جمارك الجديدة تضبط 3 أطنان من “ديازيل” و”كيروزين” في مستودع سري ‎

 

بتعليمات من وكيل الملك لدى ابتدائية الجديدة، داهمت عناصر الجمارك بالجرف الأصفر، مؤازرين من قبل وحدات دركية، تابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، في حدود الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء، مستودعا معدا في الأصل لاستجماع “لافراي”، وإصلاح الشاحنات. حيث ضبطت بداخله 3 أطنان من المحروقات،  عبارة عن خليط من “ديازيل”، و”كيروزين jet A1“، الذي تستعمله الطائرات، ناهيك عن صهريج مقطور من الحديد فارغ، سعته 33 طنا، يحمل رقم تسجيل مزور، يعود لصهريج تملكه شركة في مدينة المحمدية.
هذا، وكان المتدخلون من  الجمارك والدرك الملكي، انتقلوا، في حدود الساعة السادسة من مساء أمس الاثنين، إلى المستودع المستهدف بعملية التفتيش. لكن تعذر عليهم ذلك، في غياب صاحب المستودع. ما حدا بهم، بتنسيق وتعليمات نيابية، إلى الإبقاء على الوضع على حاله، وضرب حراسة على المستودع، إلى أن حضر، صباح اليوم الثلاثاء، صاحبه الذي يكتريه، من أجل استجماع “لافراي”، وإصلاح الشاحنات.
عملية التفتيش التي أجرتها الجمارك، لم تفض إلى أي شيء من النشاط الحرفي والتجاري المصرح به، باستثناء العثور على كمية هامة من المحروقات،  تم ضبطها وحجزها لفائدة البحث الذي تباشره “الديوانة” مع المعني بالأمر، قبل إحالته على الضابطة القضائية لدى سرية الدرك الملكي بالجديدة، لإتمام البحث وتعميقه، على خلفية حيازة غير مبررة لمحروقات، ولصهريج مقطور بوثائق مزورة. وهو البحث الذي  من شأنه أن يفجر مفاجآت من العيار الثقيل.
الكمية التي جرى حجزها، لم تكن تخضع لشروط ومعايير التخزين، وليس هناك ما يبرر حيازتها من قبل صاحب المستودع. حيث إنها تشكل خطرا محدقا على البيئة، وعلى سلامة المواطنين، وعلى العربات، في حال استخدامها كمصدر للطاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن شاحنات محملة بالمحروقات، المستوردة من الخارج، عبر ميناء الجرف الأصفر، حوالي15 كيلومترا جنوب الجديدة، تعبر طريقها إلى الدارالبيضاء، مرورا عبر  الطريق الجهوية رقم: 306، في محورها الرابط بين الجرف الأصفر، ومدارة “المصور راسو”، قبل أن تعرج على الطريق السيارة، المؤدية إلى العاصمة الاقتصادية.
وثمة مستودعات مقامة على طول المحور الطرقي السالف الذكر، وعلى الطريق الإقليمية رقم: 3410، في محورها الرابط بين “الفحص” ومراكش،  تجهل طبيعة النشاطات التي تزاول بداخلها، والتي يرجح أنها مخالفة للقانون.
ويعمد بعض سائقي الشاحنات الصهريجية، المحملة بالمحروقات، في كل رحلة يقومون بها، إلى سرقة كميات منها، قد تصل أحيانا 400 لتر، يفرغونها، مقابل مبالغ مالية، في بعض المستودعات، الكائنة على المحاور الطرقية، التي يمرون عبرها، في طريقهم إلى الدارالبيضاء.
وبالمناسبة، فإن هناك مستودعات مقامة على طول الشريط الساحلي، الرابط بين الدارالبيضاء والجديدة، بعضها يستغل في الصناعات الفلاحية، التي تعرفها المنطقة (منطثة الولجة..)، والمعدة للتصدير إلى دول الاتحاد الأوربي، ومستودعات أخرى، وهي عبارة عن أحصنة محصنة لا تخترقها الأعين، يرجح أن نشاطاتها المصرح بها، هي فقط للتمويه، فهي تسخر لتهريب المخدرات، إلى ما وراء البحار، بعد أن أصبحت السلطات الجمركية والأمنية والدركية والاستخباراتية، تضيق الحصار على بارونات المخدرات (les narcotrafiquants) في الشمال. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى