مسابقات الأغاني العربية بين الجماهيرية والتقليد

لا شكّ أنّ مسابقات الأغاني العربية ماهي إلاّ تقليد في إطار المحاكاة لتجارب عالمية في هذا الميدان هدفها الرّبح المالي بالدّرجة الأولى ،لأن التصوّر الإبداعي لها فقد هويّته من خلال تكرار تلك المسابقات لنفسها وبنفس النّمط الفنّي العقيم. غيرأنّ إطارها العام يستمدّ مشروعيته من خلال بعض التجارب النّاجحة الّتي لها تاريخ وباع طويلين.

فمسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيزيون” تعتبر من أعرق المسابقات الغنائية في أوروبا حيث بدأت لأول مرة سنة 1956. أمّا في العالم العربي ومع انتشار التلفزيون ظهرت بعض المسابقات الغنائية الصغيرة الخاصة ببعض البلدان كمصر ولبنان والمغرب فنستحضر مثلا برنامج استوديو الفن في لبنان، أو برنامج “مواهب” في المغرب لكنها تبقى تجارب منفردة ومنعزلة في إيطارها العام لا تتجلّى إلى مرتبة التميّز، حيث أن العالم العربي لا يتوفرإلى غاية اليوم على مسابقة كبرى كمسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيزيون”. بمعنى مسابقة تشترك التلفزيونات العربية الرسمية في تنظيمها ويحضى سياقها الفنّي بإجماع نخبة المثقّفين والمبدعين. لكن من جهة أخرى عرفت برامج مسابقات الأغاني الخاصة ببعض القنوات اللبنانية أو الخليجية، نجاحا هائلا خصوصا وأنها تدخل في إطار ما يعرف بتلفزيون الواقع، كبرنامج ستار أكاديمي، أو برنامج السوبر ستار، أو عرب أيدول او اكس فاكتر.لكنه ورغم جماهريتها الواسعة تبقى مجرد استنساخ لبرامج أوروبية بنفس الأفكار وبنفس الشكل والإخراج.

عربيا تظل المشاركة الوحيدة لحد الآن في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيزيون”، هي مشاركة النجمة المغربية سميرة سعيد سنة 1980.حيث شاركت بأغنية عنوانها “بطاقة حب”، وهي أغنية تمجد السلام وتنبذ العنف و الميز العنصري ،أدّتها النجمة المغربية باللهجة المغربية (الدّارجة) واللغة الفرنسية. غير أن هذه الأغنية لم تلق التصويت الكافي، حيث جلبت سبعة أصوات فقط حصلت عليها من إيطاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى