“رحالة بوهالة” في مخيم محظور على ضفاف وادي أم الربيع بأزمور

تقاطر، منذ الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، العشرات من أفراد مجموعة تطلق على نفسها “رحالة بوهالة”، قادمين من مختلف مدن وجهات المغرب، على ضفاف أم الربيع بتراب دائرة أزمور، بإقليم الجديدة، تلبية لنداء نشره زميل لهم من مدينة أزمور، على صفحته الفايسبوكية الخاصة. حيث أقاموا مخيما في المكان المحدد.

وقد خلق هذا التجمع غير المرخص له، حالة استنفار لدى السلطات الإقليمية والمحلية والدركية، والأجهزة الأمنية الخاصة.

وحسب مصدر مطلع، فإن أفراد مجموعة “رحالة بوهالة”، وهم من “محبي الطبيعة”، تنقلوا في رحلة لم تكلفهم سوى “صفر دهم”، على متن وسائل نقل خاصة، وقطعوا المسافات الطويلة، قادمين من الجهات الأربعة، ب”الأوطوسطوب”، محملين ب”ساكضوات”، وبأواني الطبخ، وآلات موسيقية غربية، عبارة عن “غيتارات”.

وقد كان وصول الطلائع الأولى من المجموعة، في حدود الساعة السابعة من صباح السبت الماضي، قبل أن يزداد عددهم بمرور الوقت، ليتجاوز ال100 فردا.

هذا، وقد اتخذ “محبو الطبيعة” من ضفاف وادي أم الربيع، في شطره الذي يمر على مقربة مما يعرف ب”السد”، بتراب المجالين اللذين يعرفان ب”الجامعي” و”الصفريوي”، مخيما عشوائيا، بعد أن نصبوا خيمهم، وأثبتوا عند مدخل تجمعهم لافتات، كتبوا عليها بألوان مختلفة عبارة “نحب الصيف”، وشعارهم “رحالة بوهالة” (..).وقد كانوا يعتزمون قضاء عطلة نهاية الأسبوع، السبت والأحد الماضيين، في الطبيعة، على ضفاف نهر أم الربيع.

وقد خلق هذا التجمع غير المرخص له، حالة استنفار لدى السلطات الإقليمية والمحلية والدركية، والأجهزة الأمنية الخاصة. حيث تدخلت السلطة المحلية، ممثلة في رئيس دائرة أزمور، وقائدي قيادتي أولاد رحمون وسيدي علي بن حمدوش، وسمحت لهم بقضاء أوقاتا ممتعة في الاستحمام في النهر، وفي الغناء تحت أشعة الشمس الحارقة، وأمهلتهم إلى غاية الساعة الثامنة مساءا، من أجل تفكيك المخيم، ومغادرة المكان، بعد أن أشعرتهم بمنع المبيت وقضاء الليل في هذه المنطقة، طبقا للقانون.

وبحلول الموعد المحدد، أحضر المتدخلون من السلطات حافلتين للنقل العمومي والحضري، أقلتا أفراد مجموعة “رحالة بوهالة”، الذين كان ضمنهم عدد محدود من العنصر النسوي، إلى مدينة أزمور، حيث تم تدبير أمر سفرهم ونقلهم إلى المدن والجهات التي قدموا منها.

هذا، فإن أفراد هذه المجموعة، الذين هم من “محبي الطبيعة”، قد استجابوا لنداء زميل لهم من مدينة أزمور، نشره على صفحته الفايسبوكية. وهم بالمناسبة يتواصلون فيما بينهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وسبق أن نظموا في مناسبات عديدة، تجمعات ومخيمات في الطبيعة، في مناطق مختلفة من المغرب.

إلى ذلك، فإن مجموعة هؤلاء الشباب الحالمين بحياة وردية، تمتد جذورها من وإلى أحضان الطبيعة، يذكروننا في نمط تفكيرهم وسلوكاتهم وحياتهم، بحركة “الهبيين” من المناهضين السلميين، التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، احتجاجا على الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على فييتنام.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. سبحان الله بكثرة ما أن هذه الدول غارقة في الأخطاء ضد الشعب أصبحت مرتعبة من أي تجمع ومرتعبة من أن يتور ضدها أي تجمع. غارقة في الخوف لأنها لم تصفي معاملاتها مع الشعب عبر السنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى