الفريق الاشتراكي يسائل وزير الصحة عن وفاة 3 مرضى بمستشفى مولاي يوسف
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
شهد الرأي العام المغربي في الآونة الأخيرة واقعة مأساوية إثر وفاة 3 مرضى في قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط، وذلك بسبب انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي الذي أدى إلى توقف أجهزة التنفس الاصطناعي التي كانت تدعم حياتهم. وقد أثار هذا الحادث المأساوي ردود فعل قوية على مختلف الأصعدة، خصوصًا في البرلمان حيث تقدم الفريق الاشتراكي بمجلس النواب بسؤال كتابي إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية حول أسباب الحادث والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمنع تكراره.
خلفية الحادث وتداعياته
وفقًا للتقارير الإعلامية، فإن انقطاع التيار الكهربائي في مستشفى مولاي يوسف تسبب في توقف أجهزة التنفس الاصطناعي، وهو ما أدى إلى وفاة أربعة مرضى في قسم الإنعاش. هذا الحادث الصادم أثار حالة من الغضب والقلق لدى المواطنين وأفراد عائلات المرضى، خاصة في ظل غياب أي توضيحات رسمية من قبل الجهات المعنية بشأن ملابسات الواقعة. وقد أثيرت تساؤلات حول مستوى الجاهزية في المستشفيات المغربية، لا سيما في ما يتعلق بتأمين استمرارية الخدمات الطبية في الحالات الطارئة.
الفريق الاشتراكي في البرلمان يثير القضية
في خطوة تعكس حساسية الوضع، تقدم الفريق الاشتراكي بمجلس النواب بسؤال كتابي إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، طالبًا توضيحات حول الحادث المأساوي. السؤال كان يتناول الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث، وكيفية ضمان عدم تكراره في المستقبل. وتضمن السؤال أيضًا دعوة للسلطات الصحية إلى اتخاذ تدابير استعجالية لضمان استمرارية الخدمات الصحية في مثل هذه الحالات الحرجة.
وقد أكد الفريق الاشتراكي في سؤاله أن هذه الواقعة تسببت في صدمة كبيرة لدى الرأي العام الوطني وأثارت القلق حول الوضع الصحي في البلاد. كما شدد على ضرورة محاسبة المسؤولين واتخاذ تدابير عاجلة لتحسين البنية التحتية للمستشفيات وتوفير وسائل طوارئ فعالة، خاصة في أقسام الإنعاش التي تضم مرضى في حالات صحية حرجة.
تأثير الحادث على النظام الصحي
تعد هذه الواقعة بمثابة ناقوس خطر بالنسبة للنظام الصحي في المغرب. فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتطوير الخدمات الصحية، إلا أن الحادث أظهر وجود ثغرات كبيرة في تأمين استمرارية الخدمات الطبية في حالات الطوارئ. ففي أقسام الإنعاش حيث تكون حياة المرضى معرضة للخطر بشكل مستمر، يصبح انقطاع التيار الكهربائي أو توقف الأجهزة الطبية مسألة حياة أو موت. وهذا يطرح تساؤلات حول مدى كفاءة النظام الطبي في التعامل مع مثل هذه الظروف الاستثنائية.
مطالبة المجتمع المدني والمواطنين بالإجراءات السريعة
أثارت الواقعة ردود فعل غاضبة من المواطنين والنشطاء في المجتمع المدني، الذين طالبوا بتوضيحات رسمية عن الحادث وعن الخطوات التي ستتخذها الوزارة لمنع تكراره. كما شددوا على ضرورة وضع خطة طوارئ فعالة تضمن توفير أنظمة طاقة بديلة وأجهزة طبية احتياطية، وكذلك التدريب المستمر للعاملين في المستشفيات على كيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات.
الإجراءات الواجب اتخاذها
أمام هذه الفاجعة، ينبغي على وزارة الصحة والحماية الاجتماعية اتخاذ عدد من التدابير الفورية والفعالة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل:
إجراء تحقيق شفاف: يجب على الوزارة إجراء تحقيق شامل وشفاف للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء انقطاع التيار الكهربائي وتحديد المسؤوليات.
تعزيز البنية التحتية للمستشفيات: يجب تحسين وتحديث البنية التحتية للمستشفيات، بما في ذلك تأمين أنظمة طاقة بديلة لضمان استمرارية الخدمة في حالات الطوارئ.
تدابير وقائية: من الضروري وضع خطة وقائية تشمل تدريب العاملين على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ مثل انقطاع الكهرباء.
مراقبة الأجهزة الطبية: يجب تأكيد صلاحية وكفاءة الأجهزة الطبية المستخدمة في أقسام الإنعاش لضمان عملها في جميع الظروف.
إن وفاة أربعة مرضى في قسم الإنعاش بمستشفى مولاي يوسف بالرباط قد كشفت عن نقص في الاستعدادات لمواجهة حالات الطوارئ في المستشفيات المغربية. وتؤكد هذه الواقعة على ضرورة العمل بشكل سريع وجاد على تحسين البنية التحتية الصحية واتخاذ التدابير اللازمة لتأمين حياة المرضى في جميع الظروف. وفي هذا الإطار، يعد السؤال الذي تقدم به الفريق الاشتراكي في مجلس النواب خطوة هامة نحو محاسبة المسؤولين وضمان تحسين النظام الصحي، بما يعكس تطلعات المواطنين في الحصول على خدمات صحية آمنة وفعالة.