أزمة النظافة بسطات.. للبُوعارة نصيب مفروض
بعد أزمة نظافة خانقة عاشتها مدينة سطات مؤخرا، وبعد طول انتظار، هاهي الشركة الحائزة على صفقة تدبير القطاع عززت أسطولها الجديد بآليات حديثة استعرضتها أمس الثلاثاء من أمام مقر البلدية في افتتاح رسمي، يروم تحسين الخدمات كافة الأحياء السكنية بالحاويات، مع الدفع بشاحنات ودراجات هوائية لتسهيل العمل على عمال الكنس اليدوي..
مع دخول أسطول النظافة الجديد بالمدينة، تباينت الآراء واختلفت بين مرحب ومستبشر، وبين مطالب بضرورة تحسين الخدمات لاسيما وأن واقع النظافة بالمدينة تعتريه مجموعة من النقائص وضعف الخدمات، والمتمثلة في السرعة التي تمر بها الشاحنات كل صباح وما يُخلفه عمال النظافة وراءهم من أكوام من النفايات، فيما آخرون شددوا على ضرورة تعزيز النقاط الحساسة بحاويات إضافية حتى لا يتم التخلص من النفايات بجنباتها..
لكن، وفي مقابل ذلك، يبقى جزء من المسؤولية ملقاة على عاتق المواطنين كذلك، حيث الأمر يتطلب التقيد بمواعيد مرور شاحنات النفايات وعدم رميها بالشارع العام حتى لا نثقل كاهل العمال من بني جلدتنا الذين يبحثون عن لقمة عيش بعرق الجبين..
مشاهد أخرى مقلقة تساهم بدورها في انتشار النفايات والأزبال وتمزيق الأكياس البلاستيكية، تلك المتعلقة بظاهرة الكلاب الضالة التي تتنقل خلال ساعات الصباح الأولى على شكل قطعان جائعة تهدد المارة وتساهم في تدمير الفضاء البيئي، وهناك ظاهرة أخرى تتعلق بما يصطلح عليها ب” البوعارة”، الذين يلجؤون إلى صناديق القمامة وأكياس البلاستيك الموضوعة على جنبات الشوارع والأزقة، لتمزيقها والبحث داخلها عن بقايا قشور الخضر والفواكه…” لتقديمها كأعلاف لمواشيهم، ومنهم من تاه وسط أكوامها وانهمك في فتح أكياسها البلاستيكية لعله يجد ضالته لعلها تغنيهم نسبيا عن التسول باحثين عن بقايا الأواني المعدنية والقنينات الفارغة وغيرها بغية بيعها..
ظاهرة مقلقة، تتطلب من الشركة المعنية تكثيف دورياتها بمختلف النقاط، وحث عمالها الذين يتوفرون على وسائل نقل للقيام بجولات للحد من ظاهرة اتلاف الحاويات وسرقتها أحيانا..