أنهم مهاجرون غير شرعيين، وتلك حقيقة مرة يجب أن نعترف بها ونحكيها للأجيال الصاعدة كي تعلم مدى “الحگرة” التي يتعامل بها الفأر الأوروبي تجاه من يحمي حدوده من إكتساح آلاف الأفارقة ،في حين لا يحرك ساكنا واحدا تجاه البوارج البريطانية التي تصول وتجول في مياهها ذهابا وإيابا نحو مستعمرة “جبل طارق” الذي تسيطر عليه.

قرار السلطات المغربية بمنع أي نشاط تهريبي إنطلاقا من مليلية وتحويله نحو ميناء الناظور هو موقف سيادي بامتياز ونقطة تحول جديدة في نظرة الآخر إلينا، إضافة أنه قرار يجب إتخاذه منذ وقت طويل وتعميمه على باقي النقط الحدودية الأخرى وأقصد سبتة المحتلة التي أزهقت فيها أرواح الأبرياء من النساء أو ما يحلوا للبعض تسميتهن بضحايا “الخبز” اللائي أحدثن ضجة إعلامية واسعة النطاق وشكل موتهن ما يشبه كرة ثلج تتقاذفها السلطات فيما بينها حتى تذوب وتختفي إنعكاساتها الوخيمة لتصير قطرات غيث تمر بردا وسلاما على بعض الرؤوس.

إذن هي ردة فعل إسبانية تعبر عن الضرر الذي تكبدته خلال أيام فقط ،فكيف للمغرب أن يسمح بتخريب إقتصاده لأجل عيون إسبانيا،في حين أن الأخيرة تمنع دخول “الشباكية” و”الكسكس” إلى أراضيها بذريعة عدم توفرها على شروط السلامة الصحية للمستهلك.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. عين العقل.فهل يستطيع ساستنا ان يكونوا اكثر شهامة ورجولة هذه المرة ويردوا الصرف لاسبانيا عن اهانتنا في جزيرة ليلى؟فالتراجع يعني من اننا شماتة

  2. يجب أن تحاصر هذه المدن حتى يمل الإسلام ويرحلوا احسن من يرحلوا بطريقة أخرى أكثر تكلفة

  3. العمل الذى قام به المغرب في هذا الصدد من ناحية هو جيد لأنه قام بحماية الاقتصاد الداخلي نوعا ما ولاكن مناحية أخرى ليس جيد لانه كان يجب على المغرب ان يوفر فرص الشغل قبل القيام بهذا الإجراء مع العلم أن آلاف من العمال الفقراء كانو يشتغلون في هذه المهنة (التهريب)ويبقى السؤال الذي سأوجهه للسلطة المحلية والجهوية والمركزية هو أنه هل فكرتم قبل إتخاذكم هذا القرار في مصير هاؤلاء الفقراء والعمال الذين يمتهنون هذه المهنة؟ أو بمعنى آخر هل دشنتم معامل لتعويض هاؤلاء العمال عن فقدانهم للشغل؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى