محلل سياسي : قانون العفو العام لا يهدف إلى المحو الأبدي للأفعال الجرمية

في سياق التَّفاعل مع الأحكام التي أصْدرتها محكمة الدار البيضاء في حق مُعتقلي حراك الريف والتي وُصفت بـ”القاسية”، تقدَّم عمر بلافريج ومصطفى الشناوي، عضوا مجلس النواب عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بمقترح قانون للعفو العام على معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية التي عرفها المغرب مُؤخراً، ومن أبرزها الحراك الشعبي بمنطقتي الريف وجرادة.

 مقترح القانون اعلاه اثار نقاشا متباينا  كان اخره ما ورد عن  المحلل السياسي، عبد الرحيم العلام الذي عقب  على بعض الآراء  قائلا:”لا أرى دليلا قانونيا يمنع قانون العفو العام على أحداث جارية.”

وتابع العلام في تدوينة له على صفحته بالفايسبوك، “لأن فكرة العفو العام منصبة على حلحلة الأزمات سواء كانت قديمة أو جارية، والغاية منه هو الخروج من المأزق الذي تضعنا فيه الأحكام القضائية، وحتى لا يتم الإضرار باستقلالية السلطة القضائية”.

واضاف  “كما أن قانون العفو العام لا يهدف إلى المحو الأبدي للصفة الجرمية عن الأفعال التي صدرت بخصوصها الإدانة، بل فقط تصبح تلك الأفعال غير مجرّمة خلال المرحلة التي يحددها قانون العفو وفي المنطقة المنعينة، أما خارج ذلك سواء قبله أو بعده أو خلاله بالنسبة للمناطق غير المحددة في القانون فالأفعال تبقى مجرّمة (وإلا فإن محاولات القتل وتفجير المنشآت والعنف الطائفي واغتيال الرؤساء لم تصبح مباحة رغم صدور العفو عن المدانين بخصوصها في أكثر من بلد).”

واشار  العلام “نعم صحيح أن قانون العفو لا يمكنه أن يتضمن أسماء الذين يستفيدون منه، لكن يمكن أن يكون على مقاسهم من خلال تحديد المدة التي ارتكبت فيها الأفعال المدانين بخصوصها، والمنقطة المرتكبة فيها (بل هناك من يوافق على أن يتضمن قانون العفو العام حتى أحكاما قضائية معينة بأرقامها وتاريخ صدورها).”

واوضح ” أن قانون العفو العام يمكن أن يتضمن استثناءات عليه يقع تحديدها بشكل دقيق، حتى لا يستفيد منه من لم يصدر في حقهم.”

واسترسل بالحديث  “عندما أتحدث بهذه الأفكار فإني أستحضر تجارب العفو العام في كثير من الدول وقرأت بعض نصوصها، ومنها ما هو قريب من واقعنا كما هول حال العراق ولبنان (حالة سمير جعجح تم تدقيقها بشكل كبير إلى حد انصباب قانون العفو على أحكام قضائية معينة بأرقامها وتاريخ صدورها).”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى