سطات وصفقة النظافة والمدينة غارقة في الأزبال ” صور”
تحولت معظم شوارع مدينة سطات إلى أكبر مطرح للنفايات، وقد بدى محيط العديد من المؤسسات التعليمية والأزقة بالأحياء السكنية، هو يكتسي حلة جديدة من الأكياس البلاستيكية التي نهشتها الكلاب الضالة وتركتها تتطاير وتعطر المكان روائح نثنة وحشرات ضارة وطيور جائعة..في الوقت الذي اختفت فيه حاويات النفايات التابعة للشركة حائزة الصفقة، فيما أصوات بعض المسؤولين تقول: ” غير صبرو راه الاسطول جاي في الطريق أصاحبي…”، فيما مصادر أخرى أكدت أن الأسطول الجديد يتم عرضه في 25 من فبراير الجاري أمام مقر بلدية المدينة تمهيدا لإعطاء الانطلاقة الرسمية…
تدني خدمات النظافة وتفاقم أزمة الأزبال والنفايات بالشوارع والطرقات، كلها عوامل عمقت من حجم المشاكل التي هددت الفضاء البيئي بالمدينة، حيث تضرر بشكل خطير بفعل الروائح الكريهة المنبعثة من إحدى المصانع بالمدخل الجنوبي للمدينة، إذ أن التجوال هناك بالشوارع العامة بات مقلقا، لكن الغريب في الأمر هو حجم الصمت الذي يخيم في الأرجاء من قبل المسؤولين والفاعلين السياسيين وحتى من طرف العديد من الجمعويين عدا بعض الغيورين الذين يرون في الأمر احتقارا وتنقيصا من تاريخ المدينة وماضيها المشرق الذي كان يتغنى مياه متدفقة وحدائق ذات بهجة وروائح تغذي الروح وتنعش الأجساد وتداوي الأمراض…
هم بعض الغيورين عن المدينة الذين لم يقفوا مكتوفي الأيادي، بل حولوا الفضاء الأزرق إلى منصة للنقاش والدفاع المستميت عن المدينة تماشيا وروح الدستور…يسائلون يستفسرون عن السر وراء تهميش مدينتهم من خلال تدني أبسط الخدمات بها، ومنهم من صب جم غضبهم على الكيفية التي يدبر بها قطاع النظافة بالمدينة التي أصبحت غارقة في الأزبال بعد أن كانت تصنف من المدن النظيفة، قبل أن تطالها المظاهر العشوائية من كلاب ضالة ودواب ونفايات وروائح كريهة، وعربات مجرورة بالبغال والحمير، ناهيك عن تفشي ظاهرة الباعة المتجولين بصورة مقلقة محولين شوارع المدينة إلى مطرح للنفايات والأزبال.
وضع كهذا يسائل القائمين على تدبير شؤون المدينة، وهم الذين رفعوا شعارات إبان حملاتهم الانتخابية وظلوا يتغنون بها، وتعهدوا بتنزيلها بعد أن عاهدوا من صوتوا عليهم بعد أن منحوهم ورقة العبور نحو تقلد كرسي المسؤولية…
رجاء المدينة تحتضر وتناشد أبناءها البررة وفعالياتها السياسية والجمعوية والاعلامية الغيورة، فلبوا نداءها وأعيدوا لها ولو جزء بسيط من تاريخها المشرق فهي التي احتضنتنا جميعا تحت سماءها، فشربنا من ماء عيونها المتدفقة واستنشقنا هواءها العليل الذي أنعش قلوبنا وأرواحنا، وتوسدنا تربتها الزكية المعطاء فمنحتنا العزة والأنفة…