أساكي … مهرجان الثوم والماء المعدوم والخنزير المشؤوم

افتتحت عشية الجمعة 13 يوليوز 2018، فعاليات النسخة الثانية لمهرجان الثوم الذي تنظمه الجماعة الترابية أساكي بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجمعية مهرجان الثوم بأساكي من 13 إلى غاية 15 يوليوز الجاري بمركز جماعة أساكي دائرة تالوين إقليم تارودانت، تحت شعار “مهرجان الثوم دعامة أساسية لتثمين المنتوج المحلي”.

نسخة هذه السنة من مهرجان الثوم، ورغم الميزانية المهمة المرصودة لها والبرمجة المهيئة لها، والتي ضمت حسب المنشورات معرضا للمنتجات المحلية وسهرات فنية  وأمسيات فولكلورية وندوات وغيرها، لم تستطع أن تخفي المعاناة التي يتكبدها فلاحو المنطقة والتذمر البادي على سحنات وجوههم النحيفة والكئيبة.

فلاحو منطقة أساكي لم يتوانوا في التعبير عما يجابهونه من صعوبات إلى المسؤول الأول عن الإقليم الحسين أمزال عامل الإقليم والفعاليات المنتخبة ورؤساء المصالح الخارجية المرافقين له، “سيدي العامل نحن نعاني مشاكل عويصة” صرح احد الفلاحين العارضين بلهجته السوسية الأصيلة، مشاكل بالنسبة لهم هي أكبر من صعوبة التعريف والتسويق التي يهدف إليها المهرجان، والتي تهدد منتوج الثوم في حد ذاته، مشاكل كان يتوجب على برلمانيي المنطقة ومسيري الشأن المحلي لأساكي ومنظمي مهرجانه أن يجالسوا الفلاحين لتدارسها والعمل على حلها والترافع بشأنها أمام الجهات المعنية بها عوض محاولة تجميل الواقع المرير بمعارض منمقة ومنصات رقص مزوقة، حيث أجمل الفلاحون مشاكلهم الأولوية في إشكالية شح مياه السقي وجفاف المنطقة، ما أرغم العديد من الفلاحين إلى النزوح والهجرة نحو مناطق أخرى لممارسة أنشطتهم الفلاحية وضمان معيشهم اليومي، ينضاف إلى هذا مشكل تفاقم الخنزير البري بالمنطقة، والذي أضحى يعيت فسادا في الأرض ويهلك زرع وحرث من تبقى من فلاحي الجماعة، بالإضافة إلى مشكل تثمين منتوج الثوم المحلي وتعدد الوسطاء والمحتكرين، والذين لا هم لهم سوى اقتناء المنتوج المحلي خاما بأثمنة بخسة بلغت هذه السنة نحو 5 دراهم للكيلو، ونقله إلى مدن أخرى لبيعه بأضعاف مضاعفة كمنتوج خام أو كمواد تحويلية تجميلية أو طبية أو غدائية.

مسؤولو الإقليم ومنتخبو المنطقة أنصتوا بإمعان لشكاوى الفلاحين، ووعدوا والوعد دين، بالعمل على حل المشاكل العالقة قدر المستطاع، من خلال اقتراح المنطقة للاستفادة من السدود التلية المبرمجة في إطار الدعوة الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتشييد سدود جديدة بمختلف ربوع المملكة الشريفة ، والدفاع عنها بتسيق مع المصالح والوزارات المعنية بالماء والفلاحة، وكذا العمل على التخفيف من معضلة الخنزير البري وفتح المجال لصيده ومحاربته بتنسيق مع المصالح المعنية وفي مقدمتها المندوبية السامية للمياه والغابات، وكذا العمل على التثمين الشامل للمنتوج المحلي من نبتة الثوم وتشجيع المبادرات الاستثمارية في المشاريع التحويلية لهذه المادة للرفع من قيمتها وتحسين جودتها ما سيعمل لا ريب على الرفع من دخل فلاحي المنطقة وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لعموم الساكنة المحلية.

ليبقى الأمل معلقا إلى صيف العام المقبل ليتجدد اللقاء مرة ثالثة، فهل سترى المشاكل المطروحة على طاولة المسؤولين الإداريين والمنتخبين طريقها إلى الحل، أم أن مهرجان الثوم سينزلق عن أهدافه النبيلة، وتصير النسخة الثالثة من المهرجان ملتقا لتبذير المال العام وتصريف حسابات سياسوية ضيقة واستضافت مسؤولين لأكل ما لذ وطاب على أطباق معانات الساكنة المحلية، والسهر والرقص على نغمات حسرات فلاحين من الهم لا يستطيعون النوم بمنطقة لن يعود بها ثوم.

 

https://youtu.be/ChVtXG6udEo

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى