المحمدية.. أشغال القنطرة العجيبة تتوقف و السيناريو القديم يعاد من جديد
هبة بريس ـ الدار البيضاء
الأمر لم يعد يحتمل المزيد من الصمت، إنه العبث في أسمى تجلياته، بل إن الأمر فضيحة من العيار الثقيل، و رمز من رموز التدبير العشوائي و الكارثي للمشاريع العمومية التي تصرف عليها أموال طائلة من المال العام الذي يدفعه الشعب دافع الضرائب.
المثال نسوقه هنا من مدينة الفوضى و التسيب، مدينة المحمدية، المدينة التي لا تحتاج فقط للجان تفتيش و مراقبة و افتحاص مركزية من وزارة الداخلية، بل يفترض أن تدخل النيابة العامة على الخط للتحقيق في عدد من خروقاتها و منها مشروع قنطرة بني عباد بشارع فلسطين طريق عين تكي.
هذا المشروع الذي انطلقت أشغاله قبل سنتين و ما زالت لم تبارح حتى الخمسين في المئة من تقدمها، و الأخطر من ذلك، الأشغال لم تنته بعد و الطريق فتحت أمام حركة السير للسيارات و الشاحنات الكبيرة الحجم و الصغيرة و الدراجات بشتى أصنافها و معها المرور بالنسبة للراجلين علما أن القنطرة متواجدة فوق الطريق السيار و تفتقد لمعايير السلامة المتعارف عليها.
البداية كانت قبل سنتين مع شركة مررت لها الصفقة في ظروف مثيرة للجدل، انطلقت الأشغال ثم توقفت في عيد الأضحى من السنة الماضية، ظلت الآليات مركونة بعين المكان و معها تلك الحفر و الأشغال شاهدة على أسمى شواهد التدبير الكارثي العشوائي لمشاريع الصفقات العمومية.
تم تعيين الوالي امهيدية، فتدخل شخصيا ليتم حل المشاكل العالقة التي تسبب فيها غيره و منهم مسؤولين برتب عليا في الإقليم، تم تفويت الصفقة لشركة أخرى لاستكمال الأشغال، فاستبشرت الساكنة خيرا نظرا للسرعة التي تمت بها العملية.
جاء عيد الأضحى، فغادر العمال الورش، الذي بلغ نسبة تقدم قاربت الأربعين في المئة تقريبا، ليفاجأ جميع سكان المحمدية أن السلطات فتحت الطريق في وجه حركة المرور عشية يوم العيد رغم أن الآليات ما تزال في الورش، و حتى علامات التشوير و السلامة كانت غائبة.
ظن مستعملو الطريق أن العملية مؤقتة قد تستمر ليومين أو ثلاثة حتى يعود العمال من عطلة العيد القصيرة لإغلاق الطريق و استئناف العمل، لكن مر أكثر من شهر على عطلة العيد و ظلت الأمور على حالها، لا العمل عاد للورش و لا الطريق تغيرت، وحدها سيارات المواطنين “كتاكل الدق” صباح مساء، و كأن لسان الحال يقول: “واش غنتسناو حتى يوصل الميساج لامهيدية عاد ترجع الأشغال”، ما يحدث في المحمدية قمة العبث و الاستهثار و التلاعب ليس بمصالح المواطنين و حسب، بل بحياتهم أيضا خصوصا الأطفال الذين يمرون من فوق قنطرة تحتها طريق سيار و تفتقد لأدنى معايير السلامة، “سي امهيدية الله يرحم الوالدين أجي تشوف هادشي” يختم أحد سكان المدينة…
اضحت مدينة المحمدية مدينة السيبة و الفساد و التسلط بكل حذافيره … المدينة الممتلئة بعربات الأحصنة الهائجة و روثها اللذي يزكم الانوف … بكلابها الضالة الكثيرة و الخطيرة … باضوائها الشاحبة في اكبر شوارعها … بنخيلها المجعد و نباتاتها الصفراء الذابلة … كل ما فيها يبعث على الازدراء لحالها المتردي من شواطئها الى الحديقة العامة بها.
مادام انهم يتهربون من ربط المسؤولية بالمحاسبة. مانرى الا أعمال مثل وجوههم.
تستاهلو أحسن
الكلاب الضالة هو ما استأثرني في التعليقات لأنها آفة عامة أصبحت تلقي بظلالها على بلدنا الحبيب نظرا لتخليص أغلب البلديات والجماعات عن تدبير هذا الأمر وهو أمر خطير كان ينبغي إيجاد حلول ناجعة له قبل التخلي عنه .