يحدث في بلاد المسلمين.. اختلاط في الصلاة و تحرش و عراك بالكعبة

اذا ظهر السبب بطل العجب ، جملة رددها أحد المعتمرين المغاربة و هو يهم بأداء مناسك شعيرته الدينية بالديار المقدسة تعقيبا منه على حادث التدافع الذي وقع قبل أسابيع بضواحي الصويرة المغربية.

و حسب ما وثقت هبة بريس من عين المكان بمكة المكرمة و بالضبط بصحن الطواف يطرح أكثر من تساؤل و يجعل العقول السوية تعجز عن إيجاد تفسيرات منطقية و عقلانية لما يقع و يحدث في أحايين عدة من طرف أشخاص “مسلمي” الديانة حسب ما يبدو.

تدافع كبير بحثا عن الصف الأول ، لا يهم لدى فئة كبيرة من هؤلاء الذين يحجون لبيت الله الحرام أن يتدافعوا مادام هدفهم تقبيل الحجر الأسود و التمسح بجدران الكعبة و القيام بحركات و إيماءات غريبة و عجيبة في معتقداتهم التي تثير الكثير من القلائل.

ما يقع يوميا بصحن الكعبة الخاص بالطواف يجعلنا نتساءل “واش حنا بصح مسلمين” ، و هاته نماذج مما رصدناه رغم كل المجهودات التي يقوم بها المئات من عناصر أمن الحج و العمرة:

الدخول لصحن الطواف حول الكعبة المكرمة يتم حاليا من باب الملك عبد العزيز وحده بعدما أقفلت كل الممرات في ظل توقف الإصلاحات التي يشهدها المكان ، هذا الأمر يجعل تدفق المعتمرين و الحجاج للداخل يتم بصعوبة كبيرة و وسط زحام شديد يختلط فيه الرجال بالنساء لدرجة الاحتكاك.

المحظوظون الذين ينعمون بالدخول لصحن الطواف يفترض عليهم التوفر على بنية جسمانية ضخمة لمجابهة كل ذاك التدافع من طرف أشخاص مختلفي الجنسيات و متوحدي الديانة ، يفدون بحثا عن الأجر و الثواب و يتناسون أن تدافعهم قد يفقدهم كل تلك الحسنات التي قطعوا من أجلها ألاف الكيلومترات.

الاكتظاظ الكبير بصحن الطواف يجعل اختلاط الرجال “المحرمين” و النساء يصل قمة درجاته حيث تصبح الفرصة مواتية لعدد من منعدمي الضمير للتحرش بالنساء كما وقع غير ما مرة وفق ما حكى مسؤول أمني في حديثه لنا.

و إلى جانب ذلك ، عاينت هبة بريس عديد مظاهر الفوضى و العبث الذي ينم عن عقلية بعض المعتمرين ، حيث يتم التسابق نحو تقبيل الحجر الأسود و التمسح بجدران الكعبة و هنا ينطلق التدافع الذي يصل في أحايين عدة لقمة ذروته بتبادل السب و الشتم و المشاداة بالأيدي و العراك أمام مرأى عناصر أمن الحج و العمرة.

و غير بعيد عن الكعبة ، و بالضبط بساحة الحرم ، مظهر أخر من المظاهر التي تطرح أكثر من علامة استفهام و هو اختلاط الرجال بالنساء في الصلوات الخمس المفروضة ، حيث تجد صفا واحد يضم النساء و الرجال بشكل متفرق و أحيانا صف للنساء و خلفه أخر للرجال.

كما أن من المظاهر التي تثير الريبة حين تجد عددا من المعتمرين منهم من يترك إزاره ينزل تحت السرة أو يرفعه فوق الركبة، ومنهم من يلتصق بالسيدات أثناء الطواف، ربما للزحام الشديد، وربما بقصد أو بغير قصد، ومنهم من يجلس وسط الأماكن المخصصة للسيدات بحجة أنه يلازم زوجته بالرغم من وجود الهواتفمع الجميع.

أما عن مرور الرجال وسط الأماكن المخصصة للسيدات فحدث ولا حرج، وقد تحتاج المرأة للاستلقاء على الأرض لأخذ بعض الراحة بسبب فترة الجلوس الطويلة انتظارا للصلاة، ولكن هذا لا يثني الرجال عن الجلوس أو المرور وسط صفوف النساء حيث و رغم أن هناك رجال أمن لإبعاد الرجال عن أماكن النساء، لكن هذا غير كاف فسرعان ما يعودون مرة أخرى خاصة مع وجود عقليات و ثقافات مختلفة داخل الحرم لا تأبه بالجلوس وسط السيدات.

هاته المظاهر و غيرها بقلب مكان عظيم تجعلنا إذا ما أردنا تحليل الدوافع المنطقية لفاجعة الصويرة قبل اسابيع نستنبط فعلا تعقيب المعتمر المغربي الذي بدأنا به المقال و هو أنه “إذا ظهر السبب بطل العجب” ، فالفوضى تسكننا نحن معشر المسلمين و نحن من نقوم بها ، فإذا كان هذا حال أقدس مكان بالكون و الذي لا تحترم فيها القدسية و لا النظام و لا الأخلاق فما بالكم بباقي أراضي المسلمين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى