أوريد: لن نتخلص من الاستبداد ما لم نتبرأ من الأسباب الدافعة إليه

قال الأكاديمي حسن أوريد، “من الأسئلة التي قضّت مضجعي حينما تحركت شعوب شمال إفريقيا والشرق الأوسط، تنتفض ضد أوضاعها الاجتماعية والسياسية المحتقنة، ما العمل بعدها؟ هل تكفي إزاحة حاكم واستبداله بآخر كي تستقيم الأمور؟ وهل باستبداله تذوي منظومة وتمّحي ثقافة تفرز الاستكانة والظلم والاستبداد؟ كيف يزول ما عانت منه الشعوب، ويتحقق ما كانت إليه تهفو”.

و أضاف أوريد في مقال له بعنوان من أجل ثورة ثقافية، أنه تفيد قراءة تواريخ أمم عرفت شعوبها انتفاضات ضد أوضاع جامدة، كيف التفّت طغمات عليها، مثل سابقة فرنسا حين قامت ثورة 1848 من قِبل العمال، وتم الالتفاف عليها من خلال تحالف أصحاب المال والدولة، ومن ثمة إجهاض حلم الشعوب، وهو ما ألهم كارل ماركس واحدا من كتبه التي تُعد مرجعا في العلوم السياسية «18 برومور».

وتابع المتحدث، كنت أستحضر هذه السابقة، في معمعان الحراك وتبدّى، عقبها، أن ما كان تخوفا صار حقيقة. بدّل الاستبداد قشرته بدون أن يبدّل جوهره وغدا مثلما ينعته البعض بالاستبداد الناعم، في أحسن الأحوال، إن لم يجنح في حالات أخرى إلى الاستبداد الفج.

و أوضح المتحدث أن الاستبداد لا يقوم ولا يستفحل إلا لأن هناك أرضية تسمح له بالبروز، أو مثلما قال لا بويسي، الذي كان صديق الأديب الفرنسي مونتني (القرن السادس عشر)، في كتيب صغير الحجم، عميم الفائدة «الاستبداد الطوعي»، إن الذي يدفع إلى الاستبداد هو شعور الخوف لدى الشعوب والنزوع للكسل، وسعيها إلى البحث عن حام أو وصي. وبتعبير آخر، هي لن تتخلص من الاستبداد ما لم تبرأ من الأسباب الدافعة إليه وهما، الخوف والاستكانة. وهو الأمر الذي يفترض تغيير البنية الذهنية، أو ما قد يسميه البعض بالثورة الثقافية.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. الأرضية اللتي تسمح له بالبروز و الاستمرار هم النخب الفاسدة المستفيدة ماديا و سياسيا من بروزه.قد تكون أحزاب و جيوش و رجال أمن و موظفون و جمعيات و قضاة .و إعلاميين ..بمعنى اخر الدولة العميقة.و الثورة الثقافية في ظل وجود صالونات ثقافية داخل وسائل التواصل الاجتماعي أمر مفروغ منه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى