ما أسباب تعطيل إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا؟.

لن ندخل في المرجعات التاريخية الدالة على قدوم رأس السنة الأمازيغية. لن نستكين إلى اختلاف الحدث التاريخي المعتمد كبداية لهذا التقويم، لن تسيح بنا التسمية و المصطلح بين الزمن والمكان الأمازيغي ، اليوم سنوثر الأخذ بتواتر تسمية “ينّاير” أو “ئض ن ؤسكًّاس أمازيغ” (أي رأس السنة الأمازيغية)، ولكن كذلك سنطالب بترسيم رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية.

ليكن سندنا المرجعي دستور المملكة 2011، حين رسم بصريح النص اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية. ليكن دعم رأينا مصادقة المغرب على اتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز العنصري منذ سنة 1979. هذه الاتفاقية التي تروم إلى رد الاعتبار لكل مقومات الهوية الوطنية المشتركة، لكل الدلالات الرمزية ” فاتح السنة الأمازيغية الذي يوافق 13 يناير ” وجعله كموروث ثقافي لا محيد من الاحتفال به وجعله عيدا وطنيا.

بين “التقويم القمري” و”التقويم الشمسي” … تضيع رأس السنة الأمازيغية. لن يفهم من كلمة “ضياع ” أن المغاربة لا يحتفلون برأس السنة الأمازيغية بل العكس هو الحقيقة، فالتاريخ المغربي حافل بالعادات المحفوظة بالذاكرة الشعبية، والحفاظ على ملمس الهوية الأمازيغية المشتركة أبقى الاحتفال قائما وملازما للثقافة والعادات الأمازيغة الرصينة. من تم نقر بمصطلح “ضياع” حين نحمله إلى عدم إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلةً رسميّة و عيدا وطنيا.

لكننا حين نطالب بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلةً رسميّة، فإن الأمر لن ينجر على دعوة تهم الترف الثقافي، أو لعبة شد الحبل مع الدولة. بل إن الأمر فيه اعتراف بالتمام الكامل بالهوية الأمازيغة ضمن التاريخ الوطني المشترك.

فهل هنالك مبرر يفرمل الدولة من الاعتراف برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا؟، ما الضرر في أن تقرّ الدولة رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية؟. حين فتشت عن كل المبررات السالبة لم أقف عن أي سند موجه و سليم للمعاكسة التي تعطل مرسوم الإقرار برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا. لم أقف عن تسويغ مبرر ينفض عن الدولة مسؤولية التعطيل الممل. لكني حين بحثت عن القيمة النوعية للاعتراف برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا، وقفت أولا على أن تكون هناك حسن نية الإرادة السياسية الكفيلة بالنهوض بالشأن الأمازيغي، سجلت ثانيا الوضعية المتقدمة للمغرب في مجال رعاية التنوع الثقافي/ اللغوي الوطني، تبينت ثالثا أن التنطع من الإقرار برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ما هو إلا معاكسة ضد التيار.

لتكن حكومة سعد الدين العثماني عادلة و تقفز على الرؤية الاختزالية الضيقة من أن رأس السنة الأمازيغية ما هو إلا تقويم فلاحي، وما الضرر في ذلك مادام الدولة تعترف بأن المغرب بلد فلاحي. لتكن الدولة أكثر وفاء لمبدأ المصالحة مع حراك الريف وتقطع مع التردد الممل وتصدر مرسوما يقر برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا.

ما أحوجنا إلى تفعيل فصول الدستور حين أقر بالأمازيغية كثابت أساس من مقومات الدولة المغربية. و لتكن دعوتنا برسم سنة 2968 القادمة فال خير على ترسيم “التقويم الأمازيغي” الى جانب “التقويم القمري” و”التقويم الشمسي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى