قــــشبال.. مــــوت فنان غاب عن جنازته مسؤولو وزارة الثقافة “فيديو”

قشــــــبال وزروال ثنائي الفكاهة والمرح، جمعتهما القرابة العائلية قبل حب العمل، ظلت علاقتهما لعقود من الزمن تنطوي على روايات وقصص وحكايات لا تنتهي، بل ستبقى خالدة في أذهان كل من عايشوا فترتهما، وهما يطلان على جمهورهما من بين ثنايا شاشة تلفزية بالأبيض والأسود، أو من خلال متابعتهما المباشرة وهما يلامسان آلة الوتار والبندير مازجين بين فن التراث الأصيل والحكي الرزين الذين يحمل في طياته الكثير من العبر والدلالات والحكم، تلك هي قصة الثنائي الرائع قشبال وزروال التي امتدت لعقود من الزمن قبل أن تتعطل عقارب مسيرة حياة قشبال المدعو “علي بشار” ليوارى الثرى بمقبرة الطويجين بعد سن فاق 80 سنة، في جنازة مهيبة حضرتها ساكنة مدينة سطات وغاب عنها المسؤولون وخاصة من بني جلدته من فنانين ومسؤولي وزارة الثقافة، ليبقى ابن أخيه زروال ورفيق دربه وحيدا يعيد نسج خيوط حكايات مضت ولم تبق معها سوى الذكريات الجميلة.

وكان الفنان “قشبال” قد لفظ أنفاسه الأخيرة صباح يوم الخميس بمنزله بحي السماعلة بمدينة سطات عن سن فاق 80 سنة بعد صراع مع المرض فاقت 5 سنوات.

ويعتبر “قشبال” من أعمدة الفن المغربي الأصيل وهرم في الفن الشعبي والكوميدي وأيقونة فريدة من الفن الشعبي الوثري، اشتهر بالكوميديا والعزف على آلة الوتار ، وهو من أبرز الفنانين الذي أثثوا المشهد الفني المغربي في مجال الكوميديا، بعد تقديمه للعديد من العروض الفنية الثنائية رفقة زروال، وهو الثنائي الذي اشتهر بإبداعاته الكوميدية في مرحلة السبعينات والثمانينيات، مازجا بين النكتة والفرجة باعتماد الوتار والدف وبالكلام الموزون الخالي من الحشو والرداءة حتى سمي الثنائي قشبال وزروال بفناني العائلات اللذان كانا يجسدان الوطنية من خلال لباسهما التقليدي والكلمات الموجهة والهادفة

بدأت مسيرته الفنية و الفكاهية رفقة ابن أخيه “زروال” سنة 1952، بعدما قدم رفقته من منطقة أولاد بوزيري إلى سطات، في إطار الحلقة، قبل الانتقال لتسجيل أسطوانات انتشرت على نطاق واسع على المستوى الوطني، فسطع نجمهما في مجال الفكاهة، في إطار ثنائي يعرض قضايا المجتمع المختلفة في قالب هزلي، شاركا في العديد من المهرجانات والحفلات على الصعيد الوطني وكذا خارج ارض الوطن بأوروبا والمغرب العربي، بالإضافة إلى السهرات التلفزيونية، فقد كانا حقا فنانا التلفزيون الأوائل إبان انطلاق البث التلفزي بالأبيض والأسود، فلم تكن تخل أي سهرة من السهرات المقررة أسبوعيا من تواجدهما، و كان المرحوم” قشبال” رائعا في إبداعاته و ارتجالاته كعادته يخترع النكتة من أي حدث و من أية فكرة، وكانت العروض الفنية الفكاهية التي يقدمها قشبال وزروال ، على شاشة التلفزة الوطنية لعدة سنوات ، والتي تركز بشكل خاص على النزاعات العائلية والهجرة القروية، تنال إعجابا واستحسانا كبيرين لدى فئات عريضة من المجتمع ، كما سبق تكريمه من طرف جمعية المغرب العميق سنة 2013 وسنة 2017.

أدار الفنان الكوميدي ” قشبال” وجهه للتراب لملاقاة ربه، تاركا وراءه إرثا ورصيدا ثقافيا وتراثيا، وعائلة وأبناء كبارا وصغارا وأحفادا، كرس حياته لتربيتهم تربية دينية وضمن لهم تعليما جيدا مكّنهم من تقلد وظائف عديدة في الوظيفة العمومية.

ويذكر، أن الراحل استقبل في وقت سابق ” طاقم هبة بريس” بكل تواضع، وصدر رحب، ووجه بشوش، وكرم للضيافة، وابتسامة تعلو محياه للنبش في ذاكرتهما معا رفقة ابن أخيه زروال، ضمن لقاء حاول من خلاله الراحل تقديم نبذة تاريخية عن مدينة سطات وسر تسميتها بهذا الإسم حيث قال: “هذه المدينة التي كانت تسمى في السابق “الزطاط”، فبحكم موقعها الاستراتيجي الذي يربط شمال المغرب بجنوبه، تحولت المدينة الى مركز تجاري مهم، وكان التجار عادة ما يلجؤون إلى أشخاص يدعون “الزطاطة” لتسهيل وتأمين عبور القوافل التجارية. تفاصيل أخرى ضمن هذا الفيديو التي سبق وأن أجرته معه “هبة بريس”.

 

https://www.youtube.com/watch?v=T04dxqXU36M

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. لو كان شي واحد غني لكان حظرت الوزارة بأكملها لكن هذا مجرد فنان ماعندوش ومع ذلك كان يدخل البهجة والسرور لمنازلنا, الله يرحمك ويجعلك من أهل الجنة إن شاء الله

  2. بالفعل لي ماعندو فلوس كلامو مسوس هادي هي حقيقة بلادنا للأسف, الله يرحمه ويوسع عليه

  3. للأسف فقدت ساحة الفنية أحد ركائز الكوميديا المغربية اليوم, الله يرحمك ويسكنك جنة الفردوس الأعلى يا رب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى