اشتوكة: مافيات التهريب الدولي للمخدرات تتفوق “لوجستيكيا” على السلطات الأمنية
ع اللطيف بركة : هبة بريس
رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها مصالح الدرك الملكي باقليم اشتوكة ايت باها التابعة للقيادة الجهوية للدرك بأكادير، من خلال عملياتها لمواجهة ظاهرة الاتجار بالبشر ( الهجرة الشرعية ) أو التهريب للمخدرات وتحديدا على الساحل الممتد من منطقة ” تكاض ” جنوب اكادير إلى منطقة ايت النومر ، شكل ذلك تحديا لوجستيكيا للدرك الملكي و القوات المساعدة و السلطة المحلية و عناصر الجيش .
في زيارة ميدانية ل ” هبة بريس ” من أجل الوقوف الميداني على مناطق غزو المهربين للمخدرات ، تم اكتشاف ان هؤلاء بدؤوا في نهج تكتيك جديد يتمثل في استغلالهم لجغرافية المنطقة التي يطبعها تعدد المسالك الغير المعبدة بالاقليم و الذي يتميز بهضاب من الرمال أو أراضي منخفضة وسط أخرى مرتفعة و شواطئ صغيرة غير مراقبة تسهل عمليات دخول الزوارق السريعة و التي يتم نفخها مباشرة على الشاطئ باستخدام العوادم الغازية للسيارات و العربات رباعية الدفع من أغلى الماركات ك ” تيوتا و لاندكروزر ” مما جعل بعض النقاط بين شاطئ سيدي راسلي و سيدي بولفضايل و التي من المستحيل الوصول اليها دون سيارات من نفس النوع الذي بات يمتلكه المهربون.
كما ظهر كذلك من خلال زيارتنا للمنطقة التي أصبحت تستهوي المهربين الدوليين للمخدرات ، بعد رحلة انتقالهم من سواحل الجديدة حيث كان نشاط التهريب هناك قبل ثلاث سنوات خلت ، لوحظ ضعف اللوجستيك لدى مصالح الدرك الملكي و السلطة المحلية ، مما يشكل عائقا لمحاصرة المهربين ونشاطهم الاجرامي، كما كشفت لنا مصادر من المنطقة ان وثيرة التهريب قد ارتفعت في الاونة الأخيرة بالساحل الجنوبي لأكادير ، بعد ان تم افراغ الساحل من الصيادين التقليدين المقيمين بها ، مما ساهم بدوره في تفشي ظاهرة التهريب بجميع اشكاله في هذه المناطق أمام العجز اللوجيستيكي الذي تعاني منه السلطات الامنية .
فهل تتحرك القيادة العليا للدرك لحل هذا الاشكال خصوصا ان عناصرها بالمنطقة تبدل مجهودات كبيرة في محاربة هذه الظواهر ” التهريب الدولي للمخدرات وتهجير البشر” إلى جانب الجرائم المتفشية مؤخرًا بالمنطقة ، لكن قلة الإمكانيات خصوصا سيارات الدفع الرباعية و آليات المراقبة الليلية و غيرها تحول دون تحقيقيهم للهدف المنشود .