close button

تقنية الاستمطار.. المغرب يعيد الحياة لمبادرة “الغيث” لتلقيح السماء‎

هبة بريس ـ ياسين الضميري

في سنة 1984، دشن العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني مبادرة أطلق عليها إسم “الغيث” خاصة بالاستمطار الاصطناعي بهدف مواجهة أثار تعاقب سنوات الجفاف الحاد في البلاد.

وقد استمرت فترة التجارب في هذه العملية التي أطلقت بشراكة مع خبراء تابعين لوكالة التنمية بالولايات المتحدة الأميركية، أزيد من خمس سنوات للتأكد من نجاعتها و الإلمام بمختلف الجوانب المتعلقة بها.

وتتمركز عملية “الغيث” في مناطق محددة من المملكة، خاصة التي تضم السدود المائية، وتتم سواء بالاعتماد على مولدات أرضية تعمل على إطلاق مواد كيماوية لتلقيح السحب، أو عن طريق الاستعانة بمروحيات الدرك الملكي مجهزة بتقنيات خاصة.

هذا البرنامج كان المغرب يعتمده قبل ثلاثة عقود تقريبا كلما برز للواجهة شبح الجفاف، و تم إحياء التجربة قبل ثلاث سنوات، حيث أكد نزار بركة وزير التجهيز والماء في مداخلة سابقة له نونبر الماضي بقلب البرلمان أن وزارته قامت بتوسيع برنامج الاستمطار الصناعي “الغيث” ما بين سنتي 2021 و2023 بمبلغ 160 مليون درهم، فيما سيتم رصد 17 مليون درهم لتطوير ودعم البرنامج خلال السنة الجارية.

هاته التقنية تساعد في زيادة منسوب التساقطات بما بين 14 و17 في المائة، ويتم استخدامها بالمغرب عادة في الفترة الممتدة ما بين شهري نونبر وأبريل بمعدل 22 عملية، وذلك باللجوء إلى تلقيح غيوم السماء بملح كلورور الصوديوم و يودير الفضة من خلال عملي تقنية محضة.

و في هذا الصدد، أكد الحسين يوعابد، المسؤول عن التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية، في تصريحات سبق و نشرت في هبة بريس، بأن مبادرة “الغيث” للاستمطار الاصطناعي كانت من بين الحلول الاستعجالية التي يلجأ لها المغرب كلما تأخر المطر أو انحبس.

و أوضح يوعابد سلفا أن نجاح عملية الاستمطار تتطلب توافر عوامل طبيعية وشروط مساعدة من قبيل وجود تيارات هوائية مناسبة لتحفيز السحب ونسبة رطوبة عالية مع انخفاض درجات الكتل الهوائية بالأجواء العليا.

و شدد المتحدث ذاته على أن الاستمطار هو عملية تتطلب الكثير من الاحتياطات والعمل الدقيق، حيث يسبقها أخد عينات من المناطق المستهدفة، ليشرع مختصون في الاستمطار بمديرية الأرصاد الجوية بتحليل معطيات السحب وتحديد نسبة النجاح قبل أن تتم مباشرة العملية.

و أضاف بأن عمليات الاستمطار الاصطناعي في المغرب، تستهدف المناطق الجبلية المجاورة للسدود لتعزيز حقينتها من خلال تساقط رقاقات ثلجية التي تساهم أيضا في تعزيز الفرشة المائية.

هذا و كان خبراء بيئيون من دول مختلفة، سبق و أكدوا خلال قمة المناخ “كوب22” التي احتضنتها بلادنا على أن تقنية الاستمطار الاصطناعي هي تقنية صديقة للبيئة، حيث أن اللجوء إليها لا ينطوي على أي تأثيرات سلبية سواء على الفرشة المائية أو على المنتجات الزراعية.

و تجدر الإشارة إلى أن المغرب و بفضل ما راكمه من تجارب و خبرات عبر مبادرة “الغيث”، أصبح يقود تجربة رائدة في مجال الاستمطار الاصطناعي على المستوى القارة الإفريقية، ما خول له تقديم الدعم في هذا الإطار لدول إفريقية من بينها مالي و بوركينافاسو والسنغال، حيث استعانت بالمغرب للقيام بنفس المبادرة لوقف شبح العطش الذي يهدد شعوبها و تحسين إنتاجية الملايين من هكتاراتها الفلاحية.

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. اللهم اسقينا الغيث نافعا ولا ضارا وطبيعيا من عندك يا رب العالمين ، أصبحنا نعيش في عصر التكنولوجيا و العولمة اللهم لطفك بنا يارب وارحمنا برحمتك ياارحم الراحمين ولا تجعلنا من القانطين.

  2. اللهم هذآ العجب من عجائب وغرائب الدنيا ، الكل تغير ماخلقها الله ، حتى الأمطار أصبحت مصنعة.

  3. إذا هذه الساقطات المطرية ليست طبيعية التي هطرلت في الفترة الأخيرة ؟؟؟ اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض وحسن الخاتمة وارحم يا أرحم الراحمين.

  4. إذا بهذه العمليات الاستطمار الصناعي بتقنيات استراتجية ودينامية ناجحة سنقضي على ظاهرة الجفاف الشديد.

  5. هذه عملية يلجأ إليها عند الضرورة القصوى فقط، لأن تكلفتها عالية و هي ترقيعية فقط. نطلب من الله تعالى غيثه.

  6. عميلية الاستمطار الهذف منها الزيادة في نسبة او كمية الامطار حيت انه لا يمكن القيام بها الا اذا كانت ظروف مساعدة وملائمة. فيمكن القولرهي عملية تحفيز السحب علي اعطاء كمية اكتر. اذ بسماء صافية لا جدوي، من العملية. اذن فهي امطار طبيعية من قدرة الله وليست اصطناعية. للتوضيح. فقط.

  7. اول خطوة يجب اتخاذها قبل اتخاذ هذه الخطوات من الأمطار الاصطناعية، اولا إغلاق جميع ملاعب الغولف الذي يستنزف المياه، ثانيا وقف اللوبي الصهيوني اللذي يستنزف الفرشة المائية في زراعة الافوكادو وزراعات أخرى غير مجدية ، ثالتا ترشيد المياه وتوعية المواطن بذلك، رابعا تصفية المياه البحرية خامسا الدعاء والاستغفار، خامسا غرس الأشجار التي تواجه الجفاف ، سادسا العودة إلى الحبوب القديمة الأصلية التي تواجه الظروف الصعبة واخيرا الأمطار الاصطناعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى