الرئيس بوتين والهجرة الفرنكوفونية غير الشرعية !

الهجرة والفرار من الجحيم

 

يمكن اعتبار عامل الهجرة غير الشرعية بالدول الإفريقية الفرانكفونية خاصة ؛ من منظور الاقتصاد السياسي Political Economy ؛ أبرز التداعيات العميقة للوجود الاستعماري الفرنسي في الدول مصدر هذه الموجات النزوحية ، وإحدى التجليات لهيمنته على اقتصادياتها وبناء نسيج سياسي اقتصادي موال له ، فضلا عن تحكمه في الأساليب الإدارية المتبعة وإعلائه من شأن الفرانكفونية ، وإغداق الامتيازات على دعاتها وحماتها . وبتضافر هذه الخصوصيات أو بالأحرى مورثات الاستعمار الفرنسي كنا أمام إدارات متعفنة واقتصاد ريعي تنحصر عائداته بالكاد في أيادي طبقة سياسية نافذة ؛ تسعى بكل الوسائل إلى تنمية مصالح فرنسا وحمايتها بهذه الدول ، وتغذية الخزينة الفرنسية بمئات المليارات من اليورو كل عام كضريبة على الوجود الفرنسي بجنوب الصحراء ، من خلال استغلال الشركات الفرنسية عبر مجموعتين الاتحاد الاقتصادي النقدي لدول غرب إفريقيا UEMOA بجمهورية بوركينافاسو ، و الاتحاد الاقتصادي النقدي لدول وسط إفريقيا CEMAC بجمهورية إفريقيا الوسطى ، مما نجم عنه تصاعد نسب الفقر والمجاعة والمرض والأمية … والتي أفضت إلى إغراق الدول الأوروبية بتدفق موجات الهجرة السرية لتتحول أوروبا ؛ في أعين ساساتها ؛ إلى مخيم للاجئين الأفارقة غير الشرعيين !

 

الرئيس بوتين يفجر قنبلة من العيار الثقيل

 

من خلال حديثه عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية في أوروبا ، قال الرئيس فلاديمير بوتين ” إن السبل التي تتعامل بها أوروبا اليوم مع مشكلة الهجرة تهدد مستقبلها ” مضيفا ” .. إن ما تعانيه أوروبا اليوم على صعيد الهجرة هو نابع من الإحساس بالذنب إزاء تدفقات المهاجرين …” كما صرح في ذات السياق ” .. بأن نسبة90%  من المهاجرين الأفارقة القاصدين أوروبا يأتون من البلدان التي استعمرتها فرنسا : كالمغرب والجزائر وتونس والسنغال ومالي وكوت ديفوار وموريتانيا وجنوب الصحراء وإفريقيا الاستوائية وتشاد والكونغو والغابون وبنين وبوركينافاسو وغينيا وساحل العاج والنيجر والتوغو وغامبيا والكاميرون ولبنان .. ونادرا ما تكون بلدانا أخرى مثل غانا وأوغاندا وناميبيا .. وذلك لأن فرنسا بتواطؤها مع رؤساء هذه البلدان تنهب مواردها دون خجل .. مما يؤدي إلى إفقار السكان الذين ليس لديهم خيار سوى الهروب من أوضاعهم المعيشية الصعبة للبحث عن مستقبل أفضل ..”

ويذكر التاريخ الاقتصادي للقارة الإفريقية خلال أربعة عقود الماضية أن فرنسا ؛ وحفاظا على مصالحها بمستعمراتها ؛ حرصت على دعم الحكام الأفارقة الظالمين ، وسكتت عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبوها في حق شعوبهم ، كما ساعدتهم على التمادي في نهب خيرات بلدانهم طالما كان مآلها يصير إلى خزائنها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى