لماذا تفشل الأندية السينمائية المغربية؟

لكي نعرف الأسباب التي تؤدي إلى فشل الأندية السينمائية في المغرب، لا بد من الإشارة إلى أن ظاهرة الأندية السينمائية هي ظاهرة عالمية أنتجتْها ظروف متعددة، منها الاستبداد السياسي، انعدام حرية التعبير وسيطرة الإمبريالية العالمية.. غير أن الانقلاب الإعلامي والتكنولوجي وانقراض الدول الشيوعية وسقوط جدار برلين… يجعلنا نحس أننا نتحدث عن تاريخ بعيد، فالإنسان المغربي الآن يعيش فردية قاتلة، وأمدّتْه القنوات العالمية بكل ما يطلبه من فرجة مسموحة وممنوعة دون رقيب. كما أن البرامج التعليمية وكما قال الناقد السينمائي الكبير خليل الدامون لم تُكرّسْ فيه الرغبة في السؤال والحوار مع الآخر، كما أن اختلاط اليمين باليسار وسيادة قيّم الاستعمال والمنفعة غيّبت لدى الشباب الاهتمام بالثقافي والسياسي.

وفي غياب ثقاقة سينمائية مقاومة لدى الأندية السينمائية المغربية تمكن من استغلال ما هو إيجابي في هذه المرحلة من أجل إعادة إحياء روح الأندية السينمائية في جانبها المتعلق بعشق السينما،قلت لم تتمكن من الترويج لتيمات جمالية تسعى لتحقيق الانتشاء الجمالي من أجل معانقة الحرية إذ تكرس هذه الأندية مجهوداتها الراهنة لإنجاح البعد التجاري والتنظيم المستهلك لملتقيات تسفهه مع الأسف لماهية الفعل السينمائي وأدواره.

وحول ذلك قال السوسيولوجي والناقد السينمائي السيد رشيد أهراس «لا أرى سبيلا للنهوض بثقافة السينما من خلال الأندية السينمائية؛ لأنها غير مؤهلة لذلك. والمشاهد لن يتقبل طرحا نمطيا باردا، ولن يقبل عليه. ليس لأن متطلبات السينما مختلفة، ولا لأن الأندية السينمائية غير مؤهلة فحسب، ولكن فوق ذلك لأن العصر، ولأن تقنيات التثقيف قد اختلفت جذريا. وهذا العامل هو ما يصرف معظم الناس، ولا سيما جيل الشباب، عن أنشطة الأندية السينمائية».

من ناحيته، رأى الكاتب حسن ساعف، أن الأندية السينمائية لديها تاريخ عريق في الفعل الثقافي، ولكن تاريخها متواضع في التفاعل مع المجتمع، وهو ما يفقد مثل هذه المؤسسات الثقافية القدرة الملائمة لإحداث حراك ثقافي في المجتمع، والمطلوب من الأندية السينمائية بسحب رأيه المساهمة الفاعلة في صناعة جيل ثقافي وسينمائي واعد، يبدأ بجذب الأطفال للفعل السينمائي من خلال إقامة الفعاليات الفنية والثقافية التي تستقطب الأطفال وإطلاق جوائز تعنى بفن الطفل وإبداعه. كما يجب أن تعمل على خلق «مقاهٍ فنية» تجمع عددا محدودا من الناس، يتقاسمون نفس الأذواق ونفس الأفكار، لأن السينما لم تعد فقط فرجة للتسلية بل معرفة حسية وجمالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى