“التليدي” يرفض مقارنة تجربة الإسلاميين في المغرب مع نظرائهم العرب

حذّر الكاتب والباحث  المتخصص بشؤون الفكر الإسلامي والحركات الإسلامية بلال التليدي، من خطورة توظيف النقد الذاتي الذي أجراه زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي لتجربة الحركة الإسلامية في الحكم، لخلق الحالة النفسية والفكرية للتطبيع مع التراجع الديمقراطي بالمغرب”.

وأوضح التليدي، أن تقييم الغنوشي، لتجربة الحركة الإسلامية يتلخص في “أن الإخوان كانوا مسكونين بفكرة تحقيق الأغلبية في الانتخابات، لكنهم نسوا أن الوزن الحقيقي هو للنخب الصلبة بمراكز النفوذ (الأمن، الجيش، الإدارة، الإعلام، المال…)، ولذلك لن يتمكنوا من حكم المجتمع ما لم يأخذوا وقتهم لأن وضعهم اليوم فقير من هذه النخب!”.

ورأى التليدي أن “الخطير في استدعاء هذا التقييم، هو خلفيته الفكرية والسياسية، والمخلفات القطبية الثاوية فيه، والتي قطعت المراجعات المغربية مع جذورها، وأسست نظرية للعمل تقطع مع هذا الفهم وهذه التراتبية الإخوانية والقطبية في الاستهداف، والتي تبدأ بالمجتمع، ثم النخب الماسكة بمراكز النفوذ، للوصول إلى هدف التمكين!”

وأكد التليدي أن المؤسسين لأطروحة التبرير بتوظيفهم لتقييم الغنوشي، لم ينتبهوا لهذه الخلفيات الخطيرة في النسق القطبي، وقال: “فقد تمت مجاراة الخلاصات ببراغماتية، دون استيعاب لمخاطرة المفردات المستعملة في تحليل الغنوشي، والتي لها تبعات فكرية وسياسية غير متحملة، أقلها تقديم هدية ثمينة لخصوم الإسلاميين الذين طالما طعنوا في نواياهم من الحكم”.

وذكر التليدي  “أن إسلاميي المغرب، سبق لهم أن نبهوا الغنوشي غداة الربيع العربي، إلى خطورة أطروحة استثمار اللحظة الحاسمة، للسيطرة على مراكز النفوذ، وتم نصحه بالابتعاد عن الاشتباك مع بنية الدولة، لكنه لم يستيقظ من الحلم إلا مع الخريف الديمقراطي، بعد ما فجرت حكومة الجبالي، ثم حكومة العريض تباعا بتوظيف الورقة السلفية، وورقة اغتيال زعيمين سياسيين، ولم يفهم الحكمة المغربية إلا في باريس، بعدما أجبر على إبرام اتفاق قاس مع قائد السبسي، يقبل فيه أن تقطع يده من الرسغ بدل الكتف”. يقول التليدي لقدس بريس 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الاخوان هم الاخوان اينما حلوا مشربهم واحد وفكرهم واحد وهو التهييج ومنازعة ولي الأمر الحكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى