مع كل إطلالة صيف..مؤسساتنا التعليمية في مرمى السرقات واستباحة الحرمات

في الوقت الذي تبذل فيه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ومعها كافة شركائها (يبدلون) مجهودات جبارة لإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية ووضعها في حلة جديدة أمام مرتفيقها، وفي ظل العمل الدؤوب الذي تكعف عليه مسؤولو الإدارة التربوية بمعظم المؤسسات التعليمية العمومية مع باقي شركائهم وكافة المتدخلين في العملية التعليمية من أجل ابرام اتفاقيات شراكة وجلب منافع لمؤسساتهم من بناء الأسوار وتبليط الساحات وتشجيرها خدمة للمتعلمين كفاعلين أساسيين في العملية التعليمية التعلمية، نجد في المقابل جهات أخرى تركب الموجة المضادة لتعيث في الأرض فسادا وسطوا وتطاولا على حرمات المؤسسات التعليمية، مستبيحة بذلك مــــــــرافقها الصحية وحجراتها الدراسية لتعبث بمحتوياتها وتكسر نوافذها وأبوابها ضمن سلسلة اعتداءات تطال المدرسة العمومية وخاصة بالعالم القروي أمام صمت وتجاهل السلطات المعنية، وهو ما يتطلب تحركا جديا من قبل مختلف المتدخلين والشركاء وجمعيات الآباء والسلطات المحلية وعناصر الأمن، بغية وضع حد لمثل هذه السلوكات الشنيعة التي تتعرض لها معظم مرافق المؤسسات التعليمية وخاصة بالعالم القروي.

النــــــــــموذج هنا من إقليم سطات، حيث وفي ظل الاستراتيجية التي تبنتها المديرية الاقليمية للتعليم من أجل أضفاء نوع من الرونق والجمال وجعل المؤسسات التعليمية فضاءات مفعمة بالحياة وذات جاذبية، (في ظل ذلك) أصبحت العديد من المؤسسات التعليمية بمعظم فرعياتها بالعالم القروي في مرمى نيران المتطاولين من أعداء العلم ودعاة الجهل، الذين لم يجدوا سبيلا غير اقتحام ساحات المؤسسات التعليمية، ومنهم من يتخذها مرتعا للانحراف ومعانقة كؤوس الخمر واستعمال المخدرات، ومنهم من يجعلها فضاء للقاءات الحميمية، وإحياء السهرات الماجنة، عابثين بكافة محتوياتها في مشهد مقزز تعشعر له جلود الأبدان، الأمر الذي يتطلب ضرورة التدخل لوقف نزيف السرقات والتخريب والتكسير والعبث المتواصل الذي تتعرض له العديد من المؤسسات التعليمية مباشرة مع انطلاق أولى نسمات العطلة الصيفية، تدخل من شانه أن يفتح تحقيق نزيه وفوري للوقوف على ملابسات هذه الحوادث وتقديم المخربين على أنظار العدالة من أجل إعادة الكرامة والعزة والهيبة للمؤسسات العمومية.

إنها فوضى الاعتداءات الشنيعة التي تتعرض لها بعض مؤسساتنا التعليمية اعتداءات تتكرر كل سنة، حتى أضحت أمرا مألوفا وطبيعيا أمام صمت وتجاهل الجهات المعنية من جهة، وغياب البنيات التحتية ببعضها كالأسوار والحراس الدائمين من جهة أخرى، خاصة وأن غالبية المؤسسات التعليمية بالعالم القروي أصبحت تتوفر على معدات مهمة من الأجهزة المعلوماتية وأجهزة أخرى مما فتح شهية المتربصين واللصوص للنيل منها، ليبقى السؤال مطروحا إلى متى سيبقى نزيف الاعتداء على حرمات المؤسسات التعليمية متواصلا؟

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى