“صحاب الطاكسيات”.. احتدام خلاف “المصالح” بين النقابة وعامل الجديدة‎

تؤشر الوقفة الاحتجاجية التي خاضها “صحاب الطاكسيات الكبيرة” المنضوون تحت لواء “نقابة الاتحاد الوطني لمقاولات سيارات الأجرة والنقل”، الأربعاء 24 يناير 2018، أمام مقر عمالة إقليم الجديدة، على احتدام الخلاف الذي تؤجج نيرانه “المصالح”، الواجهة الظاهرة من جبل الجليد. صراع تختلف أسابه وخلفياته، باختلاف الزوايا (foyers de focalisation)، التي تتخندق فيها وتنظر منها الأطراف المعنية من قريب أو بعيد بهذا الملف، والتي تسلط عليها الجريدة بواقعية وتجرد الضوء، وتضعها تحت المجهر، بغاية استجلاء الحقيقة.. سيما بعد أن بات هذا الملف يأخذ منحى تصعيدي، بالتهديد بخوض وقفة احتجاجية أخرى، وتنظيم مسيرة إلى العاصمة الرباط.

هذا، وتستحضر الجريدة معطيات وحقائق ووقائع، لا يعلمها الرأي العام، والذي من حقه المعرفة، حتى لا يكون ضحية للمغالطات وتضليل، وللمزايدات.

لقد وجهت الهيئة النقابية والأمناء لسيارات الأجرة من الصنف الأول، إرسالية إلى عامل إقليم الجديدة، في موضوع “الإعلان عن إضراب يوم الأربعاء 24 يناير 2018″، ضمنوها جملة من المطالب، التي تبدو عادلة ومشروعة. غير أن هذه الإرسالية لم تمنع من خوض إضراب وتنظيم وقفة احتجاجية خاضها “صحاب الطاكسيات”، الأربعاء 24 سناير 2018، أمام مقر عمالة إقليم الجديدة.

وخلال هذه المظاهرة، خرج (مصطفى حروش)، الكاتب الوطني ل”نقابة الاتحاد الوطني لمقاولات سيارات الأجرة والنقل”، بتصريح صحفي، موثق ب”فيديو”، كشف فيه عن الملف المطلبي لمهنيي سيارت الأجرة، وكذلك عن أسباب ودوافع قرار خوض الإضراب عن العمل، وتنظيم الوقفة الاحتجاجية. حيث قال أن نقابة الاتحاد الوطني، التي يمثلها كانت وضعت لدى عامل إقليم الجديدة، طلب مقابلة وإعلان عن الإضراب، قبل الوقفة الاحتجاجية ب15.. وبأن المسؤول الترابي يجب أن يفتح أبواب مكتبه، ويتحاور مع نقابة مهنيي “الطاكسيات”.

إلى ذلك، فإذا كانت هذه هي وجهة نظر وموقف “نقابة الاتحاد الوطني لمقاولات سيارات الأجرة والنقل”، كما جاءت في تصريحات كاتبها الوطني (مصطفى حروش)، والموثقة بالصورة والصوت، فإن الجريدة، وتنويرا للرأي العام، وتقيدا بالرأي والرأي الآخر، تورد المعطيات والحقائق التالية، نقر عن مصادر موثوقة وجيدة الاطلاع.

فقد انعقد بتاريخ: 07 نونبر 2017، بمقر عمالة إقليم الجديدة، اجتماع جمع عامل الجديدة، بممثلي بعض الهيئات النقابية لقطاع سيارات الأجرة من الصنف الأول بمدينة الجديدة، وهو اجتماع تم بناء على طلب مقابلة، تقدمت به النقابات المعنية إلى ممثل السلطة الإقليمية.

وقد حضر أشغال هذا الاجتماع الكاتب العام للعمالة، ورئيس الأمن الإقليمي، والقائد الجهوي للدرك الملكي، ورئيس بلدية الجديدة، ورؤساء الأقسام المعنية بالعمالة، وممثلي الهيئات النقابية المعنية، وأمين أرباب سيارات الأجرة من الصنف الأول بالجديدة.

وتجدر الإشارة إلى أن (مصطفى خروش)، كان حاضرا بصفته الكاتب الوطني ل”نقابة الاتحاد الوطني لمقاولات سيارات الأجرة والنقل”، ضمن الفرقاء والشركاء الاجتماعيين (ممثلي مهنيي القطاع).

هذا، وشدد عامل الإقليم خلال أشغال اللقاء مع ممثلي النقابات المعنية، على أهمية القطاع، ودوره الحيوي في الدفع بعجلة التنمية، وخدمة المواطن في حياته اليومية، وعلى كون هذا اللقاء ينعقد مع فاعلين اقتصاديين، للمشاركة والتشاور والتفكير سويا لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة، والتدابير الواجب اتخاذها، لتحسين ظروف عمل المهنيين، والرقي بجودة الخدمات، المقدمة للمواطن، الذي يبقى فوق كل الاعتبارات. كما أكد عامل الإقليم على ضرورة الاعتناء بوضعية المحطات المخصصة لسيارات الأجرة، من حيث النظافة والمرافق الصحية اللازمة، والإنارة العمومية، وتوفير الظروف المناسبة لاشتغال مهنيي القطاع، بدون استثناء، مع مراعاة حتى مطالب واقتراحات التمثيليات التي تشكل الأقلية.

وبعد مناقشة النقاط المطروحة، ووضعية القطاع بصفة عامة مع المصالح المعنية، خلص الاجتماع إلى النتائج التالية:

1/ تم الاتفاق على دمج المحطتين المتواجدتين قرب سوق الجملة في محطة واحدة،

2/ دراسة إمكانية إحداث محطة على مقربة من المستشفى الإقليمي،

3/ بالنسبة لتهيئة المحطات الموجودة وتجهيزها بالمرافق الضرورية، فقد طلب عامل الإقليم من رئيس الجماعة الحضرية بالجديدة، العمل على تهيئة محطة شارع محمد الخامس، وتقديم اقتراحات لتهيئة محطة سيدي بوافي كنموذج،

4/ بالنسبة لدور الأمين، وزجر السائقين المخالفين لأعراف المهنة، فقد تم الاتفاق على دليل بمثابة ميثاق شرف، يتضمن التزامات المهنيين، وواجباتهم داخل المحطات، والعقوبات الزجرية لكل المخالفات.

واسترسالا في عرض مزيد من الحقائق والوقائع، فإن عامل إقليم الجديدة عقد، بتاريخ: 05 يناير 2018، لقاءا جمعه بممثلي بعض الهيئات النقابية لسيارات الأجرة من الصنف الأول بالجديدة، حضر أشغاله الكاتب العام للعمالة، ورئيس بلدية الجديدة، ورئيس الأمن الإقليمي، والقائد الجهوي للدرك الملكي، ورئيس الشؤون الاقتصادية والتنسيق، وأمين الحرفة ، ومجموعتان من ممثلي الهيئات النقابية والجمعوية.

خلال هذا الاجتماع الذي حضره (مصطفى خروش)، بصفته الكاتب الوطني ل”نقابة الاتحاد الوطني لمقاولات سيارات الأجرة والنقل”، شكر عامل الإقليم الهيئات المهنية على تفاعلها الإيجابي على القرارات التي تم اتخاذها خلال الاجتماعات السابقة، سيما اجتماع ال07 نونبر 2017. وشدد المسؤول الترابي على ضرورة تظافر جهود الهيئات النقابية، والمهنيين بصفة عامة، كفاعلين اقتصاديين، لهم دور حيوي في السير قدما للرفع من مستوى القطاع، بما فيها جودة الخدمات المقدمة، ووضعية اشتغال المهنيين. كما أكد استعداد السلطة الإقليمية لمعالجة جميع المشاكل التي لها طابع محلي.

وبعد الاستماع إلى ملاحظات وانتظارات المهنيين، وتقدم تنفيذ القرارات المتخذة سابقا، خلص الاجتماع إلى نتائج حول النقاط التي تم تدارسها، والإجراءات التي تم اتخاذها في الموضوع. ومن تلك النقاط:

1/ الميثاق المتعلق بسيارات الأجرة من الصنف الأول،

2/ عملية وضع العلامات والصباغة بالنقط المخصصة لوقوف حافلات النقل الحضري،

3/ إحداث محطة بجانب محطة القطار،

4/ فتح باب الترشيح لانتخاب أمين جديد،

5/ خلق محطة في شارع بئر أنزران، على مستوى مدارة أريحا أو معمل الحليب،

6/ علامة منع دخول سيارات الأجرة من الصنف الأول إلى سيدي بوزيد،

7/ حالات رخص سيارات الأجرة، المتوفى أصحابها، وتمكينهم من تغيير السيارات،

8/ النقل السري خاصة على مستوى الطريق الرابطة بين الجديدة والجرف الأصفر،

9/ النقل المزدوج بشارع بئر أنزران (طريق مراكش)،

10/ مشكل إخراج السيارات المحجوزة من المحجز البلدي، يومي السبت والأحد،

11/ وضعية الطرق،

12/ العقد النموذجي.

إلى ذلك، وجهت “التمثيليات النقابية لمهنيي سيارات الأجرة من الصنف الأول، وأمناء الحرفة بإقليم الجديدة”، الأربعاء 24 يناير 2014، تزامنا مع الإضراب والوقفة الاحتجاجية، التي خاضتها “نقابة الاتحاد الوطني لمقاولات سيارات الأجرة والنقل”، رسالة شكر وتنويه إلى عامل إقليم الجديدة، جاء فيها أن “التمثيلية النقابية” عقدت، في ال05 يناير 2018، لقاءا مع المسؤول الترابي الإقليمي، وهو اللقاء الذي حضره كذلك (مصطفى خروش)، بصفته الكاتب الوطني ل”نقابة الاتحاد الوطني لمقاولات سيارات الأجرة والنقل”، لتدارس المشاكل التي يتخبط فيها القطاع. حيث أبدى العامل رغبته في التخفيف من معاناة المهنيين. وبالفعل، فقد شرع، حسب “التمثلية النقابية”، في تنفيذ بعض نقاط الملف المطلبي. حيث أعطى أوامره بإصلاح محطة “الطاكسيات” المتواجدة بالقرب من المحطة الطرقية، ووافق على إحداث قانون داخلي للمحطات، سيضفي قيمة مضافة على القطاع. كما التزم عامل الإقليم بمد يده للمهنيين والعمل بجانبهم على حل كافة المشاكل.

هذا، وخلف هذا اللقاء، تضيف “التمثيلية النقابية” في إرساليتها الموجهة إلى عامل الإقليم، وما ترتب عنه، نتائج وأصداء طيبة لدى جميع المتدخلين في القطاع.

إلى ذلك، وفي السياق ذاته، استقت الجريدة ارتسامات وشهادات، جاء فيها أن عامل إقليم الجديدة يسعى جادا وجاهدا إلى تنظيم قطاع مهنيي سيارات الأجرة (الطاكسيات)، وأنه وضع حدا لبعض الممارسات الفوضوية والانتهازية، التي كانت سائدة، وأنه قطع الطريق، بتفعيل القوانين والمساطر الجاري بها العمل، بحزم وعزم، على بعض “السماسرة” الذين كانوا يتوسطون مقابل إتاوات، في (les agréments de taxis)، التي قضى أصحابها نحبهم، من أجل نقلها إلى ذوي الحقوق من الورثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى