خطيب مسجد الحرام: مهنة التعليم رسالة جليلة ورجال التعليم حملتُها

محمد منفلوطي_ هبة بريس من مكة المكرمة

قال إمام وخطيب المسجد الحرام” الشيخ الأستاذ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري”، إن العطلة قد شارفت على الانقضاءِ، وأيامُها على الانتهاءِ، غَنِمَ فيها قومٌ، وفرَّطَ آخرونَ، وها نحنُ على مشارفِ عامٍ دراسيٍّ جديدٍ، تستأنفُ فيه رحلةُ العلمِ والمعرفةِ، وتنطلقُ مسيرةُ التعليمِ في طريقِ الرُّقي والازدهارِ والعِزَّةِ والافتخارِ.

وأضاف الدوسري في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام، إن المؤسساتِ التعليمية إنما أُنشئتْ لتكونَ مناراتٍ للهُدى، وأبوابًا للخيرِ، ونماءً للعلمِ، وزكاءً للنفسِ، وتأسيسًا للفضيلةِ، فعلينا أنْ نستشعرَ هذه المسؤوليةَ العظيمةَ، وأنْ تتحدَ جهودُنَا لتحقيقِ تلكَ الأهدافِ الساميةِ، والغاياتِ النبيلةِ، وأنْ يكونَ مدارُ أعمالِنَا على الإخلاصِ؛ فما كان للهِ يدومُ ويتصلُ، وما كانَ لغيرهِ ينقطعُ ويضمحلُ، فإنما الأعمالُ بالنياتِ، يقولُ ابنُ المباركِ رحمه الله: «أَوَّلُ العِلْمِ النِّيَّةُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ، ثُمَّ الفَهْمُ، ثُمَّ الحِفْظُ، ثُمَّ العَمَلُ».

وخاطب الدوسري كافة نساء ورجال التعليم بالقول: ” إنَّ التعليمَ مِهنةٌ جليلةٌ، تقلَّدهَا الأنبياءُ، وورثَهَا العلماءُ، وقامَ بها الأخيارُ والصلحاءُ، فطوبى لمن عَرَفَ حقَّهَا، وبذلَ الوسعَ في إتقانِهَا، فالتعليمُ رسالةٌ وأنتم حملتُهَا، وعليكمْ بعدَ اللهِ تُعقدُ الآمالُ، وتُحطُّ عندكمْ الرِّحَالُ، فبينَ أيديكمْ عقولُ الناشئةِ، فأغنوهُم بالعلومِ النافعةِ، وأَقْنُوهُم بالوصايا الجامعةِ، وابذلوا قصارَى جهدِكُم في التربيةِ على الأخلاقِ الفاضلةِ، والآدابِ الزاكيةِ، والمكارمِ الساميةِ، واغرسُوا في القلوبِ الولاءَ للهِ ولرسولِهِ ، ثم السمعَ والطاعةَ لولاةِ الأمر، واحرصُوا على تعزيزِ الانتماءِ للوطنِ، والمحافظةِ على ثقافتِهِ ومقدراتِهِ، والسعي لتحقيقِ رؤيتِهِ وتطلعاتِهِ.
كما وصف الشيخ الدوسري المعلمين والمعلمات بمصابيحَ العلمِ والنورِ، ، حيث قال : ” يا مصابيح العلم والنور لقدْ كانَ نبيُّكم “ص”، في تعليمِهِ حليماً رفيقاً، رحيماً شفيقاً، ييسِّرُ
ولا يُعسِّرُ، يبشِّرُ ولا يُنفِّرُ.

وفي رسالة إلى الآباءِ والأمهاتِ، دعا فضيلة الشيخ الدوسري، إلى تربية الأبناء على حُبِّ العلمِ وإجلالِ العلماءِ، وتعليمهم بأن الأدبَ قبلَ العلمِ رفعةٌ وسناءٌ، فهذه والدةُ الإمامِ مالكٍ كانتْ تُلبسُهُ أحسنَ الثيابِ، ثمَّ تقولُ لَه: اذهبْ إلى ربيعةَ فتعلَّمْ مِنْ أدبِهِ قَبلَ علمِهِ.
واعلمُوا – رحمكم اللهُ – أن لكم في التربيةِ والتعليم الجانبَ الأكبرَ، والحظَّ الأوفرَ، فإنَّ
أولادَكُم ودائعُ عندَكُم، قالَ تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ماخطب به هدا الخطيب اكل عليه الدهر وشرب اين هو المعلم والاستاد في عصرنا هدا لا نرا منهم الا القليل والدليل علا مانحن عليه من فوضى من كل الجوانب وكترة المناكر في شبابنا

  2. كل ما نزل في المقال في ماقاله الخطيب في هدا المعلم اوالاستاد صح ولاكن اين هي نتائجها في مجتمعنا الاسلامي والعربي بالخصوص حبر علا ورق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى