مغامرة 3 “فراقشية” تنتهي بحادثة سير في الجديدة

انتهت، ليلة أمس الأربعاء، مغامرة ثلاثة “فراقشية”، كانوا على متن سيارة من نوع “مرسيدس 190″، سوداء اللون، ومرقمة بالخارج، بحادثة سير داخل مدار الحضري للجديدة. حيث تمكن اثنان منهم من مغادرة العربة، والفرار تحت جنح الظلام، بعد تدخلت دورية راكبة، تابعة للفرقة السياحية بأمن الجديدة. فيما ظل شريك لهما يلازم مقعده داخل السيارة، بعد أن أصيب بجروح بليغة، شلت قدرته عن الحركة.

وبالمناسبة، فإن “الفراقشية” هم، حسب تعريفهم، أعضاء عصابة إجرامية، متخصصين في سرقة البهائم من “الزريبات”، ونقلها على متن شاحنة إلى الأسواق القوية الأسبوعية، لبيعها، أو يقومون بذبحها سرا خارج المجزرة (الذبيحة السرية)، وبيع لحومها لبعض الجزارين. ويمكن تكييف أفعال “الفراقشية” على كونها سرقات موصوفة، لكونهم يرتكبونها بتعدد الفاعلين، وتحت جنح الظلام، وباستعمال السلاح الأبيض، وكذلك بواسطة ناقلة ذات محرك.

هذا، وحسب وقائع النازلة، فإن “الفراقشية” الثلاثة قدموا، في حدود منتصف ليلة أمس الأربعاء، إلى عاصمة دكالة، من جهة الشمال، مرورا عبر الطريق الوطنية رقم:1. وقد تفادوا اجتياز السد القضائي للشرطة، ومن ثمة ساروا عبر مسالك متربة، ومن خلف حلبة سباق الخيل الأميرة للامليكة، إلى أن وجدوا أنفسهم في حي كاليفورنيا، المحاذي لدوار “الطاجين”، المتاخم من جهة الشمال لمدينة الجديدة، والذي أصبح خاضعا لنفوذ مدارها الحضري.

وفجأة ظهرت دورية راكبة، تابعة للفرقة السياحية بأمن الجديدة، كانت تشن، في إطار مهامها الاعتيادية، بحملات تطهيرية في القطاع، من أجل السهر على استتباب الأمن. وقد أثار انتباه الدورية قدوم السيارة الخفيفة من نوع “مرسيدس 190″، المرقمة بالخارج، وكانت أضواؤها الأمامية جميعها مطفأة. ما حدا بالدورية إلى تغيير سيرها إلى الاتجاه الذي كانت تسير فيه العربة المشكوك في أمرها، والتي زاد سائقها من سرعتها، غير منتبه إلى ركام من الأتربة والحجارة، كانت موضوعة وسط المسلك الذي كان يعبره، والذي كان بالكاد مضاء بإنارة عمومية خافتة. حيث ارتطمت مقدمة السيارة بهذا الحاجز غير المرئي، وصعدت فوقه بشكل مائل. إذ توقف محرك العربة عن الدوران والتشغيل. ووجد “الفراقشية” الثلاثة أنفسهم محاصرين داخل العربة، من قبل المتدخلين الأمنيين من الفرقة السياحية. وقد تمكن اثنان من من الفرار، بعد أن أطلقا تحت جنح الظلام سيقانهم للريح، وتبخرا من ثمة في الطبيعة. فيما ظل شريكهم يلازم مقعده في السيارة، بعد أن شلت حركته، بسبب إصابته بجروح بليغة، جراء اصطدام العربة بعنف بركام الأتربة والحجارة. وقد أوفدت ثكنة الوقاية المدنية سيارة إسعاف، أقلت الأخير إلى المستشفى الإقليمي، حيث تلقى العلاجات الضرورية.

وبالموازاة مع ذلك، كانت عناصر من الفرقة السياحية، وفي مقدمتهم رئيسها، ومن الدائرة الأمنية التي كانت تؤمن مهام الديمومة، يؤمنون مسرح النازلة، طيلة حوالي ساعتين، قبل أن يتدخل بشكل جد متأخر، تقنيان من مصلحة الشرطة العلمية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، حيث باشرا المعاينات على السيارة التي توقفت رحلتها، والتي ضبطا بداخلها سلاحا أبيض، عبارة عن سيف، وكذلك، وثائق في محفظة صغيرة، تعود إلى أحد “الفراقشية”. وقد حلت لاحقا سيارة “ديبناج”، قطرت العربة إلى مقر أمن الجديدة.

هذا، وتابع رئيس الأمن الإقليمي، المراقب العام عزيز بومهدي، أولا بأول، عبر هاتفه النقال، وقائع هذه النازلة، التي أشعر بها لتوه مديرية الشرطة القضائية (DPJ)، ومديرية الأمن الوطني (DSP)، لدى المديرية العامة للأمن الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى