الله يرحم ناس زمان…أيام واش من أيام هذه..
محمد منفلوطي_ هبة بريس
“الله يرحم ناس زمان…أيام واش من أيام هذه..، أينما ولى المرء وجهه، إلا واعترضته مشاهد تدمي القلب وتدعو إلى الشفقة، شباب وشابات ومراهقون ومرهقات بسراويل ممزقة، وفساتين كذلك، وحلاقة تعتلي الرؤوس بطرق غريبة تثير الجدل، والغريب في الأمر أن هذه الموضة الغريبة، لم تعد تقتصر على الشارع العام، بل اقتحمت البعض من مؤسساتنا التعليمية على الرغم من المجهودات المبذولة من قبل بعض الإدارات التربوية لمحاربتها، إلا أنها باتت تلقي بظلالها المخيفة على الفضاء التربوي الذي من المفروض أن يكون فضاء محترما تُجسد فيه قيم الأخلاق انسجاما مع تعاليم ديننا الحنيف.
غير بعيد عن المحيط المدرسي وبالشارع العام، هناك فئة أخرى من الشباب والمراهقين والقاصرين بلباس غريب وحلاقة للرؤوس كذلك، منهم من يمتطي دراجة نارية بزي ” الحبّاسة”، بساعات صفراء كبيرة الحجم مثبتة على المعاصم، وجوارب بيضاء وسبرديلات كذلك، كل ذلك اقتباس من لباس “خريجي السجون”، يزرعون الرعب، يتربصون بالفتيات تحرشا ومضايقة..
” الله يرحم ناس زمان لي قالو بأن آخر العلاج هو الكي”، حيث إن مثل هاته المظاهر، وإن لم يتم توقيف نزيفها، فإنها تكبر وتتغلغل وتصعب معها محاولات الاجتثاث، وهو ما يبرر تحركات مهندسي السياسات الجنائية في هذا الاتجاه من خلال تكثيف الدراسات وعقد الندوات والبحث عن حلول من شأنها أن تضع حدا لما بات يعرف لدى بعض الشباب المراهقين ب “ثقافة الإجرام والتشبه بجرائمهم ولباسهم وعقوباتهم السجينة”.
“الله يرحم ناس زمان ماخلاو لناس اليوم مايقولو…أيام واش من أيام هذه..”، عبارات وغيرها على ألسن العديد تتردد في زماننا هذا، تحمل في طياتها نبرة الأسى والحسرة والندم على زمن مضى وفات، ومضت معه مظاهرة الحشمة والوقار، وحل محله زمن التقليد والتطبيع مع الموضة الغريبة الدخيلة تحت عنوان الحياة الشبابية والحريات الشخصية متناسين أن هذه الأخيرة تقف عند حدود حريات الآخرين..، حتى التطبيع مع صور القرون الغابرة من ( حلاقة الرؤوس والسراويل الممزقة)، و التي كانت بالمناسبة معيارا للتفرقة بين العبيد وأسيادهم، أضحت في زماننا هذا رمزا للتحضر والتمدن وركوب موجة التقليد الأعمى ..
يا للغرابة… انتشرت هذه المشاهد بسرعة البرق بين فئة عريضة من الشباب والشابات…حتى بلغت مبلغ الشفقة عليهم وعلى أحوالهم وهم يطوفون حفاة عراة بسراويل لا تقيهم القر ولا الحر ولا تحفظ حتى جزءا من كرامتهم ولا كرامتهن…” الله يرحم ناس زمان.. والزمن الجميل..”.
فمع انتشار هذه الموضة التي لا أصل لها ولا فصل، ومع تطورها وتفنن أصحابها في رسم خرائط على رؤوسهم وأجسادهم، بات العديد من هؤلاء يتباهون بمصطلح “خوكم راه حبّاس” حتى في نسج علاقاته الغرامية مع مراهقات من بني جلدته، ضاربا عرض الحائط المثل الشهير الذي يقول : ” إذا فتحت مدرسة، أغلقت سجنا”، هذا على الرغم من تعدد المدارس وتنوعها، إلا أننا نجد السجون قد ضاقت بما رحبت، حتى إن النقاش العمومي انصب على موضوع ترشيد الاعتقال الاحتياطي، في إشارة لوضعية السجون التي لم تعد تتحمل المزيد.
“اييه الله يرحم ناس زمان…أيام واش من أيام هذه”
مقاربة اعادة التربية لم تفلح فيها اي دولة مهما كانت حداثية ومتقدمة…الاصل هو تحديد النسل واشتراط اهلية الازواج فيما يخص التربية.ومساهمة الاعلام والتعليم بنصيييه الطبيعي في العملية التربوية ..غير ذالك. لا يفلح اي شيء
الغريب هو اننا نشاهد بعض الشباب يلبسون شرط ديال جين مقطق كاتلك الذي في الصورة. فوق الركبة. حاملا على كتفي ساك……
الظلم هو الوحيد الذي لا يتغير ثيابه مع مرور الزمن