مأساة إنسانية جديدة بالجديدة.. مواطن ينتحر شنقا على بوابة مستشفى

اهتز حي السعادة الثالثة بعاصمة دكالة، في الساعات الأولى من صبيحة اليوم الجمعة، على وقع نازلة مأساوية، بعد أن أقدم رجل على وضع حد لحياته شنقا عند مدخل مستشفى.

وحسب ما عاينت الجريدة، فإن رجلا تسلق، في حدود الساعة الثانية من صبيحة اليوم الجمعة، إلى نافذة مستشفى بحي السعادة الثالثة بمدينة، عند مدخله الرئيسي، حيث شد حبلا إلى الشباك الحديدي، ثم ربطه حول عنقه، وألقى بجسده في الفراغ، ليصبح من ثمة جثة هامدة، لا يبعدها عن الأرض سوى أقل من 20 سنتمترا.

وقد تجمهر العشرات من المواطنين والسكان الذين كانوا يخلدون للنوم، في مسرح النازلة التي عرفت إنزالا أمنيا، بعد أن انتقلت الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الأولى، التي كانت تؤمن مهام المداومة، وعناصر من فرقة الدراجيين المتنقلة، التابعة للأمن العمومي، وسيارة النجدة، ومن المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، وتقنيو مسرح الجريمة والشرطة العلمية.

وقد باشر المتدخلون المعاينات والتحريات الميدانية، وعملوا، بالاستعانة بعناصر الوقاية المدنية، على إنزال جثة الهالك، ووضعها أرضا.

والطامة الكبرى أن سيارة نقل الأموات (fourgon mortuaire) ظلت غائبة، منذ حضور المتدخلين من السلطات الأمنية والمحلية، إلى مسرح النازلة المأساوية، فور إشعارها. ولم تفلح الاتصالات المتواصلة مع الجهات المعنية والمختصة، في إرسالها إلا بعد حوالي ساعتين. ما زاد من حرقة أهل الضحية، الذين كانت جثة ابنهم عالقة أمام أنظارهم، في مشهد أليم، خلق استياء لدى المواطنين المتجمهرين بالعشرات، والذين عرقلوا حركات السير والمرور في الاتجاهين من الشارع العام.

هذا، فإن الضحية من مواليد 1977، وهو مطلق، وأب لطفلة في عمر الزهور، وكان يقيم قبل 6 سنوات في ديار المهجر، قبل أن يتم طرده من إيطاليا.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الانتحار في المغرب، أصبحت في تزايد مقلق، في الوسطين الحضري والقروي، دون استثناء لجميع الفئات العمرية.. شيبا وشبابا، وحتى صغار السن. وبسبب التكتم، فإنه تجهل الإحصائيات الدقيقة لحلات الانتحار في المغرب. وهذا ما يحتم على الجهات المعنية والمختصة إنجاز أبحاث ودراسات، تنكب على تحديد الأسباب الحقيقية لظاهرة الانتحار في المغرب.

وحسب ما يستشف من واقع الحال، ومن الحالات المسجلة، سبب الأسباب يكمن أساسا قي الفقر الذي تتخبط في مستنقعه فئات وشرائح مجتمعية. أسباب غالبا ما يتم التعبير عنها ب”ظروف اجتماعية وأسرية”،وب”اضطرابات نفسية” (..).

وعليه، فإن الفقر هو أول من يجب وضعه في “قفص الاتهام”، وإخضاعه ل”محاكمة عادلة”، بالكشف عن ظروفه وأسبابه، في مغرب يحظى بالمؤهلات والثروات والخيرات، ما ظهر فوق أرضه، وما خفي في باطنها وفي جباله وسواحله.. في مغرب يزداد الأثرياء ثراء فاحشا، والفقراء فقرا مدقعا.. فعندما يحكم على الفقر ب”الإعدام” أو “المؤبد”، وينفذ في حقه.. فإن ظاهرة “الانتحار” ستؤول لا محالة إلى الزوال!

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. في حالة الانتحار او ل شيء هو مشاهدة دكر الهالك اذا تبين ان هناك مني فهي عملية انتحارية 100% واذا لم يكن فيعني جريمة في قالب انتحار

  2. موازين أخذت مال الشعب لتعطى للمعفانين ويبقى مصير الشعب بين ميت من الإهمال في ممرات المستشفيات أو منتحر قرب أبوابها
    هل لازال من ظمير حي في هذا البلد الذي نحبه حتى النخاع لينقذه من الضياع

  3. والطامة الكبرى أن سيارة نقل الأموات (fourgon mortuaire) ظلت غائبة، منذ حضور المتدخلين من السلطات الأمنية والمحلية، إلى مسرح النازلة المأساوية، فور إشعارها. ولم تفلح الاتصالات المتواصلة مع الجهات المعنية والمختصة، في إرسالها إلا بعد حوالي ساعتين. ما زاد من حرقة أهل الضحية، الذين كانت جثة ابنهم عالقة أمام أنظارهم، في مشهد أليم…. كانت مشغولة فموازين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى