close button

التطبيع الجزائري الحلال

بقلم نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

طبعا، نقصد التطبيع الجزائري في العلن، وأمام مرأى ومسمع الجميع؛ أما تطبيع ما تحت الطاولة، فقد انتهى بتزويد نظام العسكر لسفن إسرائيلية بالغاز الوطني في عز حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني الأبي، بعدما بدأ هذا التطبيع منذ اليوم الأول الذي تعلم فيه المقبور “هوراي بومدين” الاعتناء بشاربه الأخَّاذ، رمز الصمود والاستقلال والسيادة الوطنية، كما وصفه بذلك الوزير الأسبق “محي الدين عميمور” في كاتبه “الموسطاش”.

لقد نشرت الصفحة الرسمية لحركة فتح يوم الإثنين 10 فبراير، على لسان وزير الشؤون المدنية “حسين الشيخ”، أنه وبتدخل شخصي لجلالة الملك محمد السادس، تمّ إفراج إسرائيل عن أموال الفلسطينيين المحتجزة لدى مؤسساتها البنكية، والتي تقدر بمئات الملايين من الدولارات؛ والعجيب في الأمر، أن ولا واحدة من المؤسسات الإعلامية الرسمية التابعة للملكة المغربية الشريفة قد أثارت الموضوع من أجل أن تتغنى بالأمجاد، أو برمجت حلقة أو عشرات الحلقات الحوارية من أجل أن تسرد حكايات الأبطال؛ لأن هذه العادات، بكل بساطة، من تخصص دولة صاحب “الموسطاش”، ومن تعدَّى على عادات غيره فقد ظلم نفسه.

في الأسبوع الماضي، صرّح مسؤول في السلطة الفلسطينية لجريدة “الصحيفة”، بأن المنظمة لم تتوصل ب 100 مليون دولار التي وعدها بها تبون قبل أربع سنوات؛ مما يفيد بأن شعارات الجزائر في مؤازرة الشعب الفلسطيني الأبي لم تكن سوى مجرد خيط دخان؛ والحقيقة أن الأمر يتعلق بخيوط أدْخِنة لا حدّ لها ولا عد؛ فقبل شهرين فقط، طالب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي “الطيب البكوش” في بيان رسمي، الجزائر بـ”تسديد المستحقات المتخلدة بالذمة”.

هذيان نظام العسكر ووعوده الزائفة لم تتوقف عند الدول العربية والإسلامية؛ لكنها طالت دول إفريقيا حتى باتت تسحب اعترافها بالجمهورية المزيفة الواحدة تلو الأخرى، وبلغت حتى دول أمريكا الشمالية، حيث لوَّحت كوبا، للمرة الثالثة، بقطع علاقاتها مع جبهة البوليساريو، من خلال تهديدها بطرد بعثات الطلبة والمجندين الذين يتلقون تدريبات في كوبا، وذلك بسبب تراكم الديون المستحقة في ذمة النظام العسكري الجزائري، والتي بلغت 450 مليون دولار كتعويض عن هذه التدريبات.

لقد مرض شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” بمرض خبيث لا يعرفه أحد، مثلما مرض آخر أيامه صاحب “الموسطاش” الذي أبدع هذا الشعار، ليطل علينا، بصلعته البهية، ونظرته الثاقبة، صاحب الفخامة والقدم السحرية التي نخرها داء كورونا، ويبشرنا في حوار صحافي مع جريدة “لوبينيون” الفرنسية، بأن الجزائر ليست لديها أدنى مشكلة في التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأن الضجة التي قادها إعلام عسكره الرديء ضد المغرب، طيلة أربع سنوات كاملة غير منقوص منها يوم أو ليلة، لم تكن سوى مُزحةً ثقيلة الظل.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. شيء مضحك ومؤسف جدا لهذا النظام الجزائري لارهابي حول التطبيع الحلال فهي محاولة لتخفيف الضغوط الدولية على الجزائر وهذا راجع لتحقيق استقرار سياسي في المنطقة مع اخذ النظر في الحفاظ على موقفها تجاه القضية الفلسطينية

  2. هناك معارضة جديدة في الشارع الجزائري الذي يظل متعاطفا مع القضية الفلسطينية ولكن للاسف الشديد النظام العسكري الجزائري الارهابي لا يتعاطف مع القضية القضية الفلسطينية وهذا ما يحصل في قضيتنا الصحراوية .

  3. لا اظن ان الجزائر لها نية صادقة مع تطبيع لان التطبيق قد يفتح فرص اقتصادية وسياسية جديدة ونتمنى ان يكون موقف الجزائر في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه وليس العكس صحيح

  4. أعتقد أن الحديث حول التطبيع الحلال هذا يعكس عن تحولات في التفكير السياسي لدى النظام العسكري الجزائري الإرهابي ودائما النظام العسكري الجزائري الفاشل يريد إستعادة العلاقات الديبلوماسية مع الدول اخري ولكن أقول لك يا رئيس الجزائر ( لفرط يكرط) هذا مثل مغربي

  5. موقف الجزائر فهو موقف تقليدي من التطبيق حيث ان الجزائر طالما تمسكت بموقفها الثابت ضد التطبيع مع اسرائيل معتبرة ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالم العربي الاسلامي وهذا ما جعلها تحول هذا الموقف الذي يثير تساؤلات حول تغيير السياسية الخارجيه الجزائرية فالجزائر لا يهمها هذا كل ما يهمها ان تظهر بوجه أنيق والفاهم يفهم..

    1
    1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى