غضب واسع بعد منح جائزة لـ”سعد لمجرد”.. جمعيات نسائية تستنكر

هبة بريس- عبد اللطيف بركة 

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والإعلامية المغربية، عبرت مجموعة من الجمعيات النسائية والناشطات المدافعات عن حقوق الإنسان عن استنكارها الشديد لمنح جائزة الفنان لسعد لمجرد، الذي ثبتت إدانته قضائياً في قضية اغتصاب.

و في رسالة مفتوحة وجهتها هذه الجمعيات إلى رئيس جمعية “Les Impériales”، ” أنور صبري”، عبّر الموقعون عن رفضهم التام لمنح التكريم لشخص أدين في جرائم اعتداء جنسي.

واعتبرت الجمعيات من خلال رسالتها التي تتوفر” هبة بريس” على نسخة منها، أن هذا التقدير يعزز من ثقافة الإفلات من العقاب، ويشجع على تطبيع العنف ضد النساء.

و أكدت الجمعيات أن مثل هذه الخطوات قد تساهم في نشر ثقافة الاغتصاب، التي تسعى لتبرير العنف الجنسي وتقليل خطورته، بل والتشكيك في شهادات الضحايا.

وكان من أبرز النقاط التي أثارت غضب الجمعيات النسائية هو رد الفعل غير المناسب من قبل الجمعية، حيث لجأت إلى حذف التعليقات الغاضبة للمواطنين عبر منصاتها الرقمية، بدلاً من التعامل مع الانتقادات بشفافية واهتمام.

وأكدت الجمعيات في رسالتها أن هذا التصرف يعكس عدم احترام لحرية التعبير، ويزيد من تعميق الإحساس بالإقصاء والظلم في صفوف الضحايا والمجتمع بشكل عام.

ولم يتوقف الغضب عند هذا الحد، فقد أثيرت تساؤلات بشأن دور بعض المؤسسات الإعلامية والشركاء الذين شاركوا في هذا الحدث، حيث اعتبر النقاد أن مشاركة هؤلاء في تكريم شخص مدان في قضايا العنف الجنسي تعكس تواطؤًا غير مقبول مع مرتكبي هذه الجرائم.

وأكدت الجمعيات أنها ستواصل الضغط على جميع الجهات المعنية من أجل ضمان احترام حقوق النساء وحمايتهن من العنف.

وبالإضافة إلى مطالبتها بالتراجع الفوري عن منح الجائزة وسحب جميع المواد الترويجية المرتبطة بها، دعت الجمعيات النسائية إلى ضرورة تعزيز ثقافة حقوقية في المجتمع المغربي ترفض جميع أشكال العنف الجنسي. كما أكدت الجمعيات استعدادها للحوار والتعاون مع الجهات المعنية من أجل نشر الوعي وتعزيز مبادئ المساواة والاحترام، مع التأكيد على ضرورة حماية حقوق الضحايا.

وأخيرًا، دعا الموقعون على الرسالة وسائل الإعلام المغربية إلى تسليط الضوء على هذه القضية بشكل أكبر، من أجل فتح نقاش مجتمعي واسع حول أهمية إنهاء التواطؤ مع مرتكبي العنف الجنسي، وتعزيز بيئة تحترم حقوق النساء وتضمن كرامتهن.