بسبب مسؤول جمركي… باب سبتة تدق ناقوس الخطر‎

يشهد معبر باب سبتة السليبة منذ أول أمس الثلاثاء حالة من الفوضى والإحتجاجات ضد مصلحة الجمارك وعلى رأسها المسؤول الأول الذي يظهر جليا من خلال تصرفاته أنه يسير على خطى سلفه وأستاذه المعين حديثا بميناء طنجة المتوسط الذي عاش المعبر في عهده أسوأ أيامه وأزهقت فيه أرواح بريئة سميت ب” شهيدات الخبز ولقمة العيش”،لا بل الأنكى من ذلك أن المسؤول الجمركي المقصود (م.ب) حزم ضمن أمتعته الشخصية رزمة من القوانين “الحمورايبية” التي سنها في معبر باب سبتة وأراد تطبيقها على ميناء طنجة المتوسط ذو الأهمية البالغة والصبغة الملكية،وهو الشيئ الذي لقي إحتجاجا واسعا من طرف ممتهني نقل الإرساليات الدولية الذين قرروا في نهاية المطاف مراسلة السيد المدير العام للجمارك وإخباره خلال جلسة مباشرة بالضغوطات الممارسة من طرف السيد (م.ب) والتي لا تتماشى وطبيعة عمل هذه الفئة من أصحاب السيارات النفعية، وبالفعل تدخل السيد المدير العام على خط معاناة هؤلاء وأعطى تعليماته بإعادة النظر في الإجراءات “الإرتجالية”المعقدة التي يشهدها ميناء طنجة المتوسط.

كلا المسؤولين الجمركيين وإن فرقتهما ظروف العمل يعتبران وجهان لعملة واحدة سيمتها الرئيسية الإرتجالية وخلق واقع جديد على المقاس ،غير مباليين بالمعاناة التي تعيشها شريحة واسعة من أبناء هذا الوطن الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على تحمل الذل والمهانة لكسب لقمة العيش .

سيناريو باب سبتة اليوم بدأ يطغى على المشهد الإعلامي المغربي ويعيد إلى الأذهان ما وقع في السنتين الأخيرتين من مظاهرات ومسيرات على الأقدام نحو عمالة المضيق بسبب تجاوزات مسؤولين جمركيين حطموا أرقاما قياسية في “حسن تسيير المعبر ” وصلت إلى درجة سقوط ضحايا غالبيتهم من النساء، وأبانوا عن جهلهم الكبير في التعامل مع حساسية الوضع القائم بذات المعبر منذ عشرات السنين،والذي يعتبر مصدر عيش رئيسي لأزيد من 25 ألف ممتهن(ة) لهذا النشاط المشبوه.

غاضبون من الإنتقائية التي ينهجها المسؤول الجمركي (ط.ي) في المعبر أكدوا أن الوضع لا يطاق ولا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عن الزبونية والمحسوبية التي يسمح خلالها بدخول مافيات التهريب الأكثر سلطة ونفوذا وإقصاء “الحمالة” الباحثين عن لقمة عيش تسد الرمق وتغني عن التسول في الشارع أو التعاطي لمهن يرفضها المجتمع المغربي.

وخلال شريط مصور من عين المكان صرحت نساء أخريات بوجه غير مكشوف عن السبب الحقيقي وراء ما آلت إليه الأوضاع في معبر سبتة منذ يومين، إذ إتهمن المسؤول الجمركي السالف الذكر باتخاذ قرارات إنفرادية تمنع دخول ممتهنات التبضع المعيشي من باب سبتة،كما أردفن أن السلطات الإسبانية تعاملهن معاملة لائقة عكس المعاملة المهينة التي يتلقينها في الجانب المغربي والتي لا تعبر بثاثا عن سلوك إدارة الأمن الوطني ولا إدارة الجمارك، بل تعبر عن مستوى المسؤولين عن المعبر دون إستثناء والذين غالبا ما يضعوا بتهورهم و”قوانينهم” المرفوضة إداراتهم المركزية في مواقف حرجة.

وعرف المعبر الحدودي باب سبتة مع بداية شهر رمضان المبارك فوضى وإضطرابات خطيرة تستحيل السيطرة عليها من جانب الأمن ولا الجمارك بسبب الإقبال المتزايد للمتبضعين من جهة وكثرة الطلب على السلع الإسبانية من جهة أخرى.

فهل يطفئ السيد المدير العام للجمارك غضب ممتهني التهريب المعيشي بباب سبتة،كما فعل إبان إحتجاجات أصحاب النقل الدولي للإرساليات بميناء طنجة المتوسط الذي كشف عن ضعف تسيير غير مسبوق لبعض المسؤولين الجمركيين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. دبا لي لابس الكسوة كما دار حيرة. إلى طبق القانون كيكثرو الإحتجاجات و المضاهرات و الى خلها فدانية كتحاسبو الإدارة على التقصير. شنو بغيتوه يدير؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى