سطات تعيش البداوة ومظاهر القرون الوسطى”صور”
محمد منفلوطي_ هبة بريس
يجد السطاتيون وحتى زوارها، صعوبة بالغة في الحديث عن شيء جميل أنجز بمدينتهم، فالمدينة التي كانت تحمل لقب عاصمة الشاوية الفلاحية عرفت تراجعا كبيرا في مجالات شتى، ويكاد يجزم الجميع بأن المرافق الحيوية الضرورية للمواطنين طالها النسيان، وتحولت انتظاراتهم وتطلعاتهم لغد أفضل إلى مجرد أحلام وكوابيس، حيث التهميش و”قتل” الفضاءات الخضراء وتحويلها إلى مناطق قاحلة ومراع للأنعام بشتى أنواعها وملاذا آمنا للمتشردين، هي الصورة البارزة…
*** مظاهر البداوة والقرون الوسطى تهيمن على المشهد
لايختلف اثنان، ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو متنكر، أن مدينة سطات باتت تعيش على وقع الأزمنة الغابرة، بعد انتشار مظاهر البداوة و القرون الوسطى على رأسها انتشار العربات المجرورة بالدواب التي سخرها أصحابها لنقل المواطنين نحو الأحياء السكنية من أمام زنقة الذهيبية، ضمن مشهد من المشاهد التي ولدتها تبعات الهجرة القروية التي تكاثفت و استفحلت خلال السنوات الأخيرة..وكذا انتشار الكلاب الضالة والدواب بالقرب من التجمعات السكنية والحدائق العمومية وتحولها إلى مرتع خصب للتوالد والتناسل، ما أصبح يشكل عائقا كبيرا أمام تطور المجال الحضاري للمدينة، وما تتسبب في تلويث المجال البيئي بالانتشار الفظيع لفضلات البهائم و الأغنام و الماعز، وأصبح معها السكان يعانون الأمرين بسبب الإزعاج الكبير الذي تسببه لهم تلك الحيوانات، ناهيك عن انتشار الكلاب الضالة والمتشردة التي أضحت تشكل خطرا على حياة المواطنين خاصة منهم المتوجهين في الصباح الباكر إلى مقرات عملهم وكذا التلاميذ فضلا عن المترددين إلى المساجد لأداء صلاة الفجر، الأمر الذي يضطر معه العديد من الآباء والأولياء للنهوض باكرا لمرافقة أبناءهم قصد حمايتهم من مهاجمة الكلاب الضالة لفلذات أكبادهم.
** حدائق تحتضر والجهات المسؤولة في خبر كان.
لقد تحولت معظم الحدائق العمومية والمناطق الخضراء بمدينة سطات إلى مراع للمواشي والأنعام بشتى أنواعها، أما البعض منها وخاصة المحادي للأحياء السكنية الشعبية فقد تحول إلى مطرح للنفايات ومجمع للأزبال، الأمر الذي ترتبت عنه نتائج سلبية أدت إلى تلوث المحيط البيئي بفعل انتشار الأكياس البلاستيكية والقارورات الفارغة مما أدى إلى القضاء على جمالية المكان وحرم ساكنة المدينة من التمتع بالاستراحة في ظل النفايات المتناثرة والمتراكمة في جنبات الحدائق العمومية.
ومن بين ماتشكوه حدائق سطات، هو تعطيل إناراتها، وعطب وتكسير مصابيحها، واقتلاع مابقي من أعشابها، وقد رصدت الجريدة عن قرب قطعانا من الحمير والبغال وهي تعيث فسادا بأرجاء الحديقة مخلفة وراءها مساحات جرداء مع غياب تام لصيانتها ورعايتها ،حيث لا أثر للورود والأزهار المتفتحة ولا حراس دائمين ولا فضاءات مناسبة للأطفال يقضون فيها أوقاتهم الممتعة ، مما جعل هذه الحدائق تعطي صورة سلبية عن الفضاءات الخضراء بمدينة سطات، جعل الساكنة تستغني عنها وعن خدماتها، خاصة وأنها تحولت مع مرور الزمن إلى أطلال ومراتع للمتسكعين والمتشردين..
*** مدينة تحن للماضي…
هي سطات التي باتت تحن إلى الزمن الماضي وهي تعيش في ذات الوقت على ايقاعات اكراهات الحاضر، لنقف جميعا وقفة تأمل عن الكيفية التي تحولت بها معظم الشوارع الرئيسية والساحات الجميلة التي كانت مكانا للتجوال والتنزه والتسوق، إلى مكان مفضل لمختلف أنواع الدواب والعربات والشاحنات التي يأتي بها أصحابها من ضواحي المدينة أو من الأسواق الأسبوعية محملة بالخضروات والفواكه، التي وبعد أن ينهوا تجارتهم، حتى يخلفوا وراءهم أكواما من بقايا النفايات، وإذا أضفنا إليها روائح فضلات البهائم نصبح هنا أمام وصفة عطر خاصة تزكم أنوف المارة من هناك، دون أن ننسى أسراب الذباب والحشرات المختلفة.
** الملك العمومي يُختطف من قبل أصحاب محلات ومقاهي ومتاجر
استنكر العديد من الغيورين بمدينة سطات، تنامي ظاهرة احتلال الملك العمومي بالمدينة، واعتبروا الأمر يثير العديد من علامات استفهام، ويبين بالملموس فشل الجهات المختصة في تعاملها مع هذه الظاهرة، وإيجاد مقاربة حقيقية بإمكانها المساهمة في الحد من هذا النزيف واسترجاع الفضاء العمومي الذي من المفروض أن يدر أرباحا طائلة لخزينة الجماعة، ويكون بالتالي في خدمة المجتمع.
وشدد هؤلاء على أن المدينة تحولت إلى ضيعة خاصة في ملك أناس سال لعابهم على نهب مِلك الدولة واستغلاله أمام أنظار المسؤولين بدون استحياء، فتحسنت أوضاعهم المادية والمعنوية على حساب المواطنين البسطاء و الشرفاء وعلى مصلحة الوطن، حتى أضحى الأمر كابوسا يهدد سلامة ومصالح المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين في كثير من الأحيان إلى الاستعانة بالأرصفة والطرقات من أجل الوصول إلى غاياتهم لتفادي الاصطدام بهذه الأسوار المتحركة.
هذا وطالب هؤلاء المهتمين الغيوريين، من الجهات المعنية بضرورة العمل على استرجاع الملك العمومي من قبضة المحتلين من أصحاب بعض المحلات التجارية وبعض المقاهي، الذين وصل بهم الحد إلى وضع حواجز حديدية تمنع المواطنين حتى من التنقل، أو ركن سياراتهم بالليل والنهار.
نعم قد نفهم جيدا حاجة كل مواطن للعيش الكريم سواء بمدينة سطات أو باقي المدن المغربية الأخرى، وقد نفهم جيدا أن هناك مجموعة من الإكراهات و المشاكل المتراكمة من نسب الفقر والبطالة التي تنخر جسد المجتمع السطاتي، لكن أن تُستغل هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية من طرف هؤلاء لتخريب المجال الحضري، والعودة بالمدينة إلى مظاهر البداوة خلال القرون الوسطى هذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا….
ومتى كانت سطات مدينة ..إنها دوار زودوه بالكهرباء
السبب الأول هم من يمثلوننا في ذاك المستنقع البلدي الذين لا يفهمون ماهي المواطنة وحب البلاد